أجرى محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح مساء أمس الأحد ( 21 يناير ) فى العاصمة السورية دمشق مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية حماس محادثات حول تحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية واختتمت المحادثات دون أى تقارب فى وجهات النظر بين الجانبين حول الخلافات الرئيسية.

جدير بالذكر أن خالد مشعل الذى يعيش فى المنفى الآن هو من أهم قادة حركة حماس. وبفضل وساطة نشيطة سورية أجرى محمود عباس مساء أمس الأحد مع خالد مشعل محادثات استمرت ثلاث ساعات وهى أول محادثات تجرى بين الجانبين منذ يوليو عام 2005. وبعد المحادثات قال محمود عباس للأوساط الصحفية إن محادثاتهما مثمرة بينما قال مشعل إن الخلافات ما زالت قائمة بين الجانبين وإن الجانبين سيسعيان لحل هذه الخلافات عبر الحوار وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية فى نهاية الأمر. وقد اتفق الجانبان على إجراء محادثات أخرى حول تشكيل الحكومة خلال الأسبوعين المقبلين.

إن عدم إحراز تقدم فى المحادثات بين الجانبين كان أمرا متوقعا بين المتابعين. إذ كان من المقرر أن تعقد المحادثات بين عباس ومشعل فى العشرين من هذا الشهر. إلا أن المحادثات تأجلت بسبب شدة الخلافات بين الجانبين. وكان الجانبان قد أكدا قبل بداية المحادثات أمس الأحد أنهما لا يتوقعان تحقيق اختراق فى هذه المحادثات. حيث ذكر مسؤول بحركة حماس أن الخلافات الرئيسية حول تشكيل الحكومة والقضايا الأخرى ما زالت قائمة بين الجانبين، أما هدف إجراء المحادثات فهو فقط من أجل إظهار عزيمة الجانبين لحل الخلافات. وبالنسبة إلى المواطنين الفلسطينيين فهم يأملون فى أن تنهى هذه المحادثات الصدامات الدموية والعلاقات المتوترة بين الجانبين، إلا أنهم يدركون صعوبة أن تحرز هذه المحادثات تقدما بسبب الخلافات السياسية الشديدة بين الجانبين.

ورغم عدم إحراز تقدم فى تقريب وجهات النظر السياسية بين الجانبين إلا أن هذه المحادثات قد خففت إلى حد ما العلاقات المتوترة بين الجانبين. إذ شهدت العلاقات بين حركتى فتح وحماس تفاقما مستمرا بعد تولى حركة حماس مقاليد السلطة فى أوائل العام الماضى. ومن أجل إيجاد مخرج لهذه العلاقات المتوترة بين الجانبين دعا عباس فى نهاية العام الماضى إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة. فاتهمته حركة حماس بمحاولة شن انقلاب عليها وانفجر إثر ذلك أعنف النزاعات منذ عشر سنوات بين الجانبين وأدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصا.

وذكر مسؤول فلسطينى أن أبرز الخلافات بين حركتى فتح وحماس تتركز على الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وعلى مرشحين وزراء فى الحكومة الجديدة وسياساتها. حيث دعا محمود عباس حركة حماس إلى الاعتراف بجميع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بينما تريد حركة حماس الاعتراف بالاتفاقيات التى تراها مقبولة فقط. كما أن الجانبين يختلفان اختلافا كبيرا حول سياسات الحكومة المقترحة والحقائب المهمة فيها. لذلك يرى المحللون أن حركتى فتح وحماس تواجهان صعوبات واستتفزازات كثيرة فى طريق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقترحة بسبب وجود الخلافات السياسية الشديدة بينهما