افتتح أمس الثلاثاء (24 إبريل) في نيروبي منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وكينيا الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وكينيا وكذلك مع القارة الإفريقية كلها. وألقى رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيا تشينغ لين كلمة في مراسم الافتتاح أكد فيها أنه يتوجب على التعاون الصيني الإفريقي التمسك بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك وتحقيق الفائدة لشعوب إفريقيا. وجذب منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري هذا أكثر من 500 رجل أعمال وشخصيات في أوساط الاقتصاد والتجارة والصناعة بالصين وكينيا، وتجاوز حجم المشاركة المتوقع بشكل كبير. ووجه السيد جيا تشينغ لين كلمته في المنتدى إلى جميع شركاء الاقتصاد والتجارة في إفريقيا تحت عنوان "التمسك بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك ودفع التنمية المشتركة وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الجديدة الصينية الإفريقية بشكل شامل". وعندما تحدث عن التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الإفريقي، أكد أن الصين ستوسع الاستيراد من إفريقيا وتعزز نمو التجارة الصينية الإفريقية بشكل متوازن، وفي الوقت نفسه، ترغب الصين في أن تتبادل مع الأصدقاء الأفارقة ثمار وخبرات التنمية، وأضاف قائلا: "سيناقش الجانب الصيني مع الدول الإفريقية المعنية ترتيبات التجارة التفضيلية الثنائية مثل إقامة منطقة التجارة الحرة وزيادة الواردات من إفريقيا. وسنعزز التعاون حول المشروعات المتعلقة بمعيشة الشعب، ونساعد الدول الإفريقية على تطوير قطاعات المعالجة والتصنيع والإنتاج وزيادة فرص العمل وعوائد الضرائب ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة الشعب. وستقدم الحكومة الصينية المعونات والقروض التفضيلية وتعمل على تقليل وإلغاء الديون حسب حاجة الدول الإفريقية. كما ستعزز جهود التدريب وتساعد في إنشاء مدارس زراعية ومركز للتكنولوجيا الزراعية النموذجية ومركز لمكافحة الملاريا من أجل تحقيق الفائدة لشعوب إفريقيا في أسرع وقت ممكن." ورد جيا تشينغ لين في كلمته بصراحة على سوء الفهم والشكوك المحتملة في التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين وإفريقيا. وحسب الاحصاءات، استثمرت الصين في إفريقيا ما إجماليه 11.7 مليار دولار أمريكي منذ اتباع سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين قبل نحو 30 سنة، وتساعد إفريقيا في تنفيذ نحو 900 مشروع. وبلغت نسبة المساهمة الصينية في نمو الاقتصاد الإفريقي حوالي 20%. ويدل كل هذا على أنه لم تؤد التجارة الصينية الإفريقية إلى اختلال هيكل التجارة لدى أي من الجانبين الصيني والإفريقي ولم تلحق ضررا بمصالحهما الاقتصادية. وأكد جيا تشينغ لين أن أساس العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الإفريقية هو المساواة والتشاور والمنفعة المتبادلة. كما أشار جيا تشينغ لين إلى أن التعاون الصيني الإفريقي في مجال الطاقة جاء نتيجة تكامل المميزات المتبادلة والتنمية المشتركة، ويختلف جوهريا عن النهب الذي مارسه الاستعمار ضد الدول الافريقية في التاريخ، إذ قال: "تحتاج الصين إلى تنمية الاقتصاد باستغلال الطاقة الخارجية لتحسين معيشة الشعب، بينما تحتاج الدول الإفريقية إلى تحويل مزايا الطاقة الذاتية إلى مزايا التنمية والمنافسة. وإن هذا التعاون هو أمر طبيعي على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة ويجري حسب قواعد السوق تماما ويختلف جوهريا عن النهب الذي مارسه الاستعمار ضد الدول الافريقية في التاريخ." حقق التعاون الصيني الإفريقي المصالح الحقيقية لشعوب إفريقيا وعزز التطور الاقتصادي والاجتماعي للجانبين، لذلك، فإن هذا التعاون يحظى بترحيب وتأييد الدول الإفريقية حكومات وشعوبا. وقال نائب الرئيس الكيني مودي أوري الذي حضر مراسم افتتاح المنتدى: "نعرب عن إعجابنا بالنمو الاقتصادي الصيني السريع ونحترم الصين بتشجيع مؤسساتها على بحث فرص الاستثمار في إفريقيا وخاصة في كينيا."