CRI Online
الباب الثالث والعشرون: الآلات الموسيقية

آلات ونرية قوسية

آلة بان هو

تسمى آلة بان هو أيضا ب"بانغ هو" و"تشين هو" وغيرهما. نشأت مع الأوبرا الصينية المحلية "بانغ تسي تشانغ" وتطورت على أساس آلة هو تشين. تتميز آلة بان هو بقوة وجلاء صوتها بالمقارنة مع الآلات الوترية الصينية الأخرى، وتصلح للتعبير عن المشاعر الحماسية والحامية، وفي نفس الوقت يتحلى صوتها بالعذوبة واللطف.

ويرجع تاريخ آلة بان هو في الصين الى ما قبل 300 سنة. وفي آوائل نشأتها انتشرت في مناطق شمال الصين بصورة رئيسية، حيث كانت تعزف في الأوبرات المحلية كآلة مصاحبة. وبسبب ارتباطها الوثيق بالأوبرات الصينية المحلية تستطيع هذه الآلة أن تجسد أساليب الموسيقى المحلية المختلفة في العزف المصاحب للأوبرات المحلية.

ويشبه تكوين آلة بان هو تكوين آلة الأرهو في معظم أجزائها، وتختلف عن آلة الأرهو من حيث صندوق الصوت. وصوت آلة بان هو عال وجلي للغاية، ويتميز بنكهة الموسيقى الريفية، ودائما تعزف في القسم الصوتي العالي في الأوركسترا الوترية.

وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عمل الموسيقيون وصانعو الآلات الموسيقية على تطوير فن صناعة آلات بان هو، وأضافوا عديدا من الأنواع الجديدة منها الى آلة با هو. ويرتفع مستوى العازفين على هذه الآلة باستمرار أيضا، ويتنوع فن عزفها.

[استماع]: 《داي تشي بان》

آلة ما تو

إن آلة ما تو آلة وترية لقومية منغوليا وهى من الأقليات القومية الصينية، وتسمى ب"ما تو" لأن في طرف ذراعها رأس خيل حيث تعني كلمة "ما تو" في اللغة الصينية رأس خيل. ويرجع تاريخ آلة ما تو الى أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، وتتعدد أنواعها بسبب اختلاف مناطق انتشارها. ففي غربي منغوليا الداخلية تسمى هذه الآلة ب"مولينهوور"، وفي شرقي المنطقة تسمى ب"تشاور".

وكانت آلة ما تو في باكورة إبداعها يصنعها عازفها بنفسه، وكانت قوة صوتها ضعيفة ولذلك كانت تعزف في داخل الخيام المنغولية أو داخل القاعات فقط. ومع تطور العصر طورها صانعو الآلات الموسيقية في الصين، ووسعوا مدى صوتها وبدلوا الأوتار المصنوعة من ذيل الخيل بأوتار النيلون، مما جعل الآلة أقوى صوتا وأعلى نغمة. وبعد هذه الإصلاحات أصبحت آلة ما تو مناسبة جدا للعزف على خشبة المسرح وخارج القاعات، ولا يمكن عزفها بقوس العزف فحسب بل أيضا يمكن عزفها بالنقر. وقد أصبحت إحدى آلات العزف المنفرد الموسيقية الرئيسية لقومية منغوليا.

وبالإضافة الى ذلك اخترع صانعو الآلات الموسيقية آلة ما تو المتوسطة وآلة ما تو الكبيرة، الأمر الذي شكل أسرة كاملة من آلة ما تو. وجدير بالذكر أن آلة ما تو الجديدة حافظت علي خصائص قومية منغوليا من حيث الشكل والتزيين، مرسوم عليها رسوم بميزات قومية، ويمكن القول إنها عمل فني بديع من حيث الشكل.

[استماع]: 《اربعة الفصول》

آلة ليه تشين

تسمى آلة ليه تشين ب"تشوي هو" أيضا، وهى ألة وترية ظهرت في أواخر العشرينات من القرن العشرين.

طور الفنان الشعبي الصيني وانغ ديان يو آلة تشوي هو الى آلة ليه تشين. تعلم العزف على آلات موسيقية شعبية مثل آلة تشوي هو، واستطاع عزف بعض الأغاني الشعبية ولحن الأوبرا المحلي. وفي أواخر العشرينات من القرن العشرين طور وانغ ديان يو آلة تشوي هو حيث طوّل ذراع الآلة وكبّر صندوق الصوت ونمطاه بجلد أفعى. وهكذا اخترع آلة موسيقية جديدة أقوى صوتا وأوسع مدى صوتيا وأجمل نغمة من آلة تشوي هو. وسماها بآلة "ليه تشين" عام 1953.

تتكون آلة ليه تشين من ذراع الآلة وصندوق الصوت ورأس الآلة وقوس العزف وغيرها من الأجزاء. ومثل الآلات الوترية الأخرى، يعزف عليها العازف جالسا، واضع صندوق الصوت على فخذه اليسرى ويعزف بين وترين بقوس العزف في يده اليمنى. وهذه الآلة قوية التعبير جدا ومدى صوتها واسع وقوة صوتها كبيرة ونوعية صوتها ناعمة ولطيفة. ويمكن استخدامها في عزف منفرد وعزف جماعي وعزف مختلط، وتستطيع تقليد صوت الإنسان ولحن الأوبرا المحلي، وتجسيد أصوات الحيوانات وأصوات الآلات الوترية والنفخية والنقرية الأخرى مثل آلة شينغ وآلة قوان وآلة سو نا وآلة جينغ هو وآلة الأرهو والطبول وغيرها.

[استماع]: 《أغنية آ فان تي》

آلة نيو توي

إن آلة نيو توي آلة وترية شعبية قديمة في الصين، وتنتشر في مناطق مأهولة بأبناء قومية دونغ في مقاطعات قوي تشو وقوانغ سي وهو نان. شكل هذه الآلة طويل ويشبه شكل رجل بقرة، لذلك تسمى بآلة "نيو توي" التي تعني في اللغة الصينية "رجل بقرة".

وبالمقارنة مع الآلات الوترية الصينية الأخرى تتميز آلة نيو توي بخصائصها، حيث صوتها رفيع وضعيف، حتى مبحوح قليلا، وتستطيع أن تصاحب غناء الإنسان بشكل جيد، ولها ميزات قومية واضحة وأسلوب محلي مميز.

ووسط أهل قومية دونغ يصنع العازفون آلات نيو توي لعزفها بأنفسهم، لذلك تختلف مواد الآلات وأحجامها. ومن أجل تكبير قوة تعبيرها أدخل أهل قومية دونغ خلال ممارستهم الموسيقية لوقت طويل تطويرا وإصلاحا على لآلة نيو توي باستمرار، ونوّعوا وطوروا فن عزفها.

وفي حياة أبناء قومية دونغ الثقافية تحتل آلة نيو توي مكانة مهمة، حيث تعزف دائما لمصاحبة الأغاني الخاصة لآلة نيو توي والأغاني القصصية. ولا يستغنى عنها أبناء قومية دونغ، حيث يملك كل شاب من هذه القومية آلة نيو توي تقريبا، ويعزفونها في الأعياد والعطلات أو عند زيارة الأقرباء والأصدقاء. ويقال إنه كلما تعزف آلة نيو توي في منطقة قومية دونغ يذهب الناس اليها ويتجمعون للعزف والغناء والرقص ليتمتعوا بأنفسهم.

[استماع]: 《لحن ضوء القمر》

آلة قاو هو

نشأت آلة قاو هو على أساس آلة الأرهو. وترتبط نشأتها بموسيقى قوانغ دونغ الشعبية الصينية ارتباطا وثيقا.

إن موسيقى قوانغ دونغ موسيقى شعبية تنتشر في منطقة قوانغ دونغ الصينية. نبعت من الأوبرا المحلية والموسيقى الشعبية. وما كانت آلة قاو هو موجودة في موسيقى قوانغ دونغ في البداية، حتى العشرينات من القرن العشرين قام السيد لوي وون تشنغ الملحن والعازف لموسيقى قوانغ دونغ بإصلاح جريئ لآلة الأرهو، حتى أصبحت آلة عالية وجلية الصوت، ويسميها الناس بآلة "قاو هو".

وتشبه آلة قاو هو آلة الأرهو من حيث التكوين والتصنيع والمواد، غير أن صندوق الصوت لآلة قاو هو أصغر. وصوتها عال جلي مثل سوبرانو. لذلك تحتل مكانة بارزة في الأوركسترا. وبالإضافة الى ذلك، صوت آلة قاو هو قوي التعبير وصالح لعزف الألحان العاطفية أو النشيطة أو الفخمة. لذا دائما ما تعزف في الأوركسترا لمصاحبة اللحن الرئيسي في السيمفونية وابراز المشاعر التي يعبر عنها اللحن الرئيسي.

[استماع]: 《المطر على الازهار》

آلة الأرهو

توجد في الصين آلات موسيقية منذ ثمانية آلاف سنة، واليوم، قد تطورت وتنوعت هذه الآلات التقليدية الى مئات الأنواع. ولا تعد هذه الآلات كنزا ثمينا في الموسيقى الصينية التقليدية فقط، بل صارت أيضا جواهر نادرة في التراث الثقافي العالمي. وتستمعون الآن الى مقطوعة معزوفة على آلة الأرهو الوترية، وهى من أهمّ الآلات الموسيقية الوترية الصينية التقليدية.

إن آلة الأرهو مكوناتها بسيطة جدا، فتتكون من ذراع خشبي رفيع طوله حوالي ثمانين سنتيمترا، ووترين على الذراع الخشبي، وأنبوب على شكل فنجان قهوة تحت الذراع، وقوس مصنوع من ذيل حصان. صوت آلة الأرهو قوي التعبير، حتى يستطيع أن يقلد صوت غناء الإنسان. لذلك، يسميها بعض الناس "كمان صينية". وتستخدم آلة الأرهو دائما في التعبير عن المشاعر العميقة لأن صوتها حزين قليلا.

يرجع تاريخ آلة الأرهو الى أسرة تانغ الملكية من القرن السابع الى القرن العاشر الميلاديين، وانتشرت هذه الآلة وسط أبناء الأقليات القومية في شمال غربي الصين في ذلك الوقت. وخلال أكثر من ألف سنة، ظلت آلة الآرهو آلة مصاحبة للأوبرا. ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، تطورت هذه الآلة تطورا سريعا وكبيرا حتى أصبحت آلة لعزف منفرد وعزف جماعي، وتحتل مكانة مهمة في عرض الرقص والغناء والأوبرا، وأصبحت آلة رئيسية في الأوركسترا الصينية التقليدية.

أعجب الصينيون بآلة الأرهو كثيرا لأنها بسيطة المكونات وسهلة التعلم وجميلة الصوت. يحب كثير من الناس في الصين عزفها في وقت فراغهم والتمتع بها. ومع ارتياد الموسيقى الصينية التقليدية المسارح العالمية، جذبت آلة الأرهو أنظار الكثير من الأصدقاء الأجانب. وأصبح الاستماع الى عزف آلة الأرهو يشعرهم بجمال الطبيعة، والتوازن والانسجام بين الإنسان والطبيعة.

[استماع]: 《تغريد الطيور في الجبل》


1 2 3 4 5 6