<%@ Language=JavaScript %> التعريف عن مسجد هوايشنغ بمدينة قوانغتسو
إذاعة الصين الدولية القسم العربي  
الصفحة الرئيسية   |   أخبار   |   إقتصاد وتجارة   |   منوعات   |   سياحة وثقافة   |   عالم المسلمين   |   تعاون معنا   |   أولمبياد بكين  |  Webcast
التعريف عن مسجد هوايشنغ بمدينة قوانغتسو
   2005-08-09 12:12:57    cri
 

اجتاز الإسلام منذ دقه باب الصين في منتصف القرن السابع اجتاز سبع مراحل تاريخية فيها، هي: الأسر الامبراطورية تانغ وسونغ ويوان ومينغ وتشينغ، وجمهورية الصين وجمهورية الصين الشعبية. وتختلف أوضاع مساجد الصين باختلاف مكانة المسلمين الصينيين السياسية والاقتصادية عبر المراحل التاريخية السالفة الذكر. ومن أجل اطلاع أعزائى المستمعين على أحوال مساجد الصين بصورة كاملة نقدم لكم في الحلقات القادمة المساجد الصينية النموذجية حسب تطور التاريخ الصيني.

تفيدنا المصادر الصينية أن أول مندوب مبعوث من الخليفة عثمان بن عفان وصل إلى تشانغآن في أغسطس عام 651. وقابل الامبراطورَ الصيني قاو تسونغ لأسرة تانغ الملكية وعرفه بأحوال بلده والشريعة الإسلامية. وقد رأى المؤرخون الصينيون أن الإسلام قد دخل إلى الصين مع وصول رسول الصداقة هذا. وبفضل ازدياد الاتصالات المطردة بين الصين وبلاد العرب استوطن عدد من العرب الوافدين في الصين، بحيث أصبح لهم صلة قرابة مع الصينيين وقبلوا الحضارة الصينية بالتدريج. أما في عهد أسرة سونغ الملكية فقد ازداد عدد العرب والفرس الوافدين إلى الصين للاستيطان أكثر مما كان عليه، و توسع الملكية نفوذهم أكثر من ذي قبل. وخير دليل على ذلك أن أبو شوقي العربي كان قد تولى منصبا عاليا في حكومة الصين آنذاك. وقد جرت عادة المؤرخين الصينيين على تسمية هذه الفترة أي من زيارة المبعوث السالف الذكر للصين سنة 651 إلى سقوط أسرة سونغ سنة 1279 مرحلة دخول الإسلام إلى الصين. ومن المتوقع أن الجاليات العربية الإسلامية آنذاك قد بنوا، في هذه الفترة الطويلة، عددا كبيرا من، ولكن أغلبيتها قد طواها الزمن. وفيما يلي نقدم لكم أحد المساجد المتبقية حتى يومنا وبنيت في تلك الفترة، ألا وهو مسجد هوايشنغ.

عندما كانت التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الصين وبلاد العرب في أوج ازدهارها في عهد أسرة تانغ الملكية، توارد عدد كبير من التجار العرب إلى مدينة قوانغتشو التي تعتبر احدى المدن الساحلية في الصين وأبرز موانئها مرورا بالخليج العربي وخليج البنغال ومضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي وكان من ضمنهم جماعة استوطنوا هذه المدينة فبنوا فيها مساجد لأداء الصلاة ومعالجة شؤونهم المتعلقة بالدين والعبادات. ويعتقد أن مسجد هوايشنغ هو من المساجد التي تم بناؤها على أيدي الجاليات العربية الإسلامية آنذاك. ولكن الرواية التي سبق ذكرها في بداية التقرير تقول انه شيد على يد الصحابي الجليل سعد ابن أبي وقاص رضى الله عنه الذي جاء إلى الصين لنشر الإسلام بامر من النبي. أما الكتابات العربية المنقوشة على اللوح الرخامي في مسجد هوايشنغ، فتتفق وما ورد في الرواية، إذ جاء فيها: هذا هو أول مسجد في الصين بناه سيدنا وقاص رضى الله عنه، إذ دخل هذه الدار لاظهار الإسلام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جدده المتأخرون مرة بعد مرة، وقد حفظه الله تعالي إلى الآن سليما من الآفات. وهو في الصين مبدأ الإسلام ومنبع العلوم. فينبغي لمسلمي الصين أن يزينوا ظهره بالعمارة الحسنة، ويصلحوا باطنه بإقامة الجماعة. وعلى مسلمي هذا البلد خصوصا انشاء مدرسة. فاعتبروا يا أولى الابصار.

ان هذه الكتابات العربية سليمة ومتماسكة لغويا. فمن المحتمل أن تكون من كتابات أحد المسلمين العرب الذين استوطنوا مدينة قوانغتشو في وقت مبكر. ولكن ليس هناك سبيل إلى معرفة الزمن الذي نقشت فيه هذه الكتابات غير المؤرخة. ومع ذلك فإن كلمات " ثم جدده المتأخرون مرة بعد مرة" الواردة في الكتابات توحى إلينا بأنها كتبت بعد زمن طويل من بناء المسجد. أما الصحابى سعد وقاص الوارد في الرواية، فبالإضافة إلى ورود ذكره في الكتابات العربية المنقوشة ما يزال ضريحه قائما على مقربة من جسر ليوهوا في ضواحي قوانغتشو. وجرت العادة على تسميته" ضريح الحكيم المرحوم" تعظيما لشأن صاحبه. وأكثر من ذلك أن المسلمين هناك يقومون عادة بزيارة هذا الضريح في الأعياد الإسلامية، سائلين الله أن يتغمد صاحبه برحمته ومغفرته. وقد تبين لنا أن مجئ شخص إلى الصين يدعى وقاص لاظهار الإسلام قد حدث فعلا ودون أدنى شك. بيد أن " وقاص " الذي يتردد اسمه على ألسنة المسلمين الصينيين ليس الصحابى سعد ابن أبي وقاص الذائع الصيت في عهد النبي عليه السلام. إذ ان كل من له دراية بتاريخ الإسلام لا يخفى عليه ان هذا الأخير كان قائدا عسكريا بجوار النبي عليه السلام، ظل ملازما له في غزواته لمحاربة اعداء السلام من مكان لآخر، وساهم بقسط كبير في الكثير من المعارك التي جرت في فجر الإسلام. وأثر ذلك انتقل إلى القادسية في العراق بأمر من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضى الله عنه، حيث قاد معركةً عنيفة ضد الفرس، عقد له فيها لواءُ النصر، وأظهرَ الكثيرَ من المواهبِ العسكرية المثيرة للاعجاب. وقد أبلَى في القتال بلاءً حسنًا على امتداد حياته، وخاض غمارَ الكثيرِ من المعارك الحامية الوطيس قبل ان توافيه المنية في المدينة المنورة سنة 675. وأهم من ذلك أن المصادر العربية لم تذكر قط أن الصحابى الجليل سعد ابن أبي وقاص قد وطئت قدماه أرض الصين. فغاية ما يمكن أن يقال في أمر وقاص الوارد ذكره في الرواية أنه مجرد تشابه في التسمية، ليس ألا.

متعلقات ما رأيك ؟
v قائمة البرامج
v موجات البرامج
 
|  link  | اتصل بنا  |