قام وزير المالية البريطاني جوردون براون وهو المرشح لرئاسة الوزراء بزيارة للعراق اعتبارا من أمس الإثنين (11 يونيو) لتقييم الأوضاع في العراق. ويرى المحللون أن هذه الزيارة قد تؤدي إلى تعديل سياسة الحكومة البريطانية تجاه العراق.

وفي يوم وصوله إلى العراق، أجرى براون محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول قضايا إعادة البناء السياسي والاقتصادي العراقي، كما اجتمع مع ضباط وجنود القوات البريطانية في العراق. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها براون العراق منذ نوفمبر الماضي.

وقبل توجهه إلى العراق، قال براون إن تقييم الأوضاع في العراق أمر أهم من الأمور الأخرى. تهدف هذه الزيارة إلى التعرف على الأحوال الواقعية. جدير بالذكر أن براون سيخلف توني بلير في رئاسة الحكومة البريطانية، وبعد إجراءات داخل حزب العمال، سيتسلم زعامة حزب العمال بحلول السابع والعشرين من يونيو الحالي. ومن المعروف أن سياسة بلير تجاه العراق هي السبب الرئيسي لاستقالته، لذا، فتحظى السياسة البريطانية تجاه العراق بعد تولي براون باهتمام الرأي العام.

وفي نهاية الشهر الماضي، قال براون في خطاب خلال حملة التنافس على زعامة حزب العمال إن قرار الحكومة البريطانية بشأن المشاركة في الحرب ضد العراق صحيح، إلا أنه في مجال مساعدة العراق في إعادة البناء بعد الحرب، خيبت الحكومة أمل الشعب وهو خطأ ارتكبته الحكومة في العراق. إن انتقاد براون لسياسة الحكومة غامض ومحدود، ويصب موقف براون هذا في صالح التضامن داخل الحزب وتسلم منصب بلير بسلامة في ظل نقود بلير الكبير. ولكن وسائل الإعلام البريطانية ترى أنه يتوجب على براون التحرك في القضية العراقية لتجنب نفس مصير بلير.

أولا، لا بد لبراون أن يعدل السياسة البريطانية تجاه العراق ليظهر عقلانية عملية تسلمه منصب بلير. وحسب الخطة، ينخفض حاليا حجم القوات البريطانية في العراق حيث سينخفض عددها من 7000 شخص إلى 5500 شخص بحلول صيف هذا العام. ورغم أن براون قد ذكر أنه لم يخطط لسحب جميع القوات البريطانية من العراق، إلا أن وسائل الإعلام البريطانية أشارت إلى احتمال إسراع براون في عملية تقليل الجنود في العراق.

ثانيا، ركز براون في زيارته للعراق في نوفمبر الماضي على إعادة البناء الاقتصادي، كما أكد على أن دعم الحكومة البريطانية لإعادة بناء العراق ليس كافيا عند انتقاده لسياسة بلير تجاه العراق. وبعد تولي براون منصب رئاسة الوزراء، قد يزيد المساعدات الاقتصادية للعراق باعتباره تعويضا عن تقليل حجم القوات في العراق.

ثالثا، يهدف براون إلى الحصول على فترة ولاية رابعة على في رئاسة حزب العمال عام 2009 بعد توليه المنصب. وتعتبر القضية العراقية اختبارا لدرجة تأييد المواطنين البريطانيين له. وإذا أثر عدم رضا المواطنين البريطانيين إزاء السياسة تجاه العراق على استمرار ولاية براون، فعليه أن يغير السياسة تجاه العراق، ولا يستبعد إمكانية قرار سحب جميع القوات البريطانية من العراق.