يعقد حاليا ببكين المؤتمر الوطني ال17 للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وهو مؤتمر هام جدا يعقد في الوقت الذي تمر فيه عملية الإصلاح والتنمية في البلاد بمرحلة حاسمة، وأثار انعقاده اهتماما واسعا من قبل مختلف الاوساط الاجتماعية. اذن، كيف ينظر المواطن العادي لهذا المؤتمر؟ وبعد افتتاح المؤتمر، أجرى مراسل اذاعتنا لقاءات مع بعض المواطنين، ليتحدثوا عن آرائهم حول هذا المؤتمر.

أفتتح المؤتمر أمس الاثنين (15 أكتوبر)، وجلست السيدة المسنة دو ون فانغ التي تسكن في مجمع سكني بجنوبي بكين صباح أمس أمام التلفزيون لمتابعة البث المباشر لمراسم افتتاح المؤتمر.

قدم أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني هو جين تاو تقريرا للمؤتمر نيابة عن الدورة السابقة من اللجنة المركزية للحزب، حيث لخص بصورة شاملة خبرات الحزب في قيادة التنمية والتقدم في البلاد، وطرح أهداف التنمية لبضع عشرة سنة مقبلة. استغرق خطابه أكثر من ساعتين، وظلت السيدة دو ون فانغ هادئة أمام التلفزيون لمتابعته والإصغاء إليه باهتمام، وحينما سمعت الجزء المتعلق بالمنجزات التي حققتها الصين بعد تنفيذ عملية الإصلاح والانفتاح، قالت السيدة دو التي يناهز عمرها ثمانين عاما، قالت بتأثر عميق:

في عام 1974، كانت أجرتى الشهرية أربعين يوانا، ومنذ تنفيذ الصين عملية الإصلاح والانفتاح عام 1978، ارتفعت أجرتي باستمرار، والآن يبلغ معاش التقاعد الشهري لي أكثر من ألف يوان، ما أسرع ارتفاع مستوى معيشة الشعب!

كانت المسنة دو عاملة قبل تقاعدها، ودخلها غير عال في العاصمة بكين، التي تشهد ازديادا مستمرا للنفقات المعيشية، لكنها لا تشعر بأى قلق حول حياتها، حيث قالت:

جسمى ليس على ما يرام، وأعانى من عدة الأمراض، لكننى لا أشعر بقلق إزاء معيشتي، لاننى اشتركت في تأمينات الضمان الاجتماعي، فإن الدولة تتحمل نفقات العلاج الطبي. أنا راضية بحياتي الحالية.

إن السيدة دو أصبحت عضوة بالحزب الشيوعي الصيني قبل أكثر من 40 عاما، ورغم أنها لم تتول منصب مسؤولة كبيرة، لكنها ظلت تهتم بتنمية الدولة، وقالت إنها فخورة بكونها احد أعضاء الحزب، مشيرة إلى أن هو جين تاو أكد في تقريره ضرورة تسريع خطوات التنمية الاجتماعية، لتحسين معيشة الشعب بصورة شاملة، فان أبناء الشعب سيعيشون حياة أسعد وأسعد.

لم ترافق ني جوان حفيدة السيدة المسنة وهى طالبة جامعية، جدتها لمتابعة البث التلفزيوني المباشر لافتتاح المؤتمر، لكنها لاحظت المضامين الرئيسية لتقرير هو جين تاو على شبكة الانترنت، وانتبهت إلى قضية التشغيل التى تهم الجامعيين أكثر من غيرهم. وحول هذا الموضوع، قالت ني جيوان:

من الصعب أن يجد خريجو الجامعات أعمالا بعد تخرجهم، يبدو من تقرير هو جين تاو أن الدولة تهتم بهذه القضية أيضا، وأكد التقرير ضرورة اتقان أعمال تشغيل خريجى الجامعات والمعاهد العليا. سأواصل متابعة سلسلة الاجراءات التفصيلية التي ستتخذها وزارة التربية والتعليم ووزارة شؤون العاملين في المستقبل.

تعهد هو جين تاو في التقرير بتكثيف الجهود لضمان وتحسين معيشة الشعب انطلاقا من حل القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية لدى المواطنين، مثل التربية والتعليم والتشغيل والعلاج الطبي والضمان الاجتماعي. وهذا هو الموضوع الذي تهتم به ني جيوان أكثر، لانه يرتبط ارتباطا وثيقا بحياتها.

وفي الواقع، ليس نى جيوان هى وحدها من بين أفراد أسرتها تهتم بقضية التشغيل، بل يهتم أبوها أيضا بهذه القضية، كان أبوها عاملا في مؤسسة مملوكة للدولة، وبعد تسريحه من عمله قبل عشر سنوات، مارس التجارة، لكن مع كبر سنه، يقلق من احتمال تسريحه من العمل مرة أخرى. وبهذا الصدد، قال أبوها:

أن الشخص الذي يتجاوز الخمسين عاما من عمره قد يواجه مشكلة التسريح من العمل أيضا، ومن الصعب إيجاد فرصة عمل جديدة بعد ذلك، أرى أنه ينبغى على الدولة أن تهتم بهذه القضية وتكثف جهودها لضمان المعيشة الاساسية لهذه الفئة من العاملين.

ويثق هذا الرجل بأن هذه القضية ستحل في المستقبل القريب، لان هو جين تاو أكد في تقريره بوضوح أن الصين ستسرع خطوات البناء الاجتماعي الذي يتركز على تحسين معيشة الشعب، كما أكد بشكل خاص على أن قضية التشغيل هى قضية أساسية في حياة الشعب.

وعلى غرار أفراد الاجيال الثلاثة من هذه الأسرة، يكاد جميع المواطنين الصينيين يولون نفس الاهتمام لهذا المؤتمر ، لانهم يودون معرفة مفاهيم الحكم للحزب الحاكم، والتطلع إلى ما اذا كانت هناك قرارات قد تؤثر على حياتهم. ويشعر الناس بالرضا ازاء مضامين التقرير الذي قدمه هو جين تاو، لانه ذكر قضية تحسين معيشة الشعب عدة مرات.

ولاحظ المندوبون المشاركون في هذا المؤتمر هذه النقطة أيضا، ومن بينهم السيد سونغ شيوان تاو الذي قدم من مدينة تشو ما ديان بمقاطعة خه نان وسط الصين، حيث قال:

يضع حزبنا وحكومتنا تحسين معيشة الشعب فى المقام الاول من أعمالهما، لانهما يريدان تكثيف جهودهما الفعلية في هذا الصدد، ويجسد ذلك مفهوم الحزب الشيوعي الصين المتمثل في حكم الدولة من أجل الشعب والأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب ووضع الانسان في المقام الأول.

ويرى السيد تان لي المندوب من مدينة ميان يانغ بمقاطعة سيتشوان غربي الصين أن تقرير هو جين تاو رسم صورة مشرقة للتنمية الصينية المستقبلية، وتحدوه الثقة بأن ابناء الشعب سيحصلون على المزيد من الفوائد الفعلية خلال السنوات الخمس المقبلة. وأضاف قائلا:

أن أهم نقطة ذكرها تقرير هو جين تاو هى ضرورة استفادة جماهير الشعب من نتائج الإصلاح، لقد كانت السنوات الخمس بعد انعقاد المؤتمر الوطني ال16 للحزب الشيوعي الصيني أكثر السنوات فوائد لأبناء الشعب. وأثق في أن السنوات الخمس المقبلة ستجلب المزيد من الخير لأبناء الشعب، لان التقرير طرح حل التناقضات التي ترافق التنمية بمختلف مستوياتها انتطاقا من حل المشاكل الواقعية التي تهم معيشة الشعب.

طرح هو جين تاو في تقريره بوضوح الأهداف الجديدة لتنمية الصين بحلول عام 2020، بما فيها ازدياد نصيب الفرد من اجمالي الناتج المحلي أربعة أضعاف، وانشاء منظومة الضمان الاجتماعي التي تغطى المواطنين في المدن والقرى، والقضاء على الفقر المدقع من حيث الاساس وتمتع كل الاشخاص بخدمات العلاج الطبي الاساسية وتشكيل هيكل صناعى ونمط نام واستهلاكى موفر للطاقة وصديق للبيئة الايكولوجية. وكل هذه يجعل أبناء الشعب الصيني يشعرون بأن حياتهم ستصبح أجمل تماشيا مع نمو البلاد.