<%@ Language=JavaScript %> فن الخط العربي في الصين (الجزء الثاني)
إذاعة الصين الدولية القسم العربي  
الصفحة الرئيسية   |   أخبار   |   إقتصاد وتجارة   |   منوعات   |   سياحة وثقافة   |   عالم المسلمين   |   تعاون معنا   |   أولمبياد بكين  |  Webcast
فن الخط العربي في الصين (الجزء الثاني)
   2006-10-23 16:19:39    cri
 

خلال أكثر من ألف عام مضت، ومع انتشار الإسلام، تشكلت في الصين تدريجيا أنواع عديدة من فن الخط العربي ذي الخصائص الصينية، ويمكن تسميتها بشكل عام - "الخط الصيني" للغة العربية. غير أن هذا "الخط الصيني" له أشكال وطرق كتابة تختلف من جنوبي الصين إلى شمالها، ولم تظهر قواعد موحدة ومعايير مقررة له حتى الآن، وهذه الحالة تعيق تطور فن الخط العربي على نطاق واسع في الصين، فلا بد من إيجاد حل مناسب لذلك.

مع ازدهار الثقافة الإسلامية في السنوات الأخيرة أدرك العلماء والمثقفون المسلمون على نحو متزايد أن الاهتمام بالدراسات حول نظرية فن الخط العربي هو الضمان الأساسي لوجود الخط الصيني القياسي. وهذه النظرية تحدد القواعد والمبادئ التي ينبغي على الخطاطين أن يلتزموا بها عند كتابة الخطوط العربية، سواء كانوا صينيين أو أجانب. وبدونها ستحدث حتما انحرافات وتشوهات في أعمال الخط، لهذا نجد دائما أعمالا رديئة الجودة تظهر في المعارض والمسابقات الخاصة بالخط العربي. وللتغلب على هذا العيب يجب على جميع محبي الخط العربي أن يبذلوا جهدا كبيرا في فهم القواعد الأساسية والمتطلبات الضرورية للخطوط العربية قبل أن يباشروا ابتكاراتهم في أعمال فن الخط. وينبغي عليهم أيضا أن ينبذوا فكرة جنى ثمار جهودهم خلال فترة وجيزة في خلال الارتقاء بمستواهم الفني للخط العربي، بل عليهم أن يستعدوا لقضاء زمن طويل وبذل قصارى جهدهم لاستيعاب جوهر فن الخط العربي وقواعده الأصيلة، ثم يمكنهم أن يطلقوا العنان في سبيل إبداع أعمال الخط الرائعة بالمعنى الصحيح.

مما يدعو إلى السرور والارتياح هو أن مجموعة كبيرة من الشباب النابغين قد ترعرعت في مجال فن الخط العربي في الصين. وهم يمتازون بروح إبداعية جريئة وقدرة قوية على ضم مزيج من الأفكار والاتجاهات في فن الخط، ونجحوا في دمج قواعد الخط العربي الأصلي مع مميزات فن خطوط اللغة الصينية، فتمكنوا من إبداع أعمال خط عربي تحمل الروح العصرية والنضارة والحيوية. وقد اشتركوا في معارض ومسابقات لفن الخط العربي داخل البلاد وخارجها، وفازوا بجوائز عديدة من درجات متفاوتة، ونشروا أعمالهم في الصحف والمجلات، وحصلوا على تقدير عال من كثير من القراء، ومن هؤلاء: أبو باك ما وي وي ويانغ تشي مين ويانغ دونغ ون من بكين، وإلياس وما جيون من منطقة شينجيانغ، وتشن كون وما شي تو من مقاطعة قانسو، ويانغ جينغ وما لي جيون من منغوليا الداخلية وغيرهم. وبعضهم معلمون أو طلاب في معاهد العلوم الإسلامية أو أقسام اللغة العربية في الجامعات، والآخرون أئمة في المساجد أو موظفون في الجمعيات الإسلامية المحلية على مختلف المستويات.

لقد ارتبط نمو فن الخط العربي وتنوعه مع انتشار الإسلام في أنحاء العالم، لذلك نجد تفرع فن الخط العربي وتكاثره في مختلف دول العالم بعد أن وصلها الدين الحنيف، واندمجت الثقافة الإسلامية مع الثقافات المحلية هناك، حتى بلغ عدد أنواع الخط العربي أكثر من مائة نوع في الوقت الحاضر، وكل خط يعتمد على قواعد الكتابة الأساسية للغة العربية، ولكنه في الوقت ذاته يحمل ألوانا من الثقافة المحلية. وعلى سبيل المثال، ظهر الخط الفارسي في بلاد الفرس، والخط المغربي في بلاد المغرب.

واليوم نجد أن الخط العربي في الصين قد أصبح نوعا من الفنون الجميلة الصينية يمارسه الخطاطون المسلمون، وهم يكتبون كلمات اللغة العربية على ورق "شيوان" (ورق صيني فريد يستخدم خاصة للرسم والخط)، ويستخدمون "موه تشي" (حبر صيني خاص)، ثم يصنعون أعمالهم في شكل لفائف حسب مقاسات محددة، ويطبعون عادة في أسفل كل عمل صورة حمراء لختمهم الخاص، وكل هذا يتفق تماما مع ممارسات الرسامين والخطاطين. أما ترتيب الكلمات أو العبارات العربية المكتوبة على الورق فهو يمثل توزيع الكلمات العربية الأساسي في الكتابة، ولكنه يحمل أيضا ألوانا من الأسلوب الصيني التقليدي في كتابة الكلمات الصينية، وبالتالي تمتاز أعمال الخط للخطاطين المسلمين الصينيين بقوة تعبيرية جديدة تختلف في أسلوب التعبير عن أعمال الخط للخطاطين العرب.

وعندما تعرض أعمال الخط العربي للخطاطين الصينيين أمام الاخوة المسلمين في الدول العربية والدول الإسلامية الأخرى، يدهشون للمستوى الجيد الذي بلغه الخطاطون الصينيون في فن الخط العربي، ويبدون إعجابهم بتقدم المسلمين الصينيين السريع في هذا المجال. وبالفعل حقق الخطاطون الصينيون نتائج لا بأس بها في المعارض والمسابقات الدولية لفن الخط العربي التي أقيمت في العراق وباكستان والكويت والإمارات العربية المتحدة وماليزيا وغيرها، وفازوا بجوائز من الدرجتين الأولى والثانية إضافة إلى شهادات تقدير متنوعة. وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزه الخطاطون الصينيون في فن الخط العربي، إلا أن الفجوة بين مستواهم والمستوى العالمي لا تزال واضحة، وعليهم أن يتعلموا بتواضع من زملائهم الأجانب، وأن يعززوا التبادلات الثقافية معهم، حتى يقدموا مساهمات جديدة لازدهار الثقافة الإسلامية في الصين والعالم.

متعلقات ما رأيك ؟
v قائمة البرامج
v موجات البرامج
 
|  link  | اتصل بنا  |