ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو اليوم الخميس (12 إبريل) في قاعة البرلمان الياباني أمام أكثر من 400 نائب في مجلسي البرلمان الياباني خطابا بعنوان "من أجل الصداقة والتعاون". ويعد هذا الخطاب الأول الذي يلقيه زعيم صيني في البرلمان الياباني منذ 22 سنة. وافتتح ون جيا باو خطابه قائلا: "أنا مسرور جدا لأن أتيحت لي اليوم هذه الفرصة لإلقاء خطاب في البرلمان الياباني والالتقاء بالبرلمانيين. أقدم للحاضرين والمواطنين اليابانيين أرق تحياتي وأطيب تمنياتي، وأعبر عن شكري الخالص واحترامي الكبير للأصدقاء اليابانيين من مختلف الأوساط والذين قدموا منذ أمد طويل مساهمات ثمينة للصداقة الصينية اليابانية."
وأشار ون جيا باو في خطابه إلى ضرورة استخلاص الدروس من التاريخ المؤسف والمؤلم والاستفادة منه من أجل الصداقة والتعاون. وكانت الحرب التي شنتها اليابان ضد الصين قد أدت إلى كارثة خطيرة للشعب الصيني، كما خلقت معاناة وآلاما كبيرة للشعب الياباني، حيث قال: "نؤكد أن ضرورة الاستفادة من التاريخ لا ترمي إلى مواصلة الحقد بل تهدف إلى التطلع نحو المستقبل بشكل أفضل. ومنذ تطبيع العلاقات الصينية اليابانية، أوضحت الحكومة اليابانية وقادتها في مناسبات عديدة موقفهم من المسألة التاريخية، واعترفوا صراحة بالغزو الياباني، معبرة عن ندمهم واعتذارهم العميقين. وقد عبرت الصين حكومة وشعبا عن تقديرها الإيجابي لذلك، آملة في أن يبرهن الجانب الياباني موقفه هذا وتعهداته من خلال أعماله الفعلية. إن تحقيق السلام والوئام بين الصين واليابان يصب في صالح البلدين، وإن التضارب بينهما يضر بكليهما. وإن تحقيق صداقة الأجيال بين شعبي البلدين، يتطابق مع التيار التاريخي، وهو رغبة مشتركة لشعبي البلدين وأمل حقيقي لآسيا والمجتمع الدولي."
ومن أجل الارتقاء بالعلاقات الصينية اليابانية إلى مرحلة تاريخية جديدة، وتحقيق التعايش وصداقة الأجيال والتعاون المتبادل المنفعة والتنمية المشتركة، طرح ون جيا باو خمسة مبادئ يتعين على الجانبين الالتزام بها، أولها ضرورة تعزيز الثقة المتبادلة والالتزام بالتعهدات، إذ قال: "إن الوثائق السياسية الثلاث بما فيها البيان الصيني الياباني المشترك لخصت علاقات البلدين في الماضي سياسيا وقانونيا وواقعيا، ورسمت مستقبلها وهي أساس العلاقات الصينية اليابانية. وطالما التزم الجانبان بدقة بمختلف المبادئ المنصوص عليها في هذه الوثائق، يمكن أن تتطور العلاقات بين البلدين بشكل سلس مهما كانت الظروف."
وأكد ون جيا باو مجددا في خطابه موقف الصين المتمثل في السير على طريق التنمية السلمية، إذ قال: "تواصل الصين منذ القدم احترام الأخلاق الحميدة ولا تقدر استخدام القوة. ويمكنني أن أقول للجميع بصورة مسؤولة إن عزم الصين على رفع راية السلام والتنمية والتعاون والالتزام بالسير على طريق التنمية السلمية والمساهمة في بناء عالم متناغم لن يتغير أبدا!"
وعبر أخيرا عن أمانيه الصادقة في تعزيز علاقات الصداقة بين الصين واليابان قائلا: "رغم أن تطور العلاقات الصينية اليابانية قد مر بعقبات وصعوبات، لكن جذور صداقة شعبي البلدين متينة تشبه جبل تايشان وجبل فوجي ولن تتزعزع أبدا. ويتطلب خلق مستقبل مشرق للعلاقات الصينية اليابانية بذل جهود دؤوبة من قبل حكومتي البلدين والشعبين. فلنتكاتف ونبذل جهودا مشتركة لتحقيق الصداقة الصينية اليابانية العابرة للأجيال وخلق وضع استراتيجي جديد متبادل المنفعة بين البلدين وتحقيق السلام والتنمية في آسيا والعالم."
