أُعلن ليلة السبت (22 أكتوبر) تشكيل حكومة ذاتية الحكم بجنوب السودان، والرؤية العامة هكذا أن هذه خطوة جديدة في عملية السلام والوفاق بالسودان.
هذا وقال وليد حامد المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الرئيسي بجنوب السودان قال أمس الأحد إن الحكومة الذاتية الحكم تضم عشرين وزيرا وتحتل الحركة الشعبية لتحرير السودان سبعين بالمائة من مقاعد الوزراء ويحتل حزب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم بالسودان والقوى السياسية الأخرى بجنوب السودان خمسة عشر بالمائة من مقاعد الوزراء كما ذكر حامد أن الحكومة الذاتية الحكم ستدير شؤون جنوب السودان.
ووفقا لاتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل إليه في يناير العام الحالي بين الحكومة السودانية والمنظمة المسلحة الرئيسية المناهضة للحكومة بجنوب السودان الحركة الشعبية لتحرير السودان وافق الجانبان على انهاء الاشتباكات الدموية التي استمرت لواحد وعشرين عاما وتشكيل حكومة تضامن وإقامة حكم ذاتي بجنوب السودان في نفس الوقت. وإلى جانب ذلك وافق الجانبان على إقامة نظام فيدرالي واجراء الاستفتاء العام على استقلال الجنوب أم لا بعد ست سنوات.
وحسب اتفاق السلام سيتولى قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان منصب النائب الأول للرئيس السوداني. وقد عرفنا أن قائد الحركة السابق جون قرنق قد لقي مصرعه في في حادث سقوط طائرة في الثلاثين من يوليو الماضي وخلفه سلفا كير مايارديت ليصبح النائب الأول للرئيس السوداني. هذا وقد أُعلن تشكيل الحكومة الجديدة في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي. ويقام الآن نظام الحكم الذاتي بجنوب السودان وذلك هو نتيجة أخرى من نتائج تنفيذ الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان لاتفاق السلام الشامل ولذلك بالطبع مغزى هام لمواصلة دفع عملية السلام والوفاق بالسودان للأسباب التالية:
أولا، تشكيل الحكومة الذاتية الحكم بجنوب السودان سيسرع في عملية إعادة الإعمار بعد الحرب بجنوب السودان. فالحرب والفوضى التي استمرت لواحد وعشرين عاما سببت مقتل مليوني شخص وتشريد حوالي أربعة ملايين. لذلك فإن الوضع الجديد سيفيد في القضاء على النتائج الناجمة عن الحرب والفوضى وحماية الأوضاع الأمنية بجنوب السودان واستئناف الأنشطة الاجتماعية وبدء عملية إعادة البناء الاقتصادي.
ثانيا، إن تشكيل الحكومة الذاتية الحكم بجنوب السودان سيدفع عملية السلام والوفاق بالسودان بصورة شاملة وسيلعب دورا سريعا في تحقيق السلام بمنطقة دارفور. ومن أجل انهاء حالة الحرب والفوضى والسعي وراء السلام بدارفور قامت الحكومة السودانية والمسلحون المناهضون للحكومة هناك بست جولات من مفاوضات السلام إلا أن هذه المفاوضات لم تحقق تقدما جوهريا حتى الآن ورغم ذلك فإن الكثيرين يأملون ويثقون في أن جانبي المفاوضات سيهتمان بمصالح الشعب السوداني ويتركان الخلافات لتحقيق تقدم في المفاوضات انطلاقا من التأثيرات الإيجابية لتشكيل الحكومة الذاتية الحكم بجنوب السودان.
وأشار المحللون في الوقت نفسه إلى أن عملية السلام والوفاق بالسودان بتدعيم من الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان ليست أمرا سهلا. فقد ذكر وليد حامد المتحدث باسم الحركة أمس أن نقاط الخلاف مازالت قائمة بين الجانبين حول بعض المضامين الهامة الخاصة باتفاق السلام. ولكن تشكيل الحكومة الذاتية الحكم دليل على أن عملية السلام والوفاق بالسودان خطت نحو الأمام. فالوفاق والسلام رغبة مشتركة للشعب السوداني وسيحقق الشعب السوداني هذه الرغبة في كل أنحاء البلاد.