ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الذى يقوم حاليا بزيارة لسنغافورة ألقى بعد ظهر أمس الإثنين ( 19 نوفمبر ) في جامعة سنغافورة الوطنية خطابا يحمل عنوان " إن الدولة المنفتحة والشاملة وحدها هى القوية ". أكد فيه أن الصين ستستمر في إتباع سياسة الانفتاح وتعمل بكل جهدها على حل المشاكل التى تواجهها في طريق الإصلاح والانفتاح. وقد أثار خطابه ردود أفعال قوية لدى الحضور من الأوساط السياسية والتجارية والثقافية والتعليمية السينغافورية. وفيما يلى نقدم لكم تقريرا صوتيا وافانا به مراسلنا من سنغافورة":
قاعة المركز الثقافي بالجامعة والتى تتسع لأكثر من ألف وستمائة شخص مليئة بالحضور من طلاب وأساتذة الجامعة إلى جانب رجال الأوساط السياسية والتجارية ومن بينهم لى كوان يو الوزير السينغافورى المعلم ونائب رئيس الوزراء وانغ كان سينغ. وشرح ون جيا باو في خطابه سياسة الانفتاح الصينية قائلا بأنها طويلة الأجل وشاملة بطبيعتها وتقوم على المنفعة المتبادلة حيث قال:
إن سياسة الانفتاح هى سياستنا الأساسية والثابتة. وإننا لا ننفتح على الدول المتطورة فقط بل على الدول النامية أيضا. ونطبق سياسة الانفتاح في المجالات الاقتصادية وفي مجالات التكنولوجيا والتربية والتعليم والثقافة أيضا. إن سياسة الانفتاح الصينية لا تخدم التنمية الصينية فحسب بل تخدم التنمية العالمية أيضا.
وعند حديثه عن بعض القضايا ذات الاهتمام الدولي مثل معدل صرف العملة الصينية وسلامة الغذاء وحقوق الملكية الفكرية قال ون جيا باو:
ندعو إلى حرية التجارة ونعارض نزعة الحماية التجارية. سنكمل آلية صرف العملة الصينية ونهتم جدا بجودة المنتجات وسلامة المواد الغذائية وإن الصين مسؤولة أمام المستهلكين المحليين والأجانب وترغب في تعزيز التعاون مع مختلف الدول في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية. وقد وضعنا ونحسن بعض القوانين واللوائح لحماية حقوق ومصالح المستثمرين في الصين.
أما المشاركون من شخصيات الأوساط السنغافورية المختلفة فقد عبروا عن ردود أفعال حارة على خطاب ون جيا باو. حيث طرحوا بعض الأسئلة المتعلقة بحماية البيئة ونظام الإسكان وأسهم البورصة. فسأل السيد تساى قائلا " يقول بعض الناس إن الصين مصنع لإنتاج البضائع في العالم. إذن كيف تعمل الصين على تحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة؟" فأجاب ون جيا باو قائلا:
إن صناعة المنتجات في الصين تتطور بالفعل تطورا سريعا إلا أنها لن تكون مصنعا للمنتجات في العالم لأن منتجاتنا الراقية لا تشكل نسبة كبيرة وأن المنتجات الصينية لا تخدم الشعب الصيني فحسب بل وفرت أيضا كميات كبيرة من المنتجات لشعوب العالم. أما مشكلة التلوث فقد أولت الصين اهتماما كبيرا لها. وتعمل على تقليل كميات الانبعاثات الملوثة للبيئة وقد أحرزت فعلا نتائج في هذا الصدد ونثق بأن سماء الصين ستصبح أكثر زرقة وفوقها سحب بيضاء.
وأعرب الوزير المعلم السينغافوري لى كوانغ ييى عن ثقته التامة في التنمية الصينية مؤكدا أن التنمية الصينية تفيد مصالح الدول المجاورة. حيث قال:
نحن على ثقة تامة بأن الصين ستصبح دولة اقتصادية قوية في العالم رغم أن طريقها للتنمية الاقتصادية شائك. وستكون للتنمية الاقتصادية السريعة في الصين تأثيرات إيجابية بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي هذا إلى جانب الفوائد لآسيا وخاصة دول جنوب شرقي آسيا.