CRI Online
الباب السابع عشر: الشخصيات التاريخية المشهورة
الأباطرة

مؤسس السلطة المركزية -- الإمبراطور شي هونغ دي

الإمبراطور شي هونغ دي هو أول إمبراطور لأسرة تشين الملكية واسمه الأصلي ينغ تشنغ. وفي نهاية عصر الممالك المتحاربة، أصبحت مملكة تشين أقوى مملكة آنذاك حيث استطات توحيد الممالك الست الشرقية. وحينما تولى الإمبراطور شي هونغ دي العرش، وبسبب شبابه، كان سنه صغيرا لذلك فإن رئيس الوزراء ليو بو وي كان يتولى السلطات نيابة عنه. وقد بدأ شي هونغ دي في عام 238 قبل الميلاد ممارسة السلطات حيث عزل ليو بو وي من منصبه كرئيس الوزراء وعين وي لياو ولي سيو وغيرهما. واستطاع خلال الفترة ما بين عام 236 وعام 221 قبل الميلاد إسقاط سلطات الممالك الست وهي هان ووي وتشو ويان وتشاو وتشي على التوالي مما أنهي عصر الممالك المتحاربة وأسس أول دولة موحدة ومتعددة القوميات سلطاتها مركزية ديكتاتورية أي أسرة تشين الملكية.

وبدأ ينغ تشنغ وهذا هو كما ذكرنا اسمه الأصلي نقول بدأ في عام 221 قبل الميلاد يسمى نفسه بشي هوانغ دي. وقضى على نظام الإقطاع القديم واستبدله بنظام المحافظات والولايات. وأسس أجهزة بيروقراطية كاملة من السلطة المركزية إلى المحافظات والولايات خاضعة لسيطرته المباشرة. واستفاد من بعض بنود قوانين الممالك الست لوضع قانون موحد على أساس اللوائح القانونية الأصلية في مملكة تشين. وأبعد نبلاء وأغنياء الممالك الست إلى منطقة قوان تشونغ وسيتشوان لمنعهم من ممارسة الأعمال الانفصالية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، طبق شي هوانغ دي سياسة الاهتمام بالزراعة وكبح التجارة ودفع تطور نظام ملكية الأراضي وهو النظام الاقطاعي الخاص. حيث قا إنه ما دام ملاكو الأراضي والمزارعون يقومون بإبلاغ الحكومة بمساحة أراضيهم ويدفعون الضرائب، فإ، حقوقهم في امتلاك الأراضي ستحظى باعتراف وحماية الحكومة، مما أسس نظام ملكية الأراضي الخاص. وعلاوة على ذلك، وضع شي هوانغ دي نظام المقاييس والمكاييل والموازين الموحدة في البلاد على أساس معايير المقاييس والمكاييل والموازين التي طرحها شانغ يانغ في عصر الممالك المتحاربة. كما وحد النظام النقدي في البلاد كلها.

وعلى الصعيدين الثقافي والفكري، وضع شي هوانغ دي خط الأختام الصغيرة القديم على أساس الأحرف الكتابية الشائعة في مملكة تشين وعممه في كل أنحاء البلاد. وفي الوقت نفسه، شدد تنفيذ اللوائح القانونية. وأمر عام 212 قبل الميلاد بإشعال مختلف أنواع الكتب واغلاق المدارس الخاصة. وبعد ذلك، وبسبب هروب هو شنغ ولو شنغ اللذين طلب منهما اختراع دواء تمديد العمر له، دفن نحو 400 مثقف كونفوشي وساحر في مدينة شيان يانغ. ويسمى هذا الحادث المشهور في التاريخ ب"إحراق الكتب ودفن المثقفين الكونفوشيين" في التاريخ.

وبعد تولي العرش، كلف شي هونغ دي الجنرال مونغ تيان بقيادة الهجوم على شيونغنو باعتبارها قومية صينية قديمة وربط السور بشمال ممالك تشين وتشاو ويان في عصر الممالك المتحاربة وبنى سور الصين العظيم من لين تاو \ محافظة مين بمقاطعة قانسو حاليا) غربا إلى شرق مقاطعة لياو نينغ شرقا. ولعب هذا السور العظيم دورا دفاعيا في صد أبناء سيونغنو الماهرين في الرماية وركوب الخيول ووطد سيطرة أسرة تشين الملكية وثبت الأعمال الدفاعية الحدودية. وبعد احتلال منطقة بي يو، أسس ولايات قويلين وشيانغ ونانهاي وغيرها. وازداد عدد الولايات من 36 في الأيام الأولى بعد توحيد الممالك الست إلى أكثر من 40 ولاية في نهاية عهد أسرة تشين الملكية.

وبعد توحيد الممالك الست، بدأ شي هوانغ دي بناء قصر أ بانغ ومقبرة جبل لي شان له. وقام بخمس رحلات متتالية واسعة النطاق حيث تضرع إلى الآلهة. وكانت أمنيته إيجاد دواء لتمديد العمر، وقد أرسل الساحر شيو فو وآلاف من الشباب والفتيات إلى البحر الشرقي للتضرع إلى الآلهة الأمر الذي ضيع الكثير من الأموال وشتت جهود الشباب وزاد من حدة شقاء وعذاب أبناء الشعب. توفي شي هونغ دي في يوليو عام 210 قبل الميلاد بعد أن أصيب بمرض عضال.

الإمبراطور قاو زو في أسرة هان الملكية

الإمبراطور قاو زو اسمه الأصلي ليو بانغ هو أول إمبراطور في أسرة هان الملكية الغربية \ من عام 206 قبل الميلاد إلى عام 220 ميلاديا\ وهو أيضا أحد الإمبراطورين اللذين انحدرا من أسر فقيرة في تاريخ الصين.

ينتمي ليو بانغ إلى أسرة فلاحية وكان قد تولى منصب مسؤول حكومي منخفض المستوى في أسرة تشين الملكية. وهو منفتح الذهن وواسع الصدر. وكان منفيا داخل جبلي مانغ ودانغ بسبب الإفراج عن السجناء. وحشد ليو بانغ عام 209 قبل الميلاد في بلدته الجماهير تجاوبا مع انتفاضة فلاحية شنها تشن شنغ ووو قوانغ. وبعد ذلك، وصل ليو بانغ وجيشه إلى عاصمة مملكة تشين شيان يانغ وأسقط سلطة أسرة تشين الملكية. وألغى ليو بانغ في مدينة شيان يانغ القوانين القاسية لأسرة تشين ووضع أمام أبناء الشعب في منطقة قوان تشونغ لائحة تنص على إعدام القتلة وفرض عقوبات على من يسببون الأذى واللصوص، الأمر الذي حظي بترحيب أبناء الشعب.

وبعد ذلك، خاض ليو بانغ حربا ضد جيش كبير آخر معارض شي هونغ دي بزعامة شيانغ يو لمدة أربع سنوات وتسمى هذه الحرب بالحرب بين تشو وهان. وحاصر ليو بانغ عام 202 قبل الميلاد وجيشه البالغ عدد جنوده 300 ألف شخص حاصر شيانغ يو وأضطر الأخير إلى الانتحار، وانتصر ليو بانغ وأطلق على نفسه لقب الإمبراطور عام 202 قبل الميلاد في مقاطعة شاندونغ وسمى دولته ب" هان".

وبرز ليو بانغ في استخدام الأكفاء. وعندما وصل ليو بانغ إلى منطقة هانتشونغ، كان العديد من الجنود يهربون بمن فيهم ضابط صغير اسمه هان شين. وعندما عرف شياو خه هذا الأمر، لحق به فورا دون إبلاغ ليو بانغ بسبب ضيق الوقت، وبعد إرجاعه رشحه لليو بانغ. وكان هان شين مجرد ضابط صغير غير معروف لدى الجميع، ولكن ليو بانغ وافق على اقتراح شياو خه وعين هان شين في منصب الجنرال. وبعد ذلك لعب هان شين بالفعل دورا كبيرا في مساعدة ليو بانغ على الاستيلاء على الحكم.

و أخطر أمر واجهه ليو بانغ اثناء استيلائه على الحكم هو مأدبة هونغ مان. وكانت قوة شيان يو العسكرية أقوى من ليو بانغ ونوي القضاء على الأخير ليصبح الإمبراطور. وعندما عرف ليو بانغ نيته، توجه مع مستشاره تشانغ ليانغ إلى هونغ مان مقر شيان يو للتعبير عن خضوعه له. واقترح فان تسن مستشار شيانغ يو قتل ليو بانغ بانتهاز هذه الفرصة. وخلال المأدبة، حاول الجنرال شيانغ تشونغ لجيش شيانغ يو اغتيال ليو بانغ اثناء اقناعه بشرب الخمر من خلال ضربه بالسيف. وكشف تشانغ ليانغ خطورة الوضع ودعا فورا الحارس فان كواي لحماية ليو بانغ. وبعد قليل، خدع ليو بانغ بالذهاب إلى الحمام وعاد من طريق آخر إلى معسكره في ظل حماية فان كواي. وبعد ذلك، دخل تشانغ ليانغ إلى المعسكر وودع شيانغ يو وأعطاه هدية وأخبره أن ليو بانغ قد عاد. ويسمى هذا الأمر المشهور بمأدبة هونغ مان في التاريخ. وبعد نجاح ليو بانغ في الهروب، حشد الجنود وهزم شيانغ يو في النهاية وأسس أسرة هان الملكية الغربية .

واتخذ ليو بانغ بعد اعتلائه العرش سلسلة من الإجراءات لاستئناف وتطوير الإنتاج حيث أصدر عفوا عاما عن جميع المجرمين وحربب العبيد وأعاد الجنود والضباط إلى منازلهم لزيادة عدد السكان الذي انخفض بشكل كبير بسبب الحرب الطويلة. وبعد ذلك ألغى نظام التجنيد وواصل تطبيق نظام مكافأة الحقول والمنازل حسب المآثر العسكرية. كما عزل الأمراء الذين يحملون أسماء العائلات الأخرى عن مناصبهم لتعزيز وحدة الدولة المركزية السلطة وعين تسعة أمراء يحملون نفس اسم العائلة ونقل نحو مائة ألف ساكن إلى منطقة قوان تشونغ.

وبعد سقوط أسرة تشن الملكية، توجهت قومية شيونغنو التي تسيطر على مناطق شمال الصين إلى الجنوب. وفي بداية عهد أسرة هان، واصلت شيونغنو غزوها للمناطق الحدودية مع اسرة هان. وقاد ليو بانغ بنفسه عام 200 قبل الميلاد الجنود لمقاومتها وحوصر ب300 ألف فارس شيونغنوي داخل باي دنغ \ شمال شرقي مدينة داه تونغ بمقاطعة شانشي حاليا\ لمدة سبعة أيام. وبعد زوال الخطر، أضطر ليو بانغ إلى اتخاذ سياسة التزوج مع أمير شيونغنو وفتح أبواب المدن الحدودية مع قومية شيونغنو لتخفيف حدة توتر العلاقات بين الجانبين.

وكان ليو بانغ في أيام شبابه يستهين بالمثقفين الكونفوشيين. وبعد اعتلائه العرش، أصبح يعتقد أنه حقق الانتصار من على ظهور الخيول ونفي فوائد كتابي "شي" و"شو". وقال الوزير لو جيا إنك حصلت على سلطتك من على ظهور الخيول، ولكن هل يمكنك السيطرة على الدولة من على ظهر الخيول أيضا؟ فكلف ليو بانغ لو جيا بتأليف كتاب لتحليل أسباب سقوط أسرة تشين الملكية للاستفادة منها. وأصيب ليو بانغ في السنة الثانية عشرة بعد اعتلائه العرش بسهم اثناء حملة مقاومة تمرد مسلح يسمى ب"ينغ بو" وتوفى بعد اشتداد مرضه.

دا يو

قبل أربعة آلاف سن، حدثت فيضانات مدمرة في مناطق النهر الأصفر وكان في تلك الفترة رجل شجاع اسمه دا يو استطاع مواجهة تلك الكارثة وكبحها الأمر الذي عزز سمعته بين الناس وهو ما دفع زعيم قبيلة شيا إلى التنازل عن العرش له. وظلت حكايته هذه وشجاعته وحكمته في مواجهة تلك الكارثة تتناقل على ألسنة الناس حتى يومنا هذا.

يحكى أنه في العهد الذي تولى فيه ياو منصب زعيم قبيلة شيا، ازدادت الفيضانات في أراضي البلاد حيث غمرت الحقول ودمرت البيوت واضطر أبناء الشعب إلى الانتقال إلى الأماكن المرتفعة. فعقد ياو اجتماعا لبحث سبل معالجة الفيضانات ورشح زعماء القبائل في كل أنحاء البلاد شخصا يدعى قون لحل هذه المشكلة.

ولم ينجح قون في معالجة مشكلة الفيضانات على مدى تسع سنوات حيث اتخذ أسلوب بناء السدود للمعالجة ولكن الكارثة كانت تشتد.

ولكن زعيم القبيلة شون الذي تولى منصبه بعد ياو قام بقتل قون وعين إبنه "يو" لمعالجة الفيضانات.

وغير يو أسلوب والده واتخذ أساليب حفر القنوات وصرف المياه وتنظيف مجاري الأنهار لصرف مياه الفيضانات إلى البحر. حيث مارس الأعمال مع أبناء الشعب وقادهم لحفر التراب ونقله حتى اختفى شعر رجله. وخلال عملية معالجة الفيضانات، أبدع يو العديد من أدوات المسح وأساليب الرسم والقياس.

ونجح يو بعد بذل جهود استمرت 13 عاما في صرف مياه الفيضانات إلى البحر وتهيئة الأراضي للزراعة.

ورغم كونه عريسا حديثا لكن يو كان مهتما بمعالجة الفيضانات حتى أنه مر عدة مرات أمام بيته ولكن لم يدخله. وولدت زوجته تو شان ولدا اسمه تشي وكان في إحدى المرات يبكي بصوت عال، صادف مرور أبيه أمام البيت واستمع إلى صوت البكاء، ولكنه أخمد صوت قبله و لم يدخل بيته أيضا.

وأثنى الناس على مآثر يو في معالجة الفيضانات وسموه ب"دا يو" تعبيرا عن احترامهم له.

وبفضل انجازات يو في معالجة الفيضانات، رشحه أبناء القبائل لمنصب زعيم تحالف القبائل بعد عهد شون.

وكانت أبرز إنجازاته هي معالجة الفيضانات. وفي ظل انفصال القبائل في أراضي الصين، وضع سياسة موحدة خاصة بمعالجة الفيضانات وأبدع أسلوب "مسح الجبال ومعالجتها". ويحكى أنه كلف مساعده بو يي بتأليف كتاب "أحوال الجبال والأبحار" الذي احتوى لأول مرة الجبال والأنهار والأشخاص والحوادث والطيور على أراضي الصين.

وأنجز دا يو مهمته الخاصة بمعالجة الفيضانات وساعد أبناء الشعب على إعادة بناء بيوتهم. وبعد توليه منصب زعيم تحالف القبائل، واصل بذل جهوده الدؤوبة وممارسة الشؤون السياسية بجد واجتهاد. ودخل المجتمع في عهده مرحلة جديدة.

وفي نهاية فترة المجتمع القبلي، بدأ زعماء القبائل تحويل الإنتاج الفائض إلى ممتلكاتهم الشخصية مستغلين نفوزهم ومكاناتهم وأصبحوا نبلاء. وتكثفت الحروب بين القبائل واعتقل المنتصرون أسرى الحرب وحولوهم إلى عبيد للعمل في مزارع النبلاء. وهكذا تشكلت تدريجيا طبقتا العبيد وملاك العبيد وبدأ المجتمع القبلي يتفكك.

وبعد ذلك، رشح نبلاء قبيلة شيا التي ينتمي يو إليها إبنه تشي لوراثة عرش والده مما ألغي بشكل رسمي نظام انتخابات تحالف القبائل خلال فترة المجتمع القبلي وتحول إلى نظام وراثة العرش.

وظهرت أسرة شيا العبودية باعتبارها أول أسرة عبودية في تاريخ الصين.

ياو و شون

قبل أكثر من أربعة آلاف سنة وخلال عملية تشكيل قومية هوا شيا القديمة، ظهرت بالتتابع في الأمة الصينية عدة شخصيات بارزة من بينها ياو وشون ويو.

ويسمى كتابا "شان شو" و"شي جي" ياو ب"فانغ شيون" وتحكى الأجيال المتعاقبة أن لقبه هو تاو تانغ واسم العائلة يي تشي شي، لذلك يسمى ياو أيضا ب"تانغ ياو".

ويحكى أن ياو هو من سلالة هونغ دي أول زعيم للأمة الصينية وكان ذكيا وكريما ومحترما وانتخب في السادسة عشرة من عمره زعيما قبيلته. وتشير الكتب التاريخية أن ياو أسس عاصمته في مدينة بينغ يانغ أي مدينة لين فن بمقاطعة شانشي شمال الصين في الوقت الحالي. وما زال في مدينة لين فان حتى الآن معبد ياو الذي أنشئ في أسرة جين الملكية \ عام 265 م إلى عام 420 م.

وبعد تولي ياو منصبه، قام أولا بترشيح أكفاء ذوي أخلاق طيبة من قبيلته الأمر الذي جعل أبناء قبيلته أكثر تضامنا. ودقق في الإنجازات السياسية للمسؤولين وكافأ المحسنين وعاقب المخطئين مما ساهم في تنظيم الشؤون السياسية والإدارية. وفي الوقت نفسه، اهتم بتنسيق العلاقات بين مختلف القبائل ودعا أبناء الشعب للتعايش السلمي الأمر الذي شكل دولة مستقرة ذات نظام سياسي واضح ومجتمع منسجم.

يقال أن العمل بالتقويم بدأ أولمرة خلال عهد ياو الأمر الذي ساعد الفلاحين على ممارسة أعمال الزراعة حسب مواسمها بدون تأخير. ويعتبر القدماء عهد ياو فترة تقدمت فيه الثقافة الزراعية بسرعة فائقة.

ولكن ذلك العهد شهد فيضانات كثيرة. وكان ياو يولي اهتماما بالغا لهذا الأمر حيث كان يستشير الأمراء في كل أنحاء البلاد لإيجاد شخص قادر على معالجة الفيضانات ورشح الأمراء شخصا يدعى قون لمعالجة الفيضانات.

وسجلت الكتب التاريخية قصصا حول إنجازات ياو العسكرية ويحكى أن ياو كان قد هاجم قبائل جنوب البلاد وقاد الحملات بنفسه، حيث أرسل رجلا اسمه يي لاسطياد الحيوانات البرية وِأسقط يي بالسهام تسعة شموس. وتأثر أبناء الشعب كثيرا بالإجراءات التي تبناها ياو للقضاء على الكوارث ورحبوا بارتقائه العرش.

وتولى ياو منصبه كزعيم على مدى 70 عاما وشعر بضرورة اختيار شخص لوراثة عرشه حيث دعا الأمراء لترشيح الأكفاء. فرشح الأمراء شون لأنه بر بوالديه ونسق العلاقات العائلية بشكل ملائم وتمكنه من تعليم أفراد أسرته وإقناعهم بالتخلي عن السلوك السيئ وممارسة الأمور الطيبة. فقرر ياو التحقيق في هذا الأمر أولا.

فزوج ياو بإبنتيه "أ هوانغ" و"نيو ينغ" شون للتأكد من أخلاقه وتمكنه من معالجة الشؤون المنزلية. فعاش شون وأ هونغ ونيو ينغ سوية على ضفة نهر وي وتعايشوا بسلام.

وحمل ياو شون مسؤولية عن تعليم أبناء الشعب "الصفات الحميدة الخمس" أي عدالة الوالد وحنان الأم وود الإخوة الكبار وطاعة الأخوة الصغار وبر الأبناء. وتقبل الجميع هذه النصائح الحميدة لكل سرور. ثم تولى ياو شون مسؤولية إدارة جميع المسؤولين ومعالجة الشؤون السياسية واستقبال الأمراء القادمين للسلام على الزعيم من كل أنحاء البلاد عند البوابات الأربع بالعاصمة. وأرسل ياو أخيرا شون إلى غابة الجبال بمفرده ليتولى مهمة موضة أسرار الطبيعة.

وبعد ثلاث سنوات، قرر ياو التنازل عن عرشه وتسليمه لشون.

وسعى شون وراء تطوير الإنتاج وحفر القنوات والأبار والاتصال بالأكفاء. وحققت الفنون الزراعية والصناعية خلال عهد شون قفزة كبيرة. وفي مجال إدارة الدولة، شارك شون أبناء الشعب في السراء والضراء. وتحسنت الأحوال المعيشية للمواطنين وأصبح بامكانهم أكل الأسماك واللحوم وارتداء الملابس الجيدة ولم يعودوا يعانون من شقاء التجنيد القاسي ولا اتهامات جرائم انتقاد شؤون الدولة. ويمكن القول أن عهد شون بتيز بالنظام السياسي النزيه والموارد الوفيرة والانجازات البارزة في مجالات السياسة والإنتاج والفنون. وسلم شون أخيرا عرشه إلى يو الذي حقق إنجازات كبيرة في معالجة الفيضانات.

وتوفي شون عن 110 سنوات ودفن في جبل جيو يي شان على بعد 30 كيلومتر عن محافظة نينغ يوان بمقاطعة هونان وما زال قبره موجودا حتى الآن. ونالت أخلاق ياو وشون الطيبة المتمثلة في اختيار الأكفاء ووتعيينهم وصدرهما الواسع والمنفتح إشادة أجيال متعاقبة من الناس.

شن نونغ شي

كان شن نونغ شي زعيما لقبيلة يحمل أبناؤها اسم العائلة جيانغ قبل أكثر من خمسة آلاف سنة في الصين القديمة. وفي الوقت الذي تزعم فيه شن نونغ شي قبيلته، كان يمارس الأعمال الزراعية مثلما يفعل أعضاء القبيلة الآخرون. وفي تلك الفترة اخترع شن نونغ شي أقدم آلية زراعية في الصين تسمى ب" لي سي" مما دفع بقدر كبير تطور الزراعة. واحترم الناس مساهماته في المجال الزراعي وسموه بشن نونغ شي \ إله الزراعة\.

وتزامن عهد شن نونغ شي مع بداية المجتمع القبلي الأبوي حيث لا يوجد أي استغلال أو اضطهاد وكان الناس يعيشون متاوين ومتحابين. وتشير السجلات التاريخية إلى أنه في عهد شين نونغ شي كان الرجال يعملون في الحقول وتقوم النساء بأعمال الغزل والنسيج داخل البيوت ولم تكن القبائل بحاجة إلى السجون والعقوبات الجنائية ولا يحتاج زعماء القبائل إلى جنود ورجال شرطة.

ويعد شن نونغ شي أقدم صيدلي في الصين. ويقال أن شن نونغ شي كان يشعر بالقلق عندما يرى أي شخص يعاني من المرض. وبعد أن عرف قدرة محاصيل الحبوب الغذائية على جعل الناس سالمين، خطرت بباله فكرة حول امكانية معالجة الأمراض ببعض الثمار والأعشاب. ويحكى أن شن نونغ شي زار عددا كيرا من المناطق لجمع عقاقير متنوعة ويتذوقها لمعرفة آثارها وقيل إنه تسمم بالعقاقير أكثر من 70 مرة خلال يوم واحد. وقد لف شن نونغ شي ألف كتابا بعنوان "عقاقير شن نونغ" سجل فيه خصائص العقاقير ومجال استخدامها.

ويعد شن نونغ شي أيضا عالما في مجالي الرصد والمسح. حيث قدم مساهمات كبيرة فيهما. وعندما وجد شن نونغ شي أن الناس يعانون من الصعوبات في حياتهم حيث لا يستطيعون إنتاج الأغراض التي يحتاجون إليها بينما كثرت حمل بضائعهم إلى مكان واحد وعرض بضائعهم وبذلك يكون أول من أوجد الأسواق التجارية في الصين.

ومن أجل مساعدة الناس على الترفيه بعد العمل، ابدع شن نونغ شي آلة موسيقية ذات خمسة أوتار. ولهذه الآلة أصوات موسيقية جميلة مثل غناء الطيور. وبعد ذلك أبدع إبنه آلة موسيقية تسمى ب" تشونغ " ولحن العديد من الأغاني وانتشرت هذه الآلات الموسيقية وتستعمل حتى الآن.

وبقى شن نونغ شي على عرشه لمدة 40 عاما وبعد وفاته حل هوانغ دي محله. ودفن شن نونغ شي بعد وفاته في مدينة تشانغشا بمقاطعة هونان وما زال قبره موجودا حتى الآن ولكن الناس يسمونه بقبر يان دي.

ملك الملوك فو سي شي

كانت أن ولادة فو سي شي غريبة جدا اذ كانت أمه "هوا شيو شي" تلعب في أحد الأيام الجميلة قرب مستنقع، وجذبتها آثار قدم كبيرة فداستها بقدميها، ويقال أنها حملت بعد ذلك وأنجبت إبنها فو سي شي.

ولفو سي شي أخت صغيرة اسمها نيو وا، وذكرت السجلات التاريخية أن ملامح الأخوين كانت غريبة، فجسدهما يشبه التنين والرأس مثل الإنسان العادي وتعتقد الأسطورة أن ذلك قد يدل على أن فو سي شي كان زعيم قبيلة تعبد التنين.

وتزامنت الفترة التي عاش فيها فو سي شي مع فترة تطورت فيها القوة الإنتاجية، لذلك ارتبطت به العديد من الإبداعات الهامة. وذكرت الكتب التاريخية أن فو سي شي أبدع الرموز الثمانية الساحرة حسب السماء والأرض ومختلف المظاهر وآثار أقدام الطيور والحيوانات. وتتنسق هذه الرموز الثمانية وتضم أسماء مختلف المواد في الدنيا، لذلك استخدمها الناس لتسجيل مختلف الأمور في الحياة الواقعية مما أنهى تاريخ تسجيل الأمور عبر عقد الحبال.

ورأى فو سي شي أن الحبال أصبحت كثيرة لذلك فكر في نسجها إلى شباك صيد وعلم الناس فنون الصيد. ومن أجل الاحتفال بالحصاد الوافر والزواج وغيرهما من الأحاديث الهامة، أبدع فو سي شي آلة موسيقية تسمى ب" سه" ولحن موسيقى تسمى ب"جيا بيان" الأمر الذي وفر بقدر كبير حياة الناس المادية والروحية. كما علم فو سي شي ابناء الشعب أسلوب اشعال النار من خلال دعك الخشب وطبخ الطعام على النار وهو ما أنهى حياتهم السابقة.

وانحصر نطاق نشاطات فو سي شي على مدينة هواي يانغ بمقاطعة خه نان ومدينتي جي نينغ وتشيو فو بمقاطعة شاندونغ، وما زال قبره موجودا في مدينة جي نينغ حتى الآن. وما زال القرويون في الأماكن القريبة منه يقيمون في الثالث من مارس كل سنة بالتقويم القمري الصيني مهرجانا تذكاريا لهذا المؤسس الثقافي للأمة الصينية.


1 2 3 4