زهرة ساحرة على بساط الثلج - الورق التبتي

^{الورق التبتي}

من بين قوميات الصين العديدة، تشتهر قومية التبت بتاريخها العريق وحضارتها الزاهرة. أما الورق التبتي الذي أبدعه أبناء قومية التبت باستخدام ذكائهم وعزيمتهم، فهو ناقل مهم لتاريخ وحضارة قومية التبت.

ظهر الورق التبتي في منتصف القرن السابع ميلاديا. عندما وصلت الأميرة ون تشنغ من أسرة تانغ الملكية إلى منطقة التبت، فعرفت أبناء قومية التبت على صناعة الورق. ونظرا لأن منطقة التبت تنقصها المواد الخام التقليدية لصناعة الورق التي تتوفر فقط في وسط الصين، أبدع حرفيون من قوميتي هان والتبت تقنيات خاصة لصناعة الورق باستخدام المواد المحلية في المنطقة. ويشتهر الورق التبتي بمقاومته لقرض الحشرات والتآكل. في عام 2006، أدرجت صناعة الورق لقومية التبت في الدفعة الأولى من قائمة التراث الثقافي غير المادي على مستوى الدولة.

" في طفولتي، وقبل ظهور الورق التبتي، كتبنا حروف الخط التبتي بشكل غير جميل. ويعتبر الورق التبتي الورق الوحيد المستخدم في هذه المنطقة."

^{جذور نبات الفربيون هي المادة الخام الرئيسية لصناعة الورق التبتي}

كان السيد تسيرينغ توبجيه البالغ من العمر 61 سنة وارثا تمثيليا لفنون صناعة الورق التبتي التي أدرجت في قائمة التراث الثقافي غير المادي على مستوى الدولة. وقال تسيرينغ توبجيه الذي يعمل في صناعة الورق التبتي بالأسلوب القديم لأكثر من 40 عاما إن جذور نبات الفربيون هي المادة الخام الرئيسية لصناعة الورق التبتي، ولكن عملية حفرها معقدة للغاية، حيث لا يمكن للحرفيين أن يحفروا جذور الفربيون إلا بعد الموسم المطري في الشهر السادس حسب التقويم التبتي، وعلى عمق أكثر من 30 سنتيمترا تحت الأرض في الجبال الشاهقة التي يتجاوز ارتفاعها عن سطح البحر 4500 متر. ثم يقوم الحرفيون بإزالة القشر واللب، والسلق، والسحق، والضرب، والتجفيف وغيرها من بضع عشرة خطوة لصناعة الورق التبتي الناعم.

يتميز الورق التبتي بالقوة ومقاومة التعفن وثبات ألوانه وصعوبة تمزيقه، لذا يستخدم كثيرا في كتابة وطباعة المؤلفات الدينية والعقود وغيرها من الوثائق الرسمية. أما سر الورق التبتي فهو السم الموجود في نبات الفربيون الذي تستخدم جذوره لصناعة الورق التبتي. وفي هذا السياق، قال تسيرينغ توبجيه:

" بفضل السم، لا تأكل الحيوانات نبات الفربيون. وعندما ننتج الورق التبتي، نحتاج إلى عملية التعود على هذا السم والتي تستمر أسبوعا تقريبا. وخلال هذه العملية، تتقشر وتستسقي وجوهنا بصورة خفيفة."

في قرية شيويهلا بمحافظة نيمو، لم يبق إلا السيد تسيرينغ توبجيه وابناه ينتجون الورق التبتي بالأسلوب التقليدي. وكانت الزراعة مصدر الرزق الرئيسي لعائلة تسيرينغ توبجيه. وفي الوقت نفسه، تزود المدارس والمعابد والمتاحف المحلية بالورق التبتي أيضا. لكن بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج وانخفاض سعر الورق التبتي، تواجه عائلة تسيرينغ توبجيه صعوبة كبيرة في إنتاج الورق التبتي.

" الآن أصبح الورق التبتي غير رائج وتنقصنا الأموال، لذا لا نستطيع تكليف المزيد من العمال، ولكنني أقول دائما لابنيي إنه من اللازم أن تتراوث فنون صناعة الورق التبتي على أيديهما."

 ^{إنتاج الورق التبتي بالأسلوب القديم}

رغم أن السيد تسيرينغ توبجيه يواجه صعوبات مختلفة، إلا أنه يصر على إنتاج الورق التبتي بالأسلوب القديم. وبالإضافة إلى ذلك، أبدع تسيرينغ توبجيه فنون صبغ الورق التبتي ونوعا جديدا من الورق التبتي صالحا للكتابة على كلا وجهيه، إضافة إلى فانوس الورق التبتي وغيره من المنتجات السياحية، مما يزيد دخل عائلته بعشرة آلاف يوان كل سنة.

فضلا عن عائلة تسيرينغ توبجيه، تصر شركة تسايتشيوان بلاسا لصناعة المنتجات اليدوية القومية على إنتاج الورق التبتي بالأسلوب القديم أيضا، وبذلت أقصى جهودها لتوارث وتنمية فنون صناعة الورق التبتي جيلا بعد جيل. وتحت رئاسة رئيس الشركة السيد جامبا تسونيهوب، زادت الشركة أنواع الورق التبتي من أربعة أنواع إلى ثمانية وأربعين نوعا بمساعدة السيد تسيرينغ توبجيه.

" هذه الأوراق من النوع التقليدي وهي بيضاء بدون زخرفة. على أساسها، أبدعنا الورق التبتي على غرار الجلد، وطلبنا براءة الاختراع لهذا النوع الجديد."

أمام صناديق العرض لشركة تسايتشيوان لصناعة المنتجات اليدوية القومية، عرفتنا نائبة المدير العام للشركة السيدة دورجي درولما على الأنواع الجديدة من الورق التبتي مثل الورق على غرار الجلد، والورق الحريري، والورق ذي عروق الخشب، والورق الخاص لإنتاج الفانوس. وأخبرتنا بأن الشركة تعمل الآن على إبداع ورق الجدران الذي يستطيع مقاومة الرطوبة والنخر ولا يضر البيئة. وحول مستقبل الشركة، قالت السيدة دورجي درولما:

" مصنعنا صغير نسبيا، لذا نريد تقديم طلبنا إلى الأجهزة الحكومية المعنية لإنشاء قاعدة إنتاج جديدة، إضافة إلى تدريب العاملين وجمع المواد الخام في مختلف المناطق.

 ^{إنتاج الورق التبتي بالأسلوب القديم}

وأضافت أنه على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجه الشركة في السوق وجمع المواد الخام، إلا أن الشركة ما زالت تعلق آمالا كبيرة على مستقبل الورق التبتي، وتعتقد أن جهود الشركة في توسيع السوق، وتعريف الجماهير على منتجاتها، والجمع بين الفنون التقليدية والتقنيات الحديثة ستجعل المزيد من الناس يعرفون ويحبون الورق التبتي تدريجيا.

مثل مسؤولي شركة تسايتشيوان لصناعة المنتجات اليدوية القومية، يعلق تسيرينغ توبجيه آمالا كبيرة على مستقبل الورق التبتي أيضا، حيث قال:

" بالنسبة إلي، فإن الورق التبتي كنز عظيم، وتتوارث فنون صناعة الورق التبتي بين أبناء عائلتي جيلا بعد جيل، لذا فمن واجبي أن أنقل هذه الفنون إلى ابني."

عندما كنا نقوم بالتغطية، قال تسيرينغ توبجيه تكرارا إنه يأمل في توارث فنون صناعة الورق التبتي، ولا يريد أن يرى أبناءه يستمعون إلى تاريخ الورق التبتي فقط، بل تمكنهم من رؤية تطوره الحالي ومستبقله المشرق.