اوضح احدث الاحصاءات الجمركية ان الفائض التجارى الصينى بلغ 39.65 مليار دولار امريكى فى النصف الاول من هذا العام ، مقابل 31.98 مليار دولار امريكى فى العام الماضى كله. حيث بلغت قيمة الواردات والصادرات الصينية 645.03 مليار دولار امريكى فى النصف الاول من هذا العام بزيادة 23.2 بالمائة عن الفترة المماثلة من العام الماضى ومنها 342.34 مليار دولار امريكى للصادرات بزيادة 32.7 % و302.69 مليار دولار امريكى للواردات بزيادة 14% .
وقال مسؤول فى وزارة التجارة الصينية ان الفائض التجارى المفرط قد لا يكون جيدا اذ انه يزيد الاحتكاكات التجاريةين الصين وشركائها التجاريين . وفى الوقت نفسه ، تمثل كثرة احتياطى النقد الاجنبى زيادة الضغط على الصين فى مجال سعر صرف عملتها الوطنية الرنمينبى .
يرى مسؤول فى المركز الدولى للمعلومات ان جميع المعلومات اوضحت ان الاقتصاد الصينى يسير بصورة مستقرة وسليمة لكن هناك بعض المخاطر الخفية التى يجب الاهتمام بها ومنها الفائض التجارى الضخم .
قال تشانغ مينغ كبير الاقتصاديين فى المركز ان النمو الاقتصادى الصينى الحالى يحفزه الطلب الخارجى بصورة رئيسية مضيفا ان 3 نقاط مئوية من معدل النمو البالغ 9.4% تاتى بفضل الطلب الخارجى . وبعد ان توسع الطلب الداخلى الصينى سريعا فى السنتين الاخيرتين تشكل عدد اصلى كبير له . وفى النصف الاول من هذا العام ، شهدت حصته فى زيادة اجمالى الناتج الوطنى انخفاضا ملحوظا عن الفترة المماثلة من العام الماضى .
هذا وقد اثار الاعتماد على الطلب الخارجى لحفز النمو الاقتصادى تحذيرا من مختلف الاطراف . وقال مسؤول فى لجنة الدولة للتنمية والاصلاح ان استراتيجيتنا التجارية هى نمط يقوم على اساس الحفز من الطلب الخارجى ، ولا بد من تغيير هذا النمط . ويرى انه يجب ان يحتل الاستهلاك مكانة رئيسية اى يبلغ حوالى 70% بالمائة فى التنمية الاقتصادية لدولة كبرى مثل الصين .
جدير بالاهتمام ان نسبة اجمالى حجم التجارة الخارجية الصينية فى اجمالى الناتج الوطنى شهدت ازديادا سنة بعد سنة . حيث بلغت 51% بالمائة فى عام 2002 و60% بالمائة فى عام 2003 واكثر من 70% بالمائة فى عام 2004.
وقال المسؤول فى اللجنة " ان ذلك خطير للغاية " مشيرا الى ان الطلب الداخلى الصينى الحالى ضعيف. واذا شهد الطلب الخارجى اضطرابا، فسيواجه الاقتصاد الصينى مشكلة .
وادى التوسع المستمر للفائض التجارى الصينى الى ارتفاع نسبة الزيادة الاستثمارية والزيادة غير الطبيعية لاحتياطى النقد الاجنبى. وفى النصف الاول من هذا العام ، ازداد الاحتياطى الصينى من النقد الاجنبى اكثر من 100 مليار دولار امريكى ليتجاوز اجماليه حاجز ال700 مليار دولار امريكي ، مما زاد حدة الاحتكاكات التجارية بين الصين والدول الاخرى، و منذ توحيد سعر الصرف فى عام 1994 ، بلغ الفائض التجارى الصينى حوالى 300 مليار دولار امريكى.