وسع قطاع البنوك الصينية خطواته المفتوحة على الخارج بعد انضام الصين الى منظمة التجارة العالمية منذ ثلاث سنوات ، وقد بدأت البنوك الاجنبية التمويل تدخل اكثر فاكثر الى السوق الصينية المحلية باشكال مختلفة، و بدأ نطاق أعمالها يتوسع توسعا تدريجيا. وفى الوقت نفسه ، تستعد البنوك الصينية لدخول الاسواق الدولية وقبول التحديات الجديدة. إذن ، ما هى التغيرات جديدة التى طرأت على البنوك الصينية ؟ نعرفكم الان بذلك .

كانت المعاملات فى البنوك الصينية معقدة وتحتاج الى وقت طويل لاكمالها فى الماضى، إلا أن الصورة تغيرت الان كثيرا . لقد احس بذلك السيد يو سين لين المسؤول بقسم ادارة القروض التابع لمجموعة الشركة الصينية للمشروعات المعدنية لانه يتعامل دائما مع البنوك، قال للمراسل :

" اية معاملة مالية مع البنوك الصينية ، كانت لا تجد استجابة سريعة إلا بعد أسبوع كامل على الاقل . أما الان ، فيردون علينا خلال ثلاثة ايام على الاكثر بعد البدء فى الاتصال بهم . كما أنه يوجد بعض مسؤولي البنوك الذين ينزلون الى المؤسسات لاستكشاف الاحوال الواقعية وما هى الخدمات المالية التى تحتاج اليها ، وكل هذه تغيرات جديدة كنا وجدناها ."

ويرى السيد يو سين لين أن اهم عامل شجع على حدوث هذه التغيرات، هو دخول البنوك الاجنبية التمويل سوق الصين المحلية . وحسب الاحصاءات فان معاملات البنوك الاجنبية فى الصين قد توسعت ودخلت الى 18 مدينة صينية بمختلف الاشكال . وهذا يحفز البنوك الصينية لان ترفع مستوى خدماتها للمحافظة على المتعاملين المحليين .

ويرى السيد تشاو شى جون نائب رئيس المعهد المالى التابع لجامعة الشعب الصينى ان البنوك الاجنبية بعد دخولها السوق الصينية، ادخلت للصين الوسائل الادارية المالية الحديثة ، مما جعل السوق المالية المحلية تصبح اكثر تكاملا وتعددا فى ممارسة أعمالها ، بينما اصبح بامكان المواطنين التمتع باحسن خدمات مالية . ويقول :

" إن دخول البنوك الاجنبية الصين يساعد على اصلاح البنوك الصينية فى الآلية والادارة لرفع القوة التنافسية . وهذا أمر يفيد المستهلكين كثيرا مع رفع مستوى خدمات البنوك الصينية ."

وأضاف السيد تشاو ان انفتاح الاعمال المالية البنكية الصينية على الخارج بصورة شاملة، سيمر بفترة انتقالية لخمس سنوات وفقا لتعهدات الصين عند انضمامها الى منظمة التجارة العالمية ، ويتوسع نطاق هذا الانفتاح من المناطق الساحلية الى المدن الكبرى ، ثم الى البلدات المتوسطة بالمناطق الداخلية، وستفتح للخارج الاعمال المالية للعملات الصعبة اولا ، ثم للعملة الصينية رن مين بى، ليتم هذا الانفتاح المالى على الخارج بصورة شاملة قبل نهاية عام 2006 .

والجدير بالذكر ان اهم خطوة لتحويل البنوك التجارية الصينية من النظام الهيكلى القديم الى نظام المساهمة، هى تحقيق دخول البورصات الخارجية . وتجتهد الان الكثير من البنوك الصينية تحاول الان تحقيق هذا الهدف، وقد حقق بنك المواصلات الصينى هذا الهدف بمنطقة هونغ كونغ هذا العام ، بينما يسارع بنك الصين وبنك الانشاء الصينى اعمالهما الاستعدادية لذلك ، والنقطة المشتركة لهذه البنوك هى البحث عن شركاء تعاونيين من خارج البلاد.

وفى يونيو الماضى، اشترت مجموعة البنك الامريكي 9% من اسهم بنك الانشاء الصينى بقيمة مليارين وخمسمائة مليون دولار امريكى. قال السيد كننيس ليويس رئيس مجلس ادارة مجموعة البنك الامريكي إن تكوين شريك التعاون مع بنك الانشاء الصينى سيجلب لبنكه عوائد كبيرة، وأضاف للمراسل:

" اولا، لمجموعة البنك الامريكي كثير من الزبائن فى الصين، كما سيجد بنك الانشاء الصينى المزيد من الزبائن خارج البلاد. والتعاون سيجلب للجانبين مستقبلا مشرقا. ثانيا، سيحقق الجانبان المزيد من التعاون فى مجالات اخرى فى المستقبل بعد تحقيق هذا التعاون الاول حتى تأسيس شركة مشتركة . ثالثا ، استثمار قيمة مليارين وخمسمائة مليون دولار امريكى للتعاون، هى قيمة مستثمرة هائلة. وهدفها مساعدة بنك الانشاء الصينى بكل ما فى وسعنا، فى الوقت نفسه لتحقيق العوائد من ذلك للمجموعة."

وقد ذكر رئيس مجلس ادارة بنك الانشاء الصينى قوه شو شينغ أن التعاون بين الجانبين لا يتوقف على ادخال الاموال الاجنبية الى الصين ، وإنما هدفه الرئيسى هو إدخال التجارب المالية الحديثة من الخارج لادارة البنوك المحلية على خير وجه.

الحاقا بهذه التغيرات الجديدة فى البنوك الصينية، يرى الاستاذ تشاو شى جون ان الخطوة الثانية التى يجب ان تقدمها البنوك الصينية فى المرحلة القادمة ، خروج البنوك المحلية الى العالم لتوسيع تأثيراتها فى الاسواق الدولية . وقال :

"انفتاح قطاع البنوك الصينية على الخارج، يجذب كثيرا من البنوك الاجنبية الى الصين لتوسيع اعمالها المالية واجراء التعاون مع البنوك الصينية. وهذه من المرحلة الاولى ، أما المرحلة الثانية فيجب فيها تعزيز الدراسات حول كيفية تقدم البنوك الصينية الى خارج البلاد لتوسيع اعمالها المالية على مستوى العالم ."