قامت قوات الدفاع الاسرائيلية بعد ظهر أمس الأحد (11 سبتمبر) بأداء مراسم الوداع وانزال العلم الاسرائيلي من على مقر القوات الاسرائيلية قرب مستوطنات غزة في إشارة هكذا إلى انهاء الاحتلال العسكري لغزة الذي دام لمدة 38 عاما.
نقول إنه بعد أنهت اسرائيل أعمال الانسحاب من قطاع غزة وبعض المستوطنات بالضفة الغربية في الثالث والعشرين من الشهر الماضي بدأت خطوات الانسحاب العسكري تدريجيا. وقد صوت أعضاء الحكومة الاسرائيلية قبل ظهر أمس بالموافقة على انسحاب القوات الاسرائيلية من غزة وأعطوا الضوء الأخضر هكذا لبدء عمليات الانسحاب العسكري. أقامت القوات الاسرائيلية مراسم الوداع بمقر القوات الاسرائيلية قرب نافيه ديكاليم أكبر مستوطنة بغزة. وقال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الاسرائيلية دان هاريل إن التواجد العسكري الاسرائيلي بغزة على مدى سنين طويلة سينتهي وسيتيح ذلك الانسحاب فرصة جديدة للسلام الفلسطيني الاسرائيلي.
وبناءا على الخطة فقد بدأ انسحاب ثلاثة آلاف جندي من غزة مساء أمس أما الدفعة الأخيرة فتغادر الأرض صباح اليوم الاثنين وينتهي الانسحاب قبل الثامنة من اليوم بالتوقيت المحلي. وستقوم القوات الاسرائيلية بهدم جميع الأبنية العسكرية. وسوف ينهي الجنود الاسرائيليون المتواجدون بغزة وعلى الحدود المصرية الانسحاب مع القوات الأخرى. ووفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين مصر واسرائيل فقد انتشر مائتا جندي مصري على الحدود بين مصر وغزة يوم السبت الماضي ليصل إلى 750 جنديا مصريا وحتى يوم الخميس المقبل وتتركز مهمتهم في منع تهريب أي نوع من الأسلحة إلى غزة.
ولكن عندما وافقت الحكومة الاسرائيلية على الانسحاب قررت الحفاظ على أكثر من عشرين كنسا قبل الانسحاب مما أدى إلى استياء الجانب الفلسطيني.
وهناك مازالت خلافات قائمة بين الجانبين الفلسطيني الاسرائيلي حول مسألة السيطرة على المعابر الحدودية والموانئ والمطار. فاسرائيل تقر على السيطرة على ممر غزة الخارجي بعد الانسحاب بحجة الأمن والجانب الفلسطيني يرى هكذا أن غزة ستصبح سجنا كبيرا. وقد رفض الجانب الفلسطيني المشاركة في مراسم التسليم والتسلم بعد ظهر أمس احتجاجا على القرار الاسرائيلي.
المهم أنه تزامن مع وقت انسحاب القوات الاسرائيلية احتشاد آلاف الفلسطينيين قرب غزة استعدادا لدخولها بعد انسحاب القوات الاسرائيلية. وخلال اجراء القوات الاسرائيلية مراسم التوديع والانسحاب وقعت اشتباكات بين القوات الاسرائيلية والفلسطينيين وأصيب على إثرها أربعة فلسطينيين. وذكر مسؤولو القوات الاسرائيلية أن القوات الاسرائيلية تعزز حاليا عمليات التنسيق مع الجانب الفلسطيني لضمان سلاسة عملية الانسحاب.
