تمشيا مع تسريع خطوات نمو اقتصاد القطاعات الخاصة فى الصين فى السنوات الاخيرة ، تسابق عدد كبير من رجال الاعمال الناجحين الى اسواق النمو الاقتصادى ومن بينهم رجل اعمال معروف فى مجال تصنيع الدراجات النارية فى الصين إسمه ين مينغ شان المدير العام لمجموعة شركة لى فان الصناعية بمدينة تشونغ تشينغ بمقاطعة سيتشوان .

ولد ين مينغ شان فى مقاطعة سيتشوان، ويبلغ عمره حاليا اكثر من ستين عاما، وعمل من قبل كمدرس ومراسل ومحرر ومدير مؤسسة حكومية وهكذا ، وعندما وصل عمره الى 54 عاما ، إستقال من منصبه السابق ، واستثمر عشرين الف يوان صينى فى بناء مؤسسة خاصة لصناعة محركات الدرجات النارية . وبعد عمل مكثف لاكثر من عشرة سنوات، إستطاعت مؤسسته تسويق اكثر من مليونى محرك دراجة نارية ذا ملكية فكرية خاصة، ووصلت قيمة صادراتها السنوية الى مائتى مليون دولار امريكى. قال هذا الرجل الناجح والمتواضع للمراسل :

" زرت الولايات المتحدة قبل السنة الماضية ، حيث سألنى رجل اعمال امريكى: كم حجم انتاجكم من الدراجات النارية ؟ فأجبته ان حجم انتاجنا كبير ، لدرجة انه يمكن ان اقول انا فائز ببطولة عالمية فى انتاج محركات الدراجات النارية ، ويمكن ان نصدر اكثر من مليون محرك دراجة نارية الى مختلف دول العالم ."

والجدير بالذكر انه فى بداية الامر ، لم يكن بمؤسسة ين مينغ شان إلا تسعة عمال اما الان فيعمل فيها اربعة آلاف عامل وموظف، واصبحت المؤسسة مؤسسة خاصة كبيرة تبلغ قيمة أصولها مليارا ومائتى مليون يوان صينى . وتصدر منتجاتها الى كثير من دول ومناطق العالم ، وخاصة دول جنوب شرق آسيا حيث نرى كثيرا من الدراجات النارية تحمل علامة لى فان الصينية وهى تمر فى شوارع هذه الدول. وقال صاحب محل تجارى خاص لبيع دراجة لى فان النارية بفيتنام :

" دراجة لى فان النارية من انتاج الصين مقبولة لدى المواطنين، فجودتها جيدة مع الخدمات الاضافية الممتازة بعد شرائها مثل تغيير قطع الغيار واصلاحها مجانا وغير ذلك ."

كانت سوق فيتنام للدراجات النارية واسعة ، لان الفيتناميين يحبون وسيلة النقل هذه حبا جما، لدرجة ان كل فيتنامى ربما يمتلك واحدة منها لتسهيل تنقلاته . وقال ين مينغ شان للمراسل:

" فيتنام دولة مجاورة للصين وقريبة منا ، لذلك ، فتكلفة نقل صادراتنا اليها رخيصة وكانت دراجاتنا النارية خفيفة الوزن ومحركها اقل استهلاكا للبنزين ، واهم شىء هو ان سعرها منخفض، وكل هذا بالطبع يشكل قوة تنافسية قوية فى السوق المحلية ."

وفى عام 2003 ، بدأ السيد ين مينغ شان وزملاؤه يوجهون أنظارهم الى دول افريقيا . وكانت مؤسسة ين مينغ شان ، قد اشتركت بالتعاون مع فرقة العاب ووشو الصينية فى استعراض للمسافات الطويلة فى نيجيريا نفس العام، وكانت القيادة للدراجات النارية من انتاج مؤسسته ، كان لذلك هزة كبيرة ورجع صدى فى نيجيريا وفى الوقت نفسه ، تمتع المحليون بمهارات العاب ووشو الصينية الرائعة وتعرفوا على الدراجات النارية الصينية باسم لى فان . وفتحت هذه السوق الكبيرة فتحا سريعا، واصبحت نيجيريا الان اكبر دولة افريقية مستوردة لدراجة لى فان النارية . وقال السفير النجيرى لدى الصين :

" ان التعاون بين بلادى والصين يزداد ازديادا مستمرا، وخاصة فى مجال صناعة الدراجات النارية ، ونأمل فى ان تستثمر مؤسسة لى فان الصينية فى نيجيريا لتتقدم الصداقة والتعاون بين البلدين باستمرار ."

وحتى الان، فان مؤسسة لى فان لصناعة الدراجات النارية تتحوز على خمس اسواق مستقرة خارج البلاد، وهى نيجيريا والفليبين وفيتنام وايران واندونيسيا، وقد تجاوزت قيمة تسويقها عشرة ملايين دولار أمريكى سنويا . وهدف ين مينغ شان المقبل، هو توسيع السوق الاوروبية والامريكية لتخترق دراجة لى فان النارية الى العالم كله .

واضاف ين مينغ شان انه بفضل تقديم الحكومة الصينية سياسات تشجيعية وظروفا صالحة لنمو اقتصاد القطاعات الصينية الخاصة خلال السنوات الاخيرة ، فقد ازداد حجم القطاع الخاص ازديادا سريعا، ولكن بسبب افتقادها التجارب العملية، لم تحقق الكثير من النتائج الجيدة . ويجب عليها مص التجارب الادارية المتقدمة لتلك المؤسسات الدولية المتقدمة، بينما يجب تعميق دراساتها للاحوال الصينية الواقعية للمحافظة على تفوقها الذاتى وتفادى التعثرات فى مسيرة تطور