إذاعة الصين الدولية القسم العربي  
الصفحة الرئيسية   |   أخبار   |   إقتصاد وتجارة   |   منوعات   |   سياحة وثقافة   |   عالم المسلمين   |   تعاون معنا   |   أولمبياد بكين  |  Webcast
فن الخط العربي في الصين
   2008-05-07 18:07:29    cri
 

قبل أكثر من ألف عام عندما دخل الإسلام الصين في عهد أسرة تانغ الملكية بدأ الصينيون يدينون به وأخذوا يتعلمون تعاليمه عن طريق تلاوة القرآن الكريم وتعلم الحديث النبوي. وفي الوقت نفسه أخذوا يتعلمون اللغة العربية قراءة وكتابة بطريقتهم الخاصة، وكان ذلك لثلاثة أسباب: الأول، كان المسلمون الصينيون الأوائل بحاجة شديدة إلى نسخ آيات القرآن والأحاديث النبوية باللغة العربية لكي ينشروا الفكر الإسلامي على أوسع نطاق وفي أسرع وقت عن طريق دراسة أمهات الكتب الإسلامية التي ينسخونها بأنفسهم؛ والثاني، أنهم كانوا بحاجة إلى كتابة بعض العبارات الدينية بالعربية على واجهات المساجد والمطاعم وعلى أدواتهم المنزلية، وأيضا نقش عبارات التأبين على شواهد قبورهم إظهارا لعقيدتهم الدينية؛ والسبب الثالث، كان تعلم فن الخط وإجادته عادة شائعة بين المثقفين الصينيين في ذلك العهد الذي شهدت الصين فيه ازدهارا شاملا وغير مسبوق، وكان الخط العربي يعجبهم، وخاصة منهم المسلمين، فصمموا على إجادته. وعبر التاريخ الطويل ترسخ فن الخط العربي في أرض الصين، واندمج مع فنون الخط الصيني المحلي، وتحول إلى فن خط عربي صيني فريد، وأصبح جزءا من الحضارة الصينية العريقة.

وبفضل سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج الذي تحقق الصين فيه نموا سريعا وتقدما كبيرا في جميع المجالات، أخذ بعض العلماء والمتخصصين في الشؤون الدينية يولون اهتماما أكبر لدراسة قواعد الخط العربي، الأمر الذي ساهم في ازدهار فن الخط العربي في الصين.

ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي أقامت الدوائر الحكومية المعنية والجمعيات الإسلامية على مختلف المستويات وكذلك مشاهير الخطاطين والرسامين المسلمين سلسلة من المعارض والمسابقات حول فن الخط العربي من أجل تنشيط هذا الفن العريق ونشر الثقافة الإسلامية. ومن أهمها: "الدورة الأولى للمعرض الوطني لفن الخط العربي في المناطق الذاتية الحكم لقومية هوي " في إبريل عام 1985 و"الدورة الثانية للمعرض الثقافي للأقليات القومية الصينية" في بكين في أكتوبر عام 1992و"الدورة الأولى للمعرض الوطني لفن الخط العربي"، في مدينة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو في أكتوبر عام 2000

وقد أقيمت هذه المعارض والمسابقات بجهود حكومية أو جماعية أو فردية، بعضها على المستوى الوطني والآخر على المستوى المحلي، وبعضها جمع بين فنون الرسم والخط والنحت والتشكيل وغيرها، وبعضها الآخر لفن الخط العربي فقط. ولكنها جميعا عكست على درجات متفاوتة اتجاه تطور فن الخط العربي الذي يعززه المسلمون الصينيون بعنايتهم وجهودهم، وما حققوه من منجزات في هذا الصدد. ومثلت الأعمال المعروضة فيها روح أصحابها في الاجتهاد والجرأة على الاكتشاف والسعي إلى التقدم، وكذلك نهجهم الحميد في احترام الحضارة الإسلامية العريقة، وبالتالي تركت هذه النشاطات إنطباعا عميقا لدى من يشاهدها ازاء جهود المسلمين الصينيين في إظهار ميزات فن الخط العربي ودمجها مع خصائص الحضارة الصينية الأصيلة، وأيضا في عرض الثقافة الإسلامية والفضائل التقليدية للأمة الصينية. ويمكن القول إن هذه المعارض والمسابقات قدمت مساهمة إيجابية في التوفيق بين الإسلام والاشتراكية وتعزيز التضامن بين أبناء مختلف القوميات وبناء مجتمع متناغم في الصين.

على الرغم من انتشار فن الخط العربي بين المسلمين الصينيين منذ أكثر من ألف سنة، وظهور خطاطين كثيرين للغة العربية في كافة الأماكن عبر مراحل التاريخ المختلفة، ظل تعلم هذا الفن الرائع مقتصرا على المساجد أو الدوائر التعليمية الأهلية، ولم يجد فرصة لدخول المدارس الرسمية لكي يتعلمه الطلاب المسلمون وفقا للمناهج التعليمية المقررة. كما أنه لم تكن هناك قواعد أو نظريات محددة لهذا الخط، راح كل خطاط يكتب اللغة العربية كما يشاء، وكان من نتيجة ذلك أن بقي فن الخط العربي بالصين في مستوى منخفض دون اتجاه واضح للتطور.

ومن أجل تعزيز ازدهار الثقافة الإسلامية وتطوير فن الخط العربي في الصين قرر معهد العلوم الإسلامية الصيني استحداث مادة تعليمية خاصة للخط العربي وإدراجها ضمن منهاجه التعليمي الرسمي في عام 1990، وبذلك فتح صفحة جديدة في تاريخ العلوم الإسلامية في الصين.

متعلقات
ما رأيك ؟
v قائمة البرامج
v موجات البرامج
 
|  link  | اتصل بنا  |