في مثل هذا اليوم (8 ديسمبر) قبل عشر سنوات، كانت منطقة التبت الذاتية الحكم قد نجحت في إيجاد طفل متناسخ مع البانتشان لاما وهو طفل تبتي في الخامسة من عمره ليرث مكانة البانتشان لاما رسميا وفقا للمراسم الدينية والنظام التقليدي، وأقيمت اليوم مراسم احتفالية ضخمة بمناسبة الذكرى العاشرة لجلوس البانتشان لاما الحادي عشر على عرش البانتشان في معبد تاشيلونغبو، حيث يعيش ويتعبد البانتشان لاما الحادي عشر.
وكان المعبد الواقع في مدينة شيغازي جنوب التبت مفعما بجو احتفالي، حيث اكتظ داخله وخارجه الحجاج البوذيون الذين كانوا يحملون في أيديهم حزم عيدان البخور المشتعل ومناديل الترحيب والزهور ويلبسون أزياء زاهية للاحتفال بهذه المناسبة، وقال السيد جامبا تاشي أحد البوذيين والقادم من منطقة تشامدو شرق التبت إنه عرف هذه النشاطات الاحتفالية من برنامج تلفزيوني قبل نصف شهر، فاستدعى عددا من زملائه، واستقلوا عربة للوصول إلى المعبد مبكرا، وقال، "إننا متأثرون جدا هذه المرة، لأننا لم نقابل فيها البانتشان لاما فحسب، بل حصلنا على بركته بوضع يده على رؤوسنا، وإننا نأمل في أن يأتي البانتشان إلى ريفنا لإجراء نشاطات دينية، عندئذ، سنشعر بسعادة بالغة، لأننا نثق به ثقة تامة ".
ويعد البانتشان أحد زعيمي الدين البوذي التبتي، وكلمة البانتشان تعني انسانا حكيما، فمنذ بداية القرن الثامن عشر، كان لزاما على البانتشان لاما من جميع الأجيال أن يحصل على موافقة من الحكومة المركزية الصينية قبل جلوسه على عرش البانتشان، وقبل ست عشرة سنة، توفي البانتشان لاما العاشر، وفي الثامن من ديسمبر عام 1995، أصبح الطفل التبتي جيانتسين نوربو البانتشان لاما الحادي عشر رسميا بعد حصوله على موافقة من الحكومة المركزية الصينية.
وجدير بالذكر أن معبد تاشيلونغبو بني في أواسط القرن الخامس عشر، وأصبح مكانا يعيش ويتعبد فيه البانتشان لاما منذ البانتشان لاما الرابع، وبدأ البانتشان لاما الحادي عشر دراسته للمعارف الدينية التبتية في هذا المعبد أيضا، وكان جامغانغ جياتسو الواسع الإطلاع على المعارف الدينية معلما للبانتشان لاما الحادي عشر، وقال، " إن المعارف الدراسية للدين البوذي التبتي تنقسم إلى المذهب الباطني والمذهب الظاهري، وإنه من الصعب الوصول إلى مستوى معين في دراسة هذه المعارف، وذلك يحتاج إلى الدراسة خطوة بعد خطوة، ولا يمكن تسميته بانسان حكيم إن لم يتقن معارف المذهبين المذكورين."
وفي المراسم الاحتفالية التي أقيمت اليوم، قال البانتشان لاما الحادي عشر، "إنني سأواصل عبادة البوذا بكل إخلاص، وأتعلم من الأجيال الماضية من البانتشان لاما التقاليد المشرفة المتمثلة في حب الوطن وحب الدين في آن واحد، وأسعى وراء كوني بوذا حيا يحب الوطن والدين ويدافع عن مصالح الوطن وشعبه، وسأبذل قصارى جهدي من أجل صيانة وحدة الوطن والتضامن القومي والحفاظ على استقرار التبت ودفع تنميتها والمحافظة على الدين البوذي التبتي ونشره."