CRI Online
الباب الرابع عشر : التاريخ

الالغاز التاريخية 

هل ذهب شيو فو إلى اليابان؟

كان الامبراطور شي هوانغ دي أول إمبراطور في مملكة تشين المملكة الاقطاعية الموحدة الأولى في تاريخ الصين يحلم أن يعيش إلى الأبد، وعندما سمع أن هناك جبلا في بحر بوهاي شرقي الصين يوجد فيه دواء أكسير الحياة الذي يجعل الناس يعيشون إلى الأبد، أرسل شخصا ماهرا في الطب اسمه لو شنغ للبحث عن هذا الجبل. وبدأ لو شنغ الإبحار من مكان اسمه جيه شي وهو يقع في مدينة تشين هوانغ داو الساحلية الآن، ولكنه فشل في اكتشاف الجبل المذكور. ويوجد حاليا في حديقة دونغ شان بمدينة تشين هوانغ داو معلم أثري "مكان إبحار لو شنغ للبحث عن الملائكة"، حيث تم عام 1992 نصب تمثال حجري للامراطور شي هوانغ دي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار ووزنه 80 طن.

بعد فشل لو شنغ، أرسل الإمبراطور شخصا آخر اسمه شيو فو لمواصلة البحث عن الملائكة وأكسير الحياة. وبعد عودته من الرحلة البحرية الأولى زعم شيو فو للإمبراطور أنه اكتشف جبلا ملائكيا اسمه بونغ لاي حيث رأى اكسير الحياة ولكن الهدايا التي أرسلها إلى الملائكة لم ترضهم فلم يسمحوا له بالعودة بأكسير الحياة قائلين إنه إذا أراد الحصول على هذا الدواء فلا بد من إرسال عدد من الرجال والنساء والعمال المهرة. وعندما سمع الإمبراطور ذلك شعر بفرح بالغ واختار بسرعة 3000 طفل وطفلة وعددا كبيرا من العمال المهرة ليذهبوا مع شيو فو إلى الملائكة. ولم ينجح شيو فو خلال رحلته البحرية الثانية في الحصول على اكسير الحياة، وعاد قائلا للإمبراطور إنه لم يتمكن من الوصول إلى جبل الملائكة بسبب اعتراض تنين لهم، وطلب منه رماة ممتازين وأسلحة متقدمة، وحدث صدفة أن الإمبراطور حلم في ليلة من الليالي أنه يلاكم ملاكا بحريا اعتبره منجموه التنين الذي ذكره شيو فو. لذا، صدق الإمبراطور ما قال شيو فو واختار له رماة ممتازين وأسلحة متقدمة. ولم يقف عند ذلك بل قرر أن يسافر بنفسه مع شيو فو. وخلال الرحلة البحرية، اعترضت سمكة عملاقة الأسطول الكبير، فقتلها الإمبراطور رميا وظن أن العقبة أمام جبل الملائكة قد زالت، فعاد برماته والأسلحة ليواصل شيو فو والأطفال والعمال رحلتهم. ولم ينجح شيو فو في اكتشاف جبل الملائكة واكسير الحياة طبعا، ولم يكن جريئا للعودة مرة أخرى إلى الإمبراطور، فذهب بالثلاثة آلاف طفل وطفلة والعمال المهرة إلى اليابان حيث عاشوا وتناسلوا وتوفي شيو فو أخيرا على سفح جبل فوجي الياباني.

وتوجد في اليابان الكثير من الحكايات والسجلات التاريخية المتعلقة بشيو فو، واعتقد بعض العلماء بأن شيو فو هو الإمبراطور المشهور شن وو في تاريخ اليابان، ويعتبر الشعب الياباني شيو فو من أسلافهم العظماء حتى يظنون أنه ملاك الزراعة وملاك الطب. وتوجد في اليابان الآن الكثير من آثار شيو فو منها مقبرة وقصر ونصب تذكاري. وفي عام 1991، أنشأ المواطنون بمحافظة يابانية حديقة أسموها باسم شيو فو حيث يقدمون القرابين إليه في خريف كل سنة، إضافة إلى إقامة احتفال تذكاري ضخم كل 50 سنة.

لغز التماثيل البوذية في كهوف موقاو بدونهوانغ

تعتبر التماثيل البوذية في كهوف موقاو بمدينة دونهوانغ من مقاطعة قانسو شمال غربي الصين أضخم الآثار البوذية وأكملها حفظا في العالم. إذن، لماذا نحتت هذه التماثيل البوذية على منحدر جبل في تلك المنطقة النائية؟

تقع كهوف موقاو في واحة. وقيل إن موقع هذه التماثيل البوذية اختاره راهب اسمه يوه زن. وفي عام 366 الميلادي، وصل يوه زن خلال رحلته الغربية إلى جبل سان وي القريب من مدينة دونغهوانغ الحالية عند مغرب الشمس، وعندما كان يبحث عن مكان ليبيت فيه، رأى أشعة الشمس الذهبية تنعكس على جبل قريب اسمه مينغ شاه وتراءت له آلاف البوذات اللامعة، فأعجب بما رأى وظن أن هذا الجبل مكان مقدس فجمع عمالا لينحتوا تماثيل بوذية فيه. واستمرت عملية النحت على جبل مينغ شاه ليصل عدد الكهوف التي نحتت فيها التماثيل البوذية إلى أكثر من ألف كهف في عهد أسرة تانغ الملكية.

وتوصل الخبراء بعد سنوات عديدة من الدراسات إلى أن نحت هذه التماثيل البوذية في موقعها الحالي لم يكن من صدفة بل عكس ذكاء العقول الصينية القديمة. فاختيار واحة في منطقة صحراوية نائية كموقع للنحت تجسيد للفكرة البوذية المتمثلة في الانعزال عن حياة الدنيا والاندماج مع الطبيعة، كما أن كهوف التماثيل البوذية في جبل مينغ شاه تقع في مكان آمن من الرياح والرمال والرطوبة، حيث تقابل واجهات الكهوف اتجاه الرياح الموسمية من الغرب شتاء ويحمي جبل سان وي هذه الكهوف من الرياح الموسمية من الشرق صيفا.

ولهذا السبب بالذات، صمدت كهوف التماثيل البوذية لقرابة ألف سنة وما زالت 492 كهفا محفوظة بشكل جيد وعدد كبير من التماثيل والرسوم المنقوشة ترجع إلى فترات 11 أسرة ملكية، الأمر الذي ترك للعالم آثارا ثقافية ثمينة جدا.

أين توجد محتويات حديقة يوان مينغ يوان الآن؟

توغلت قوات التحالف البريطاني الفرنسي في بكين عام 1860 واقتحمت حديقة يوان مينغ يوان ونهبت كل ما فيها من النوادر والقطع الأثرية قبل أن تضرم النار فيها. ومن الصعب حساب عدد وقيمة ما نهب من هذه الحديقة، وتكفي هنا الإشارة إلى أن عدد النوادر المنهوبة التي أعطتها قيادة القوات الفرنسية الغازية للامبراطور الفرنسي حينذاك يقرب من عشرة آلاف قطعة. وفي الحقيقة إذا أراد شخص مشاهدة محتويات حديقة يوان مينغ يوان، فلا بد أن يذهب إلى بريطانيا وفرنسا.

تعرض في المتحف الوطني البريطاني الآن عشرات الآلاف من القطع الثمينة المنهوبة من حدينة يوان مينغ يوان ترجع إلى عهود أسر تشين وهان وسوي وتانغ ومينغ وتشينغ الملكية، منها رسم يرجع إلى الرسام المشهور قو كاي تشي في عهد أسرة جين الشرقية ويصور امرأة نموذجية أخلاقيا في المجتمع الاقطاعي الصيني ويعد من أروع الرسوم التي تعبر عن الجوهر عبر الأشكال. وأنشأ الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث جناحا خاصا في قلعة فونتاينيبلييو Fontainebleau لعرض حوالي ألف قطعة أثرية ثمينة نهبها جنوده من حديقة يوان مينغ يوان، منها أدوات برونزية ترجع إلى عهدي أسرتي شانغ وتشو الغربية وأوان خزفية منتجة في المصانع الحكومية في عهدي أسرتي مينغ وتشينغ وتماثيل يشمية وعاجية مختلفة وأختام الإمبراطور تشيان لونغ في عهد أسرة تشينغ. وتوجد في المكتبة الوطنية الفرنسية الآن 80 لوحة من الرسوم التي نهبت من هذه الحديقة الصينية. أما القطع الأثرية النادرة المنهوبة منها في حوزة الأفراد فعددها لا يحصى.

وفي مايو عام 2000، عرض في مزاد بهونغ كونغ عدة قطع أثرية نهبت من حديقة يوان مينغ يوان، منها تماثيل البقر والقرد والنمر البرونزية التي تمثل أجزاء من ساعة انتجت على أساس الأبراج الصينية الإثني عشر. وعرف الغزاة قيمة هذه التماثيل فاستقرت في النهاية بأيدي الأشخاص الذين يتمتعون بمكانة خاصة.

تمثال القرد البرونزي

تمثال النمر البرونزي

تمثال البقر البرونزي

أصيص سداسي الجوانب صنع في عهد الامبراطور تشيان لونغ

ومما يرضي الصينيين قليلا أن شركتين صينيتين نجحتا في شراء التماثيل الثلاثة المذكورة خلال هذا المزاد .

فقدان إنسان بكين المتحجر

كان إنسان بكين المتحجر المشهور عالميا محفوظا في صندوق حديدي بمستشفى شيه خه ببكين قبل أن يفقد.

وقبل اندلاع حرب المحيط الهادئ بوقت قصير، كان وي دون روي عالم الأجناس البشرية المشهور الذي ظل يبحث في هذا النوع من الإنسان القديم قلقا إزاء سلامة المتحجر المحفوظ في مستشفى شيه خه واقترح نقل المتحجر إلى الولايات المتحدة لحفظه. وفي يوم من الأيام وقبل معركة / بيرل هاربور/ بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع، تم إبلاغ مسؤول المستشفى عن الشؤون العامة بضرورة شحن القطع العظمية في صناديق، فشحنت 147 قطعة عظمية من انسان بكين المتحجر بشكل دقيق في صندوقين خشبيين كبيرين ونقلت إلى السفارة الأمريكية استعدادا لنقلها إلى الولايات المتحدة على متن سفينة تقل مشاة البحرية الأمريكية، ولكن من الغريب أن هذه القطع العظمية فقدت فجأة وما زال مصيره مجهولا حتى الآن.

وقال البعض إن هذه القطع العظمية الثمينة والمشهورة عالميا نقلت إلى سفينة بريدية أمريكية غرقت في البحر وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة، وقال البعض الآخر إن السفينة البريدية احتجزها جنود يابانيون ثم نقلت هذه القطع العظمية إلى عدة جهات قبل أن تفقد.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قامت القوات الأمريكية بالبحث عن هذه القطع العظمية في اليابان على نطاق واسع، ولكن دون جدوى. وفي عام 1972، عرض رجل أعمال أمريكي مكافأة مغرية جدا للحصول على هذه العظام المتحجرة وتلقى الكثير من البلاغات التي يتبين أن جميعها كاذبة. وفي عام 1970، تلقى عالم منكب على البحث عن العظام المتحجرة لإنسان بكين اتصالا هاتفيا من إمرأة في نيويورك زعمت أن زوجها احتفظ بهذه العظام قبل وفاته، ولكن هذه السيدة قطعت اتصالاتها مع هذا العالم فجأة.

وفي نهاية عام 1970، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن طبيب قوله إن عظام إنسان بكين المتحجرة محفوظة إما في منزل صديق له بمدينة تيانجين الساحلية الصينية أو في معهد بحثي أداره فرنسي في المدينة أو في بنك أداره سويسري في المدينة. وشكلت الشرطة في هذه المدينة الصينية فريقا خاصا للتحقيق في الأمر وتأكدت أخيرا أن المعلومات كاذبة أيضا.

وسبق لرئيس مجلس الدولة الصيني الراحل شيو آن لاي أن قال: " نقل الصينيون إنسان بكين القديم إلى الأمريكيين للحفاظ عليه، وفقد من أيدي الأمريكيين، ويجب على العلماء ذوي الضمير إعادته إلى أصحابه."

لغز وفاة المحظية يانغ يوه هوان

كانت يانغ يوه هوان محظية أحد أبناء الإمبراطور شوان زونغ من أسرة تانغ الملكية، واستحسنها الإمبراطور واستقدمها إلى القصر الامبراطوري حيث أصبحت محظية للإمبراطور تتمتع بمكانة مماثلة مع الإمبراطورة عندما كان الإمبراطور شوان زونغ في ال56 من العمر ويانغ يوه هوان في ال22.

ولم تكن المحظية يانغ جميلة وممتلئة الجسم فحسب، بل تتقن الموسيقى والغناء والرقص وكانت ماهرة في إرضاء الآخرين. وقيل إن الإمبراطور شوان زونغ لحن قطعة موسيقية بعنوان "لحن الريش" وفهمت المحظية يانغ معنى القطعة بسرعة ورقصت على إيقاعها الأمر الذي أسعد الإمبراطور كثيرا.

وفي يوم من أيام الخريف، كان الإمبراطور شوان زونغ والمحظية يانغ يتمتعان برؤية أزهار اللوتس في قصر دامينغ، وأشار الإمبراطور إلى محظيته قائلا "رغم أن زهرة اللوتس جميلة ولكنها جميلة الشكل فقط وليس لها عقل، فكيف يمكن أن تضاهي بزهرتي الجميلة والذكية هذه..."

وأصبح جميع أهل المحظية يانغ وأقربائها كبار مسؤولين بفضلها، وأصبح أخوها يانغ تشاو الساعد الأيمن للامبراطور وسيطر على كافة شؤون المملكة، بينما كان الإمبراطور شوان زونغ غارقا في الخمور واللهو مع محظياته، الأمر الذي أدى إلى انتشار الفساد واشتداد الصراعات المختلفة واندلاع تمرد عسكري أخيرا. وقتل الجنود المتمردون يانغ تشاو وأجبروا الإمبراطور على قتل محظيته يانغ، ولم يجد مهربا إلا أن يأمرها بالانتحار، وأخيرا قتلت يانغ خنقا وهي في ال38 من عمرها.

وحول وفاة المحظية يانغ هناك الكثير من الحكايات. ويرى البعض أنها لم تخنق، وإن الذي خنق هو كبش فداء، أما يانغ ففق هربت إلى اليابان مع زوجة إبن أخيها يانغ تشاو وحفيده يانغ هوان. وقيل إنه عندما كانت مقيمة في اليابان ساعدت الإمبراطور الياباني على إحباط انقلاب. وجدير بالذكر أن توجد في اليابان حاليا مقبرتان للمحظية يانغ.

وفي عام 1963، عرضت فتاة يابانية في برنامج تلفزيوني شجرة عائلتها قائلة إنها فرع من شجرة المحظية يانغ. وزعمت النجمة السينمائية اليابانية المشهورة ياماغوجي موموي هي الأخرى أنها من شجرة المحظية يانغ.

ويحب اليابانيون زيارة مقبرتي المحظية يانغ معتقدين بأن ذلك سيمكنهم من إنجاب أطفال محبوبين.

لغز ضريح الإمبراطور شي هوانغ دي

يقع ضريح الإمبراطور شي هوانغ دي في بلدة يان تشاي التي تبعد 5 كيلومترات إلى شرق محافظة لين تونغ في مقاطعة شنشي، ويستند إلى جبل ليشان جنوبا ويطل على نهر ويشوي شمالا ويشبه هرما كبيرا إذا نظر إليه من السماء.

وصمم هذا الضريح وبني على شكل مدينة شيان يانغ عاصمة مملكة تشين تماما، حيث يضم قصرا وهو عبارة عن مدفن ومدينتين داخلية وخارجية، وتبلغ مساحته 66.25 كيلومتر مربع ممثلة أكثر من ضعف مساحة مدينة شيآن حاضرة مقاطعة شنشي الحالية.

وبدأ الإمبراطور شي هوانغ دي بناء ضريحه فور اعتلائه العرش في ال13 من عمره، وبعد تغلب قواته على الممالك الست الأخرى وتحقيق توحيد البلاد كلها، سرع البناء حيث جمع أكثر من عشرة آلاف عامل. واستمرت عملية البناء 37 سنة حتى وفاة هذا الإمبراطورعن عمر يناهز 50. وبنيت في الضريح قصور ومقاعد للمسؤولين ووضعت فيه كمية كبيرة من النوادر والنفائس. ومن أجل حماية الضريح من السرقة، جهزت المقبرة بالسهام السرية.

وأفاد إثنان من الكتب التاريخية أن الضريح تعرض للتدمير من قبل أمير الحرب شيان يوه في عام 206 قبل الميلاد. وقيل أيضا إن راعي غنم دخل إلى المقبرة عندما كان يبحث عن أغنامه الضالة وهو يحمل مشعلا، واشعل النار فيه بدون قصد، واشتعلت النار لمدة أكثر من 90 يوما.

ولكن الاكتشافات الاثرية التي قام بها الصينيون لم تؤكد ما جاء في الكتابين والحكايات الشعبية حول التخريبات في ضريح الإمبراطور، ولم يجد الأثريون في الضريح إلا فتحتين للصوص وهما بعيدتان عن مقبرة القصر.


1 2 3 4 5