اندلعت أمس الأحد ( 1 أكتوبر ) فى قطاع غزة اشتباكات مسلحة خطيرة بين حركة المقاومة الاسلامية ( حماس ) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات من الأخرين، وهذه هى أخطر اشتباكات مسلحة أهلية على الأراضي الفلسطينية منذ أداء حركة " حماس " اليمين الدستورية فى مارس الماضي.
هذا وقد تظاهرت قوات الأمن الفلسطينية الموالية لحركة " فتح " أمس الأحد ( 1 أكتوبر ) فى قطاع عزة احتجاجا على عدم دفع حكومة حماس لرواتبهم خلال الأشهر الستة الماضية، وأغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية فى غزة، ومن أجل تفريق هولاء المتظاهرين، نشرت حركة حماس الآلاف من المسلحين فى مدينة عزة، وبعد ذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة بقرب مقر البرلمان والمستشفى المحلي وفى مدينة خان يونس جنوبي غزة وغيرها من الأماكن مما أدى إلى مقتل 8 اشخاص بينهم طفلان وإصابة أكثر من سبعين آخرين. ومن جهة أخرى، امتدت الاشتباكات المسلحة بين حركتي " حماس " و" فتح " إلى منطقة الضفة الغربية أيضا، حيث اقتحم الآلاف من مؤيدي حركة فتح مقر الحكومة الوطنية الفلسطينية الواقع فى رام الله، وأحرقوا مكاتب بعض وزراء حركة حماس والمجلس التشريعي الفلسطيني.
وأثارت هذه الاشتباكات ردود أفعال شتى الفصائل الفلسطينية، وألقى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وقائد حركة فتح محمود عباس خطابا تلفزيونيا ندد فيه بأعمال العنف هذه بين حماس وفتح، داعيا إلى ضبط النفس والتحلى بالصبر والهدوء لتجنب حدوث حرب أهلية وأمر قوات الأمن الفلسطينية بالانسحاب وإجراء تحقيق فى هذا الحادث. ومن جانبه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني وقائد حركة حماس اسماعيل هنية جميع الفلسطينيين إلى نبذ الخلافات والمحافظة على التضامن الوطني. وجاء فى نبأ آخر أن اسماعيل هنية اتصل بمحمود عباس ليلة أمس لانهاء الاشتباكات الحالية واستئناف المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويرى المحللون أن اندلاع هذه الاشتباكات المسلحة الخطيرة يسهم فى تعزيز امكانية حدوث حرب أهلية فلسطينية مرة أخرى. فبعد فوز حركة حماس فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية فى أوائر هذا العام، ظلت حكومة حماس تعاني من أزمة مالية خطيرة بسبب الحصار الاقتصادي المفروض من قبل الدول الغربية، والأمر الذى أدى إلى عدم تمكن الحكومة من دفع رواتب موظفيها خلال الأشهر الستة الماضية ووبالنتيجة حدوث العديد من المظاهرات والاشتباكات. وقال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أمس إنه رغم تجاوز جانبي حماس وفتح الخط الأحمر الذى لم يتجاوزه الفلسطينيين لمدة 40 سنة قبل ذلك، لكنه بصفته رئيسا للفلسطينيين، لن يسمح بحدوث حرب أهلية على هذه الأراضي.
وبخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وبعد إعلان حركتي فتح وحماس تشكيل حكومة وطنية فى أوائر سبتمبر الماضي، لم تتقدم المفاوضات حول هذا الأمر ولو خطوة واحدة بسبب عدم اعتراف حماس بحق اسرائيل فى الوجود، وتوقفت هذه المفاوضات بعد توجه محمود عباس إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الشهر الماضي، وتفاقمت الخلافات بين الجانبين خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، فمن جهة، اكد عباس فى الأمم المتحدة أن حكومة فلسطينية جديدة ستعترف بحق اسرائيل فى الوجود، ومن جهة أخرى، أعلنت حركة حماس بوضوح أنها لن تشارك فى حكومة تعترف بوجود اسرائيل، والآن، جعلت الاشتباكات المسلحة الأخيرة المفاوضات تصل إلى طريق مسدود مرة أخرى.
