واجهت حكومة جورج ووكر بوش مؤخرا سلسلة من المشاكل منها قضية تسريب اسم عميلة الاستخبارات والصراع على منصب قاضي المحكمة العليا وقضية العراق والسجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) خارج الولايات المتحدة إلخ، وهو ما أدى إلى انتقادات شديدة لحكومة بوش وانخفاض شعبيته إلى أدنى مستوى منذ توليه منصب الرئيس، وكما قالت مجلة تايمز الأمريكية، فإن بوش تعرض لأسبوع جحيم.
أولا، إن أبرز المشاكل هي قضية تسريب اسم عميلة الاستخبارات فليري بليم. كان المدعي الخاص باتريك فيتزجيرالد قد اتهم في الـ28 من الشهر الماضي لويس ليبي مدير مكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بالادلاء بشهادة كاذبة في قضية العميلة بليم. وقد مثل ليبي أمس الخميس أمام قاض فيدرالي بمحكمة واشنطن. ويعتبر ليبي مساعدا وثيفا لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني وله تأثير هام في قضيتي مكافحة الارهاب والحرب على العراق. لذلك، تتعلق هذه القضية بخلفية سياسية أكبر ألا وهي تلاعب حكومة بوش بالدوائر الاستخبارية من أجل شن الحرب على العراق.
فأصبحت هذه القضية ذريعة يستخدمها الحزب الديمقراطي لمهاجمة حكومة بوش والحزب الجمهوري واتهم الحكومة بالمشاركة في العمليات المضرة بالأمن القومي الأمريكي. ويرى المحللون أن لويس ليبي هو شخصية صغيرة فقط في قضية العميلة بليم التي تتعلق بكبار المسؤولين الآخرين في البيت الأبيض بما فيهم ديك تشيني، وذلك يعتبر مفتاحا لكشف سبب شن الولايات المتحدة الحرب على العراق.
ثانيا، قضية العراق تجعل حكومة بوش تتقلب على صفيح ساخن أيضا. فقد تجاوز عدد الضحايا من الجنود الأمريكيين في العراق 2000 شخص إلا أن بوش يصر على عدم سحب القوات الأمريكية من العراق، بل يؤكد أن الولايات المتحدة تحتاج إلى ضحايا أكثر من أجل انهاء مهماتها في العراق. وفي الوقت نفسه، أضطر الجمهوريون تحت الضغوط الكبيرة من الحزب الديمقراطي لتشكيل مجموعة تتكون من 6 أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لحث لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ على تسريع تحقيقاتها في الاخطاء الاستخبارية قبل الحرب على العراق وتطالبها بتقديم تقرير مرحلي خلال الاسبوعين المقبلين.
وبالإضافة إلى ذلك، كشفت صحف أمريكية قضية انشاء CIA سجونا سرية خارج البلاد مما أثار اهتماما بالغا لدى المواطنين الأمريكيين والحكومات الأجنبية ومنظمات حقوق الانسان. ويذكر أن هذه السجون السرية تنتشر رئيسيا في بعض دول شرق أوروبا ويعتقل فيها أكثر من مائة "مشتبه به ارهابي". ولم يؤكد البيت الأبيض ذلك ولم ينفه أيضا. وأعلن الحزب الديمقراطي أن وجود السجون السرية في الخارج يضر بصورة الولايات المتحدة في العالم، لذلك يرى البرلمانيون الديمقراطيون ضرورة وضع لائحة جديدة تمنع تعذيب السجناء في السجون الأمريكية.
إن مشكلة أخرى تواجه بوش هي ترشيح الخبير القانوني المحافظ ساميول آليتو لتولي منصب قاضي المحكمة الفيدرالية العليا حيث يشعر الديمقراطيون بالقلق من أن مواقف آليتو المتحافظة قد تكون متطرفة وتصبح عائقا في قضايا الحقوق الديمقراطية وحقوق النساء.
ويشير المحللون إلى أن هذه المشاكل قد فرضت تأثيرات سلبية كبيرة على بوش، وإن الناس ينتظرون كيف يعالج بوش هذه المشاكل وهو في هذا المستنقع.
