ظهر مؤخرا اتجاه جديد على أوضاع القضية النووية الإيرانية حيث رفضت إيران بوضوح مقترحات الاتحاد الأوروبي الشاملة حول حل هذه القضية وصرحت مرات عديدة بأنها ستستأنف انشطة تتحويل اليورانيوم، وطالب الاتحاد الأوروبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعقد اجتماع لمجلس محافظيها لإجبار إيران على التخلي عن استئناف تحويل اليورانيوم من خلال الضغوط الدولية. وردا على ذلك، أوضحت إيران أنها لن تشعر بأي قلق إذا تم تقديم هذه القضية إلى مجلس الأمن الدولي الأمر الذي يؤدي إلى إعادة تفاقم القضية النووية الإيرانية.
هذا وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تمثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات مع إيران قد قدمت الجمعة الماضي \ 5 أغسطس \ للأخيرة مقترحات شاملة لحل قضيتها النووية. واعترفت المقتراحات بتمتع إيران بحق استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية ولكنها تطالب إيران بالتعهد بعدم الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والموافقة على تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها النووية. كما تطالب المقترحات إيران بتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بتحويل وتكرير وتصنيع اليورانيوم وأن تتسلم الوقود من الدول الأخرى وتعيد الوقود النووي المستخدم. وعلاوة على ذلك، تطالب المقترحات الأوروبية إيران بوقف بناء
مفاعل يعمل بالماء الثقيل لضمان عدم استخدام بحوثها النووية لأغراض عسكرية. وبالمقابل، يتعهد الإتحاد الأوروبي بتعزيز تعاونه مع إيران في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية. وفي اليوم نفسه، عبرت الولايات المتحدة عن دعمها لمقترحات الاتحاد الأوروبي ووافقت للمرة الأولى على تطوير إيران لمشاريعها النووية المدنية.
ولكن يبدو أن طهران غير مرتاحة لهذا الأمر. وخلال اليومين الماضيين، عبرت طهران مرات عديدة عن رفضها لمقترحات الاتحاد الأوروبي حيث أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أن مقترحات الاتحاد الأوروبي غير مقبولة لأنها لم تضمن حقوق إيران الشرعية الخاصة بتخصيب اليورانيوم الأمر الذي يخالف بشكل واضح نصوص معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والاتفاق المبرم بين الجانبين. وجدد أصفي أمس الأحد \ 7 أغسطس \ استعداد بلاده لاستئناف أنشطة تحويل اليورانيوم في مصنع أصفهان تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أعلن الرئيس الإيراني الجديد محمد أحمدي نجاد يوم السبت الماضي \ 6 أغسطس \ في مراسم تأدية اليمين الدستورية أن إيران لن تخضع لتهديدات الدول الغربية.
يبدو الاتحاد الأوروبي من جانبه أنه لم يجد الأسلوب الفعال للرد على الموقف الإيراني المتشدد حيث هدد بإنهاء مفاوضاته مع إيران ما دامت الأخيرة
متمسكة باستئناف أنشطتها المعنية بتخصيب اليورانيوم هذا من جهة، ومن جهة أخرى، دعا الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد المتحدث باسم الوكالة بيتر ريكوود مؤخرا أن الوكالة ستعقد اجتماعا طارئا غدا الثلاثاء \ 9 أغسطس \ في فيينا. ومن المتوقع أن يوجه هذا الاجتماع إشارة لإيران يحذرها فيها من استئناف الأنشطة النووية الحساسة قبل نصب الوكالة نظام الرقابة المعني، وسيدعوها إلى إعادة النظر في مقترحات الاتحاد الأوروبي ومواصلة الحفاظ على مفاوضاتها معه.
