إن السيد بو تسون شين ممثل مشهور بالصين، حيث لم يكن ممتازا في تمثيل المسرحيات بالصين فقط، بل حقق نتائج مرموقة في السينما والتلفزيون أيضا. كما أنه يبادر بنشر المعلومات عن الوقاية من الأيدز في الصين والمشاركة في الأعمال الخيرية.
ما تستمعون اليه الآن هو قصيدة قديمة صينية من قراءة بو تسون شين. ولد بو تسون شين عام 1953 في عائلة فنية. قبل ولادته بسنة واحدة، تأسست دار الشعب الفنية ببكين، وكان والده من الدفعة الأولى من الممثلين في هذه الدار. وخلال أكثر من 50 سنة بعد تأسيسها، قدّمت هذه الدار أكثر من 300 عمل صيني وأجنبي، وفيها عدد كبير من الفنانين الممتازين حتى أصبحت رمزا ثقافيا ببكين. يتولى بو تسون شين حاليا نائب مدير دار الشعب الفنية ببكين، وعند الحديث عن تأثير هذه الدار في حياته، أوضح بو تسون شين قائلا:
"تركت هذه الدار تأثيرات نفسية وروحية في حياتي. رغم أنني من الجيل الجديد، لكنني التقيت بهؤلاء الفنانين العمالقة مثل والدي، وأريد أن أحذو حذوهم."
قضى بو تسون شين أيام طفولته بجانب مسرح هذه الدار. جلبه والده الى هذه الدار لمراقبة الممثلين أثناء تدريباتهم، كما علّمه الخط الصيني التقليدي والرسم. ورغم أن بو تسون شين تلقّى التعليم الابتدائي فقط، لكنه استفاد من والده كثيرا.
كان بو تسون شين قد أصيب بشلل الأطفال وهو في الثانية من العمر. ومن أجل المشي واللعب مثل الأطفال الاعتياديين، بذل جهودا كبيرة جدا. حيث بادر بلعب كرة السلة والسباحة وغيرهما من الألعاب الرياضية. وعندما كان في ال16 من العمر، ذهب الى أرياف شمال شرقي الصين للعمل. وفي عام 1977 عاد الى بكين للعمل في فرقة فنية. وبفضل مواهبه في التمثيل، التحق بدار الشعب الفنية ببكين. وعند استعراض ماضيه، أوضح بو تسون شين قائلا:
"نشأت في بيئة مفعمة بحب المسرح، حتى أصبحت في النهاية ممثلا مسرحيا. وبعد عودتي الى بكين وبالصدفة اعتليت مسرح دار الشعب الفنية ببكين، وفي ذلك الحين شعرت بغاية الانفعال. وأنا محظوظ جدا لأنني ما زلت من الممثلين الرئيسيين لهذه الدار خلال 20 سنة مضت."
أصبح بو تسون شين أحد الممثلين الرئيسيين لدار الشعب الفنية ببكين وهو في ال33 من العمر، وكانت خبراته قبل ذلك ثروة حياتية غنية تساعده في تمثيل مختلف الشخصيات الصينية والأجنبية مثل الشاعر الصيني القديم المشهور لي باي والشاعر والعسكري الصيني المشهور في قديم الزمان تساو تساو، والأبطال الرومان في أعمال شكسبير. ويواصل أداء دور البطولة في مسرحيتي "مقهى الشاي" و"أمطار رعدية" من تقديم هذه الدار. وأوضح بو تسون شين قائلا:
"أستفيد كثيرا من الآداب وخاصة الأعمال الأدبية المشهورة. عندما تدرّبنا على أداء مسرحية "مقهى الشاي"، قرأت عمل الكاتب لاو شه هذا بدقة، تأثرت به كثيرا."
صادف العام الماضي الذكرى المئوية لظهور المسرح في الصين. وخلال سنة واحدة، شارك كممثل لدور البطولة في تقديم 8 مسرحيات أكثر من 120 مرة. وفضلا عن المسرح، يُعتبر بو تسون شين ممثلا سينمائيا وتلفزيونيا محبوبا لدى عامة المشاهدين الصينيين. وفازت الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي مثّل دور البطولة فيها بجوائز عديدة. ويرى بو تسون شين أن التمثيل يهدف الى شرح أخلاق الانسان.
"يمارس الانسان الفنون خلال حياته. ويمكن أن يكتشف المشاهدون أخلاقك وحياتك من خلال إبداعك الفني."
لم تكن تأثيراته على عامة الناس من خلال أعماله الفنية فقط. ففي السنوات الأخيرة بادر بالمشاركة في العديد من الأعمال الخيرية مثل نشر المعلومات حول التبرع بالدم مجانا والوقاية من الأيدز ومنع المخدرات. وعند الحديث عن مشاركته في الأعمال الخيرية قال بو تسون شين:
"أرى أن العديد من الصينيين يحبون المشاركة في الأعمال الخيرية. وأثناء مشاركتي في هذه الأعمال في هذه السنوات، شعرت بالفرح والسعادة."
وفي نهاية مارس هذا العام سافر بو تسون شين كمندوب لمختلف الأوساط الاجتماعية الصينية الى اليونان لاستقبال شعلة أولمبياد بكين. كما هو متطوع لأولمبياد المعوّقين. وترتبط جميع أعماله في هذا العام بأولمبياد بكين، حيث لا يشارك في نقل شعلة الأولمبياد ويعمل كمتطوع فحسب، بل سيشارك في النشاطات الثقافية المعنية بأولمبياد بكين أيضا. وأثناء إقامة أولمبياد بكين، ستبدأ دار الشعب الفنية ببكين موسم عروضها، ولا يزال بو تسون شين يؤدي دور البطولة فيه.
