دعا محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أمس الأربعاء إلى تنظيم انتخابات مبكرة إلا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس رفضت هذه الدعوة بصورة قاطعة. يرى المحللون أن تنظيم انتخابات مبكرة أمامه صعوبات كثيرة وقد يؤدى إلى تفجير أعمال عنف جديدة.
هذا وقد جاءت دعوة عباس هذه في كلمة ألقاها نفس اليوم في افتتاح أعمال المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. حيث دعا المجلس المركزي إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة . وقال عباس إنه سيصدر المراسيم الرئاسية لتنفيذ هذه الدعوة في حالة موافقة المجلس المركزي عليها. وندد عباس مرة أخرى بشدة بما قامت به حركة حماس في الشهر الماضي من السيطرة على غزة واصفا بأن أعمال حماس هذه ما هى إلا انقلاب على الشرعية ويجب التنديد بها ومعاقبتها.
يرى المحللون أن عباس يهدف من الدعوة إلى تنظيم انتخابات مبكرة إلى إثبات وتأكيد شرعية الحكومة الفلسطينية الانتقالية برئاسة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وتهميش حركة حماس وتحقيق الوحدة الفلسطينية. الواضح الآن أن الأوضاع الفلسطينية الداخلية حاليا في حالة انقسام. فحكومة حماس تسيطر على غزة بينما شكل محمود عباس في الضفة الغربية حكومة فلسطينية جديدة برئاسة سلام فياض. واتهمت الحكومتان الأخرى بأنها غير شرعية. ورغم أن المجتمع الدولي يؤيد عباس إلا أن أراء الأوساط التشريعية الفلسطينية والمواطنين تختلف حول شرعية هاتين الحكومتين. لذلك يحاول عباس إحباط حركة حماس من خلال تنظيم انتخابات جديدة. السبب الآخر الذى يدفع عباس إلى إجراء انتخابات جديدة هو أن المجلس التشريعي الفلسطيني الذى تم انتخابه عام 2006 لا يستطيع الآن مواصلة العمل فهو في حالة شلل. أما الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة فياض فتنقصها الشرعية إذا لم يوافق عليها المجلس التشريعي.
وإن تنظيم انتخابات جديدة هو في صالح عباس ذلك لأن الحكومة الفلسطينية الجديدة في الضفة الغربية قد لقيت دعم المجتمع الدولي وبدأت الحكومة الجديدة تسليم الرواتب للمؤظفين في الدوائر الحكومية والأمنية ثم إن إسرائيل قد نقلت مبالغ الضرائب إلى الحكومة الفلسطينية الجديدة وتوقفت عن ملاحقة بعض المطلوبين وبدأت في إطلاق سراح بعض المعتقلين الفلسطينيين. كل هذه الأمور قد وفرت أرضية صلبة لاحتمالات فوز عباس وحركة فتح في انتخابات جديدة بالضفة الغربية. وعلاوة على ذلك فإن قطاع غزة مازال يعيش تحت الحصار الدولي والأزمة الإنسانية الخطيرة تظلل سماء القطاع لذلك فقد لا يصوت بعض المحليين إلى جانب حماس لأنهم يريدون التملص والخروج من هذه الأزمة الإنسانية.
ورغم هذه الظروف التي تلعب لصالح عباس في تنظيم انتخابات جديدة إلا أنه سيواجه صعوبات كثيرة. منها أنه من المستحيل إجراء التصويت في قطاع غزة في ظل حالة الانقسام الحالية. حيث قال المتحدث باسم حماس فوزى برهوم إن منظمة التحرير الفلسطينية ليس لها الحق في الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة. وإذا رفضت حماس ذلك فإن المحليين الفلسطينيين في غزة البالغ عددهم مليونا وخمسمائة ألف نسمة لن يشاركوا في التصويت، الواضح هكذا و في ظل هذه الظروف أن الشكوك ستحيط بشرعية نتيجة الانتخابات الجديدة. ثم إن تنظيم انتخابات جديدة قد يؤدى إلى مواجهة هجمات عسكرية جديدة بين مؤيدي الحركتين. وبشأن ذلك قال أحد أعضاء المجلس التشريعي من حماس إن الانتخابات الجديدة سوف تجري في ظل مواجهة عسكرية بين الطرفين.