توفي أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح فجر أمس الأحد (15 يناير) عن عمر ناهز 77 عاما. ووفقا للدستور الكويتي، أعلن مجلس الوزراء الكويتي متابعة ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح أميرا جديدا للبلاد. ويرى المحللون أن انتقال السلطة الكويتية بشكل سلس خلال مدة قصيرة يصب في صالح استقرار هذه الدولة واستقرار أسعار النفط الدولية ووضع المنطقة.
إن الأمير جابر الأحمد الصباح هو ابن الأمير العاشر للكويت. وتولى على التوالي مناصب وزير المالية ووزير الصناعة ورئيس الوزراء في الكويت. وأصبح الأمير الثالث عشر للكويت عام 1977. وخلال فترة توليه هذا المنصب البالغة 27 عاما، نفذ العديد من الإصلاحات في مجالات الاقتصاد والتجارة وغيرهما. وبعد حرب الخليج عام 1990، أشرف على أعمال إعادة بناء الكويت ساعيا لإزالة التأثيرات الناجمة عن غزو العراق لها. ظل جابر الصباح يهتم بتطوير العلاقات الخارجية، وقد زار الصين ثلاث مرات، مما أسهم بشكل كبير في لتطوير علاقات التعاون الودي بين الصين والكويت.
يتميز الأمير الراحل ببساطة الحياة، ولم يحظ بحب أبناء الكويت فحسب، بل حظي باحترام الدول العربية والمجتمع الدولي أيضا. لكن حالته الصحية كانت معتلة خلال السنوات الأخيرة. وبعد أن أصيب بنزيف في الدماغ في سبتمبر عام 2001، توجه إلى خارج البلاد لتلقي العلاج. وبعد وفاته، أعلن الديوان الأميري أمس الحداد الرسمي لمدة 40 يوما وإغلاق الدوائر الرسمية لثلاثة أيام ابتداء من اليوم نفسه. وفي الوقت الذي دفنت فيه جثة الأمير الراحل أمس، تدفق الآلاف من المواطنين الكويتيين لتوديعه. وقد علت وجوههم مظاهر الحزن الشديد، وسمع صوت البكاء في كل أرجاء الموقع.
وأعلنت بعض الدول العربية مثل قطر والأردن ومصر ولبنان وسوريا والعراق الحداد لمدة ثلاثة أيام. بينما أعلنت البحرين الحداد لأربعين يوما. كما عبر قادة مختلف الدول عن حزنهم على وفاة الأمير جابر الصباح وأشادوا به عاليا. ووصفه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة الثاني بأنه "كان واحدا من أبرز القادة وخيرة الرجال، وقد كرس حياته لخدمة بلده وأمته"، بينما وصفه الرئيس المصري حسني مبارك بأنه خير أخ وخير صديق. وأشارت الأسرة الملكية الأردنية إلى أن وفاة جابر الصباح خسارة كبيرة للشعب الكويتي، وأن الملك الأردني وأسرته سيشاركان الشعب الكويتي أحزانه في هذا الوقت الصعب.
وقال الرئيس الصيني هو جين تاو في برقية التعزية إن الأمير جابر الصباح قائد ممتاز للكويت وظل يهتم بتطوير العلاقات مع الصين. وإن وفاته أفقدت الشعب الصيني صديقا قديما محترما.
تجدر الإشارة إلى أن الكويت عضو رئيسي في منظمة الأوبك، ويكون ترتيبها من حيث احتياطي النفط في المرتبة العاشرة في العالم. لذلك، تتمتع بتأثير كبير على أسعار النفط الدولية. وفي الوقت نفسه، يؤثر وضع منطقة الخليج على أعصاب العالم، حيث جذب الوضع العراقي والقضية النووية الإيرانية اهتمام العالم. وفي الوقت الذي توفي فيه الأمير جابر الصباح، كان الناس قلقين إزاء إمكانية تحقيق الانتقال السلس للسلطة في الكويت واحتمال تغيير أسعار النفط الدولية وتأثيرها على وضع المنطقة.
هذا وقد أعلن مجلس الوزراء الكويتي أمس اعترافه بولاية العهد للشيخ سعد العبد الله الصباح وتعيينه أميرا جديدا للبلاد، الأمر الذي حقق الانتقال السلس للسلطة. ويرى المراقبون أن تحقيق الانتقال السلس للسلطة في الكويت خلال فترة قصيرة يضمن عدم حصول تغير كبير على سياسات الكويت خارجيا وداخليا، ويصب في صالح استقرار أسعار النفط الدولية والوضع الإقليمي.
