تحطمت طائرة نقل عسكرية إيرانية من طراز C 130 أمس الثلاثاء ( 6 ديسمبر ) في إحدى المناطق السكنية بطهران مما أدى إلى مصرع 128 شخصا على الأقل. وفور وقوع الحادث عبر الرئيس الإيراني أحمدي نيجاد مساء نفس اليوم عن مواساته لأهالي الضحايا.

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن هذه الطائرة العسكرية حدثت بها مشكلة في أجهزتها بعد إقلاعها من مطار مهر اباد بطهران وهنا طلب قائد الطائرة العودة وحاول الهبوط إضطراريا بعد إبلاغه المطار إلا أن الطائرة للأسف إصطدمت بعمارة سكنية مكونة من عشرة طوابق في الساعة الثالثة عشرة والدقيقة الخامسة والأربعين حسب التوقيت المحلي. هنا حدث إنفجار كبير واشتعلت نيران كثيفة في العمارة. قال بعض شعود العيان إن النار قد بدأت في الجناح الأيمن من الطائرة قبل إرتطامها بالعمارة.

وجاء في آخر نبأ أعلنته الدوائر الرسمية الإيرانية أن جميع من كانوا على متن الطائرة والبالغ عددهم 94 شخصا قد لقوا مصرعهم بمن فيهم طاقم الطائرة وصحفيون كانوا في مهمة تغطية إخبارية عن إستعراضات عسكرية بميناء عباس جنوب إيران. كما قتل على الأقل 34 من سكان العمارة وجرح أكثر من 90 . وقد نقل الجرحى إلى المستشفى للعلاج. كان المشهد رهيبا يأخذ بمجامع القلوب ويستقطر الدموع. فإغرورقت عيون الصحفيين الإيرانيين والأجانب بالدموع والذين كانوا هرعوا إلى موقع الحادث. وذكرت دوائر إعلامية إيرانية رسمية أن الطائرة المحطمة كان بها 78 صحفيا 40 منهم من محطة التلفزيون الإيرانية الوطنية و38 منهم من وكالة أنباء إيران وأجهزة إعلامية أخرى.

هذا وتجري الآن أعمال الإنقاذ على قدم وساق وقد حاصرت الشرطة موقع الحادث وهرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع وتحلق الآن طائرات الهليوكوبتر فوق موقع الحادث مشاركة في أعمال الإنقاذ.

قد ذكر عبد الراهي المتحدث بإسم وزارة الداخلية الإيرانية مساء أمس للأوساط الصحفية أن رجال الإنقاذ قد نجحوا في إنتشال 116 جثة من موقع الحادث.

كان آخر حادث جوي إيراني قد وقع في التاسع عشر من فبراير عام 2003. حيث تحطمت طائرة نقل عسكرية من طراز إيليوشين في جنوب إيران ولقي جميع من كانوا على متنها مصرعهم بمن فيهم 276 من الحرس الوطني الثوري وطاقم الطائرة.

والملاحظة أنه خلال السنوات الأخيرة وقعت عدة حوادث جوية لطائرات نقل من طراز C 130. وذكر أن عدد هذا النوع من الطائرات الأمريكية الصنع التي تخدم الآن في السلاح الجوي الإيراني يبلغ أقل من 15. وكانت إيران اشترت هذا النوع من الطائرات قبل الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979. وقد واجهت إيران بعد ذلك صعوبات كثيرة في شراء بعض قطع الغيار الأساسية لهذا النوع من الطائرة بسبب الحصار الأمريكي.

وقد حدثت في عام 1979 مشكلة في محرك طائرة من هذا الطراز وتحطمت الطائرة في شمال غربى إيران ولقي 86 شخصا كانوا على متنها مصرعهم. وفي فبراير عام 2002 حدثت كارثة جوية أخرى من هذا النوع. وفي يونيو عام 2003 تحطمت طائرة من هذا النوع أيضا بسبب مشكلة فنية الأمر الذي أودى بحياة 7 أشخاص.