غادر الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش اليوم الاثنين (21 نوفمبر) بكين على متن طائرة خاصة بعد اختتام زيارته للصين التي استمرت 3 أيام. وتعتبر زيارة بوش هذه زيارة هامة وقد جرت في جو ودي وحققت نتائج بالغة الأهمية. وأولى المجتمع الدولي اهتماما بالغا لها.

واجرى الرئيس الصيني هو جين تاو خلال هذه الزيارة محادثات مع الرئيس بوش حيث تبادل الزعيمان بصورة متعمقة الآراء حول العلاقات الثنائية والسيطرة على انفلونزا الطيور ومكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وتوصلا الى اتفاق حول قضايا عديدة. والتقى الرئيس الامريكي برئيس مجلس الدولة ون جيا باو. واشادت مصادر رسمية امريكية بالتبادلات الرفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي رافقت بوش في الزيارة امس ان رغبة رئيسي البلدين في التعاون في مجالات الطاقة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل والوقاية والسيطرة على انفلونزا الطيور وغيرها من المجالات تركت انطباعات عميقة لديها. وقالت مراسلة إذاعتنا لدى الولايات المتحدة تشونغ تشيو:

"أشارت رايس إلي أن المحادثات بين الرئيسين الصيني والأمريكي كانت شفافة وعميقة وصريحة. وتثق الولايات المتحدة من قدرة الصين على تجاوز الفترة الانتقالية في المجالات السياسية والاقتصادية بشكل سلس للأنضمام إلي النظام الدولي وأن الصين ستسهم في السلام والاستقرار في العالم باعتبارها دولة كبيرة ومسؤولة. وبالإضافة الى رايس، اكد مسؤول رفيع المستوى بالبيت الأبيض أن زيارة بوش هذه ترمز إلي دخول العلاقات الامريكية الصينية الى مرحلة جديدة، معبرا عن تفاؤل الولايات المتحدة بذلك. وقال هذا المسؤول ان حكومة بوش ظلت تثق في أن مفتاح تعزيز العلاقات الأمريكية الصينية هو إنشاء آلية حوار تعاوني وبناء وصريح وأن الصين تلعب دورا هاما في المجتمع الدولي. وتأمل الولايات المتحدة في التعاون مع الصين عبر الحوار الصريح وخدمة المجتمع الدولي بالاستفادة من وزن البلدين في العالم."

وفي الوقت نفسه، أولت وسائل الإعلام الأمريكية اهتماما بالغا لزيارة بوش للصين أيضا. وقال مراسل إذاعتنا في الولايات المتحدة شو تشينغ دوه :

"أشارت وكالة أسوشيتيد بريس الامريكية امس إلي ان الرئيسين الصيني والأمريكي قد أجريا محادثات شاملة حول العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والتجاري والوقاية من انفلونزا الطيور ومعالجتها والقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية. وعلى الرغم من ان الرئيسين لم يخفيا خلافاتهما حول بعض القضايا، لكن المحادثات اكد على أهمية المزيد من التعاون. وجاء في مقالة نشرت على موقع صحيفة شيكاغو تربيون أن الرئيس الصيني والرئيس الأمريكي قد تبادلا النهاني وأن المواقف الاستراتيجية التي يتبنياها كانت متقاربة أكثر من أي وقت مضى منذ تطبيع العلاقات الثنائية قبل 25 سنة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أمس عن خبير صيني في القضايا الدولية قوله إن واضعي السياسات الأمريكية بدأوا يدركون أن احتواء الصين لا يتفق مع المصالح الأمريكية. وفي الوقت نفسه، أولت صحيفة واشنطن بوست اهتماما خاصا لركوب بوش دراجة في قاعدة تدريب تابعة للمصلحة الوطنية العامة الصينية للرياضة البدنية، واصفة ذلك بأنه إشارة ودية للصين تدل على ان الرئيس الأمريكي لا يضمر أية عداوة لها."

وجدير بالذكر ان بوش كان قد زار اليابان وكوريا الجنوبية قبل زيارته للصين. لذلك، أولت اليابان وكوريا الجنوبية اهتماما بالغا لزيارة بوش للصين. وقالت مراسلة إذاعتنا في اليابان وانغ ينغ ينغ:

"نشرت صحيفة أساهي شيمبون اليوم افتتاحية تقول إن زيارة الرئيس بوش ستسهم في تعزيز العلاقات الصينية الأمريكية وذلك سيصب في صالح الاستقرار والازدهار في آسيا كلها."

هذا وقد نشرت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أنباء زيارة بوش للصين ومحادثاته مع الرئيس الصيني هو جين تاو أيضا.

وعلى العموم فإن زيارة الرئيس الأمريكي للصين قد حظيت باهتمام واسع من المجتمع الدولي وستدفع بالتأكيد تطور العلاقات الصينية الأمريكية الى الأمام.