صادف يوم أمس أى الحادى عشر من نوفمبر الذكرى الثالثة لوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. واحتشد عشرات الألاف من الفلسطينيين في ساحة أمام مقر بلدية رام الله بالضفة الغربية لإحياء ذكرى عرفات الذى قدم مساهمات كبيرة من أجل إقامة دولة فلسطينية وتحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تعبيرا عن تطلعهم إلى السلام. وفيما يلى نقدم لكم تقريرا صوتيا عن ذلك وافانا به مراسلنا من رام الله:
في ساحة بجنوبي مقر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية برام الله كان المتجمعون الفلسطينيون والقادمون من رام الله أو نابلس أو أريحا أو مدن أخرى بالضفة الغربية وهم يلبسون الشال الذي كان عرفات يلبسه على الدوام قبل رحيله كانوا يرقصون على أنغام شعبية مثيرة أو يلوحون بأعلام فلسطينية وأعلام حركة فتح إحياء لذكرى الزعيم الفلسطيني الراحل عرفات. وفى لقائه مع مرسلنا قال المواطن منصور الذى شارك فى الحشد مع ابنته:
إن عرفات زعيم عظيم لا مثيل له بالنسبة للشعب الفلسطيني وقد كرس كل حياته من الفلسطينية. وإن جميع الفلسطينيين يشعرون بالشوق إليه.
إن اسم عرفات كما قال منصور مرتبط بصورة وثيقة بقضية الاستقلال الوطني الفلسطيني وإقامة دولة فلسطين. وكان عرفات قد كرس حياته لقضية التحرير الفلسطيني وهو في ال 19 من عمره فقط. وأسس حركة فتح وقاد الشعب الفلسطيني فيي الأراضى المحتلة وخارجها لخوض نضالات مختلفة ضد الاحتلال الاسرائيلي. وفي تسعينات القرن العشرين انتهز فرصة تحسن الوضع ووقع مع أسحق رابين رئيس الوزراء الراحل ووزير الخارجية آنذاك شمعون بيريز على اتفاقية أوسلو التى تتحلى بأهمية إيجابية لتحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي. إلا أنه بسبب اغتيال رابين وموقف كتلة الليكود المتشدد تدهورت العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مما جعل حلم عرفات في تحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية لم يتحقق حتى الآن. وبهذا الخصوص قال يوسف الذى شارك في الحشد والذى كان يبدو عليه الأسف والحزن:
إن مطالبنا تتمثل فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة لها حدود ثابتة وعاصمتها القدس. إلا أن تاريخ الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عشرات السنين يخبرنا أن تحقيق ذلك أمامه طريق طويل وشائك.
وبشأن ذلك قال المؤظف على راشد البالغ من العمر 45 سنة:
إن الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية يضر بقضية إقامة دولة فلسطينية. ويجب على مختلف الفصائل أن تتحد لتحقيق حلمنا المشترك وهو حلم إقامة دولة فلسطينية.
لأننا من نفس البلد ولنا حلم مشترك.
سيعقد عما قريب المؤتمر الدولي لقضية الشرق الأوسط في أواخر الشهر الحالى في الولايات المتحدة. ويعلق الشعب الفلسطيني آمالا كبيرة على هذا المؤتمر حيث قال أبو الأسد المشارك في الحشد:
آمل وأثق بأن تواصل القيادة الفلسطينية قضية عرفات وأن يتحقق السلام بين الشعب الفلسطينى والإسرائيلي في هذه الأراضى المقدسة. وأعتقد أن مكان المؤتمر غير مهم أما الأهم فهو ضمان حقنا في إقامة دولة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
وفي الحشد ألقى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس كلمة قال فيها إن تحقيق السلامم الشامل والعادل هو خيار استراتيجي للشعب الفلسطينى وإن الجانب الفلسطيني لن يتخلى عن حقه الشرعي إذ قال:
أقسم باسم جميع الشعب الفلسطيني لعرفات أننا سنناضل على طريقه ولن نترك القدس ولن نترك المسجد الأقصى وسنبذل كل الجهود لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. اننا نختار السلام إلا أننا لن نتخلى عن حقوقنا ومصالحنا المشروعة. سنعمل سوية مع العالم العربى والمجتمع الدولي سعيا وراء الحل العادل للقضية الفلسطنية.