أعرب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مؤخرا عن أمله في استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية فورا واجراء مشاورات حول سلسلة من المشاكل العالقة وإقامة دولة فلسطينية في العام القادم بعد اكمال اسرائيل تنفيذ الخطة الأحادية الجانب. وعكست تصريحات عباس حاجة الجانب الفلسطيني العاجلة لاستئناف عملية السلام. ولكن أشار المحللون إلى وجود عدة عوامل تشير إلى عدم استئناف عملية السلام قريبا.
ومع اكمال اسرائيل تنفيذ الخطة الأحادية الجانب قريبا تستعد السلطة الوطنية الفلسطينية لتسلم غزة بصورة إيجابية وفي الوقت نفسه تتطلع إلى استئناف مفاوضات السلام، حيث يأمل الجانب الفلسطيني في مواصلة اسرائيل الانسحاب من بقية الآراضي الفلسطينية المحتلة بعد انسحابها من غزة.
إن تنفيذ اسرائيل عملية الانسحاب من غزة بسلاسة والتعاون الطيب بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في عملية الانسحاب أرسى أساسا لاستئناف مفاوضات السلام. وأعرب المجتمع الدولي مرارا عن أمله في أن تكون عملية انسحاب اسرائيل من غزة فرصة لاستئناف تنفيذ خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط. ولكن لاحظ المراقبون أن مستقبل استئناف عملية السلام بين الجانبين لا يدعو إلى التفاؤل حسب آخر تطورات الأوضاع.
أولا، تتمسك اسرائيل بموقفها الدائم بعد الانسحاب من غزة وترى أن الانسحاب من غزة تنازل هام وإذا أراد الجانب الفلسطيني استئناف مفاوضات السلام فمن الضروري اتخاذ اجراءات صارمة لتفكيك المنظمات المتشددة ووقف أعمال العنف ضد اسرائيل.
ثانيا، يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون أزمة سياسية بسبب تطبيق الخطة الأحادية الجانب والمهمة العاجلة له هي إفشال المعارضة له داخل حزب الليكود للحفاظ على منصب رئيس الحزب ورئيس الوزراء. إن موقف شارون من مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية يعتمد بدرجة كبيرة على الأوضاع السياسية الاسرائيلية الداخلية وهذه عقبة كبيرة أمام استئناف عملية السلام.
ثالثا، بعد اكمال اسرائيل عملية الانسحاب من غزة تغير موقف الولايات المتحدة كوسيط رئيسي في النزاعات الفلسطينية الاسرائيلية من استئناف مفاوضات السلام، حيث لم تتحدث عن خطة خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط بل ضغطت على الجانب الفلسطيني حول المسألة الأمنية. وذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الولايات المتحدة قد توصلت مع اسرائيل إلى اتفاق، بموجبه فإن الولايات المتحدة لن تفرض ضغوطا كبيرة على اسرائيل خلال عدة شهور مقبلة بشأن استئناف مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني.
ونخلص إلى أن اسرائيل والولايات المتحدة كطرف قيادي في عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية دلت مواقفهما على أن الأمل في استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية مازال ضئيلا.
