بدءا من الساعة التاسعة إلا عشر دقائق مساء أمس الأربعاء (9 نوفمبر)، وقعت على التوالي ثلاثة تفجيرات انتحارية في ثلاثة فنادق بالعاصمة الأردنية عمان. وأكد نائب رئيس الوزراء الأردني والمتحدث باسم الحكومة مروان المعشر أن هذه التفجيرات قد أدت إلى مصرع 67 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح. وتعتبر هذه التفجيرات الأخطر من نوعها التي وقعت بالأردن حتى الآن.
وفي الوقت نفسه، أكدت سفارة الصين لدى الأردن أن الفندق الذي ينزل فيه وفد عسكري صيني تعرض للتفجير أيضا، الأمر الذي أدى إلى مصرع عضوين من الوفد وإصابة آخرين أحدهما في حالة خطيرة.
كانت التفجيرات قد بدأت من فندق جراند حياة الواقع وسط مدينة عمان، مما أدى إلى تدمير مدخل الفندق. وبعد ذلك بدقائق، وقع التفجير الثاني في فندق راديسون ساس الواقع في نفس الحي وهو حي حسين بن علي. وذكرت الشرطة أن هذا التفجير وقع في صالة كان بها أكثر من 300 أردني محتشدين لحضور حفل زفاف. وأدى ذلك إلى مصرع 5 أشخاص على الأقل فورا وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح. أما التفجير الثالث، فقد وقع في فندق دايز إن. وكانت سيارة مفخخة قد حاولت الاقتراب من هذا الفندق، إلا أنها منعت من الدخول، فقام منفذ التفجير بتفجير السيارة خارج الفندق، مما أدى إلى خسائر في الأرواح أيضا.
من الواضح أن التفجيرات الثلاثة كانت تستهدف الأجانب في الأردن، لأن معظم نزلاء هذه الفناندق هم زوار أجانب أودبلوماسيون. أما فندق جراند حياة فيتعبر من أفخر الفنادق في عمان، ويقع في المنطقة التجارية المزدهرة والمكتظة بالسفارات. أما النزلاء المقيمون في الفنادق الفاخرة بحي حسين بن علي فإن معظمهم زوار ودبلوماسيون أجانب. وفي الواقع كان الكثير من السياح الأمريكان والإسرائيليين يترددون على فندق راديسون ساس الواقع في نفس الحي.
وعلى الرغم من عدم اعلان اية منظمة او شخصية مسؤوليتها عن التفجيرات حتى الآن، الا ان مروان المعشر نائب رئيس الوزراء الاردني والمتحدث باسم الحكومة الاردنية قال لوسائل الاعلام انه يرى ان تنظيم قاعدة الجهاد في العراق الذي يقوده ابو مصعب الزرقاوي هي مشتبه به لتنفيذ هذه التفجيرات. اما الشرطة الاردنية فترى سرا انه نظرا لاهداف ووسائل تنفيذ هذه التفجيرات ، لفإن لذلك علاقة بتنظيم القاعدة الذي يقوده اسامة بن لادن وتنظيم قاعدة الجهاد في العراق الذي يقوده الزرقاوي.
وقبل ذلك، كانت الحكومة والشرطة الاردنية قد اكتشفت العديد من محاولات شن هجمات ارهابية في الاردن. ففي يوليو الماضي، مثل امام المحكمة الاردنية 5 مشتبه بهم في تنفيذ تفجيرات ارهابية في عمان وكانت تهمتهم محاولة شن هجمات ضد الاجهزة الاستخبارية والدبلوماسيين والسياح الاجانب. وكان هؤلاء الاشخاص ال5 اعضاء بتنظيم قاعدة الجهاد في العراق بزعامة الزرقاوي.
بعد وقوع التفجيرات مساء امس، قرر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قطع زيارته الرسمية لقازاغستان والعودة الى البلاد فورا. كما اصدر العاهل الاردني مساء امس بيانا استنكر فيه بشدة التفجيرات الانتحارية ال3، واصفا هذه الهجمات الارهابية التي استهدفت المدنيين بانها تصرفات حبانة، مؤكدا ضرورة معاقبة منفذي هذه الهجمات. وفي الوقت نفسه، عززت الشرطة الاردنية الاجراءات الامنية في العاصمة عمان خاصة حول السفارات الاجنبية ومنازل الدبلوماسيين والفنادق. كما اعلنت الحكومة الاردنية بشكل مؤقت ان اليوم الخميس يوم عطلة على مستوى البلاد لاتخاذ اجراءات امنية صارمة.
في الوقت نفسه، استنكر المجتمع الدولي بشدة سلسلة التفجيرات في عمان. واصدر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي يزور الشرق الاوسط حاليا اصدر امس بيانا دعا فيه المجتمع الدولي الى المشاركة في مكافحة الارهاب، مؤكدا ضرورة توصل مختلف الدول الى اتفاق حول مكافحة الارهاب بشكل شامل. هذا واكد المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان امس في بيان ان الاردن دولة صديقة حميمة للولايات المتحدة وإن بلاده مستعدة للتعاون مع الاردن في إجراء التحقيقات في هذه الهجمات الارهابية.