كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو بمناسبة عيد رأس السنة الجديدة 2008
عشية رأس السنة الجديدة 2008، ألقى رئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو كلمة تهنئة بعنوان "دفع قضية السلام والتنمية السامية للبشرية إلى الأمام معا" عبر إذاعة الصين الدولية وإذاعة الشعب المركزية الصينية ومحطة التلفزيون المركزية الصينية تعبيرا عن تحياته وتمنياته للشعب الصيني من مختلف القوميات ومواطني هونغ كونغ وماكاو وتايوان والجاليات الصينية في الخارج والأصدقاء من مختلف دول العالم. وفيما يلي نص هذه الكلمة:
سيداتي وسادتي والرفاق والأصدقاء،
سيدق جرس رأس السنة الجديدة، وسندخل عام 2008. وبهذه المناسبة الجميلة والمحملة بالآمال والتمنيات، يسعدني أن أقدم عبر إذاعة الصين الدولية وإذاعة الشعب المركزية الصينية ومحطة التلفزيون المركزية الصينية أجمل تحياتي للشعب الصيني من مختلف القوميات والمواطنين في منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين ومواطني تايوان والجاليات الصينية فيما وراء البحار ولشعوب مختلف دول العالم.
في عام 2007، شهد العالم تغيرات جديدة، وحققت الصين المزيد من التقدم، حيث تضامن مواطنو الصين من مختلف القوميات بقلب واحد لمواصلة تطوير عملية بناء مجتمع الرفاهية الشاملة، وتعززت القوة الصينية الشاملة، وشهدت معيشة الشعب المزيد من التحسن، كما عزز الشعب الصيني تبادلاته وتعاونه مع شعوب مختلف دول العالم، وعمل بحماسة على حل المشاكل الدولية الساخنة بشكل مناسب، ساعيا لبناء عالم متناغم يتسم بالسلام الدائم والازدهار المشترك. وقبل أكثر من شهرين، عقد المؤتمر الوطني ال17 للحزب الشيوعي الصيني، وحدد المؤتمر خطة عظيمة متمثلة في مواصلة بناء مجتمع الرفاهية الشاملة وتسريع عملية التحديثات الاشتراكية في ظل ظروف العصر الجديد. والآن يخوض أبناء الشعب الصيني من مختلف القوميات نضالا جديدا من أجل تسجيل صفحة أجمل للحياة بالاعتماد على اجتهادهم وذكائهم.
إن عام 2008 عام هام جدا بالنسبة للشعب الصيني، حيث سنحتفل بالذكرى السنوية ال30 لتنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، إذ إن بدء تنفيذ الإصلاح والانفتاح على الخارج عام 1978 كان اختيارا حاسما يقرر مصير الصين المعاصر، وأدى إلى حدوث تغيرات تاريخية في ملامح الصين الاشتراكية. وسنرفع عاليا وبثبات الراية العظيمة لبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ونعمل على تطبيق مفهوم التنمية العلمي بعمق ومواصلة تحرير الأفكار والالتزام بالإصلاح والانفتاح على الخارج وتنمية اقتصاد السوق الاشتراكي وتطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية والثقافة الاشتراكية المتقدمة ومواصلة تعزيز البناء الاشتراكي الذي يتركز على تحسين معيشة الشعب سعيا لتمتع جميع أبناء الشعب بحق تلقي التعليم وأن يحصل من يعمل على مستحقاته ويتلقى كل من يصاب بالمرض علاجا مناسبا ويتم رعاية كل المسنين، ولكل مواطن مكان يصلح للسكن، الأمر الذي يعزز تناغم المجتمع. وسنثابر على الالتزام بمبادئ "دولة واحدة ذات نظامين" و"حكم هونغ كونغ من قبل أهاليها" و"حكم ماكاو من قبل أهاليها" و"الحكم الذاتي العالي المستوى"، وسنبذل جهودا مشتركة مع مواطني هونغ كونغ وماكاو للحفاظ معا على الازدهار والاستقرار الدائمين في هونغ كونغ وماكاو. وبالنسبة لقضية تايوان، سنلتزم بالمبدأ الأساسي المتمثل في "التوحيد سلميا ودولة واحدة ذات نظامين". وسنولي اهتماما بالغا للموضوع الرئيسي للعلاقات بين ضفتي مضيق تايوان والمتمثل في السلام والتنمية، ونعمل دوما وبكل إخلاص على إسعاد المواطنين على الضفتين ونسعى للسلام في منطقة مضيق تايوان وندافع بكل عزم عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
إن الأوضاع الدولية في الوقت الحالي تحافظ على الاستقرار بشكل عام، إلا أن عدم التوازن الاقتصادي في العالم شهد تفاقما، وأصبحت الأوضاع الأمنية الدولية أكثر تعقيدا، وتواجه البشرية المزيد من الصعوبات والتحديات. وإن التمتع بفرص التنمية معا ومواجهة مختلف التحديات سويا ودفع قضية السلام والتنمية السامية للبشرية إلى الأمام هي أمنية مشتركة لشعوب مختلف الدول. وبهذه المناسبة، أرغب في أن أؤكد مجددا أن الصين سترفع عاليا راية السلام والتنمية والتعاون، وتسير دوما وبثبات على طريق التنمية السلمية، وتطبق دوما وبثبات إستراتيجية الانفتاح على الخارج الرامية إلى تحقيق المصالح المشتركة، وستواصل السعي لتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية، ودفع العولمة الاقتصادية باتجاه متوازن ويصب في صالح الجميع وتحقيق المنفعة المشتركة، وستعمل أيضا على تعزيز التبادلات والاستفادة المتبادلة من الحضارة البشرية، وحماية ديارنا على الكرة الأرضية والحفاظ على السلام والاستقرار في العالم.
وفي هذه اللحظة، يختلج في قلوبنا تعاطف شديد مع الذين يتعرضون للحروب والفقر والأمراض والكوارث، ويتعاطف الشعب الصيني معهم بكل صدق، ويرغب في مساعدتهم بكل ما في وسعه ليتخلصوا من هذه الأوضاع الحرجة بأسرع وقت ممكن. ونأمل من صميم قلوبنا في أن تنعم شعوب مختلف الدول بالحرية والمساواة والتناغم والسعادة تحت سماء واحدة، وتتمتع معا بثمار السلام والتنمية للبشرية.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولمبية الصيفية ال29 والدورة الأولمبية للمعوقين ستقامان في بكين عام 2008. وسنبذل أقصى جهودنا ونظهر أكبر ما نملك من حماسة لجعل هذه الدورة الأولمبية والدورة الأولمبية للمعوقين مهرجانا يعزز التعارف والصداقة والتعاون بين الشعب الصيني وشعوب مختلف دول العالم. ونرحب ترحيبا حارا بالرياضيين من مختلف الدول للمجيئ إلى الصين والمشاركة في الدورة الأولمبية الصيفية والدورة الأولمبية للمعوقين، ونرحب ترحيبا حارا أيضا بالأصدقاء من مختلف الدول لزيارة الصين ومشاهدة فعاليات الدورة الأولمبية والدورة الأولمبية للمعوقين.
ختاما، أوجه من بكين أجمل التحيات للجميع متمنيا لكم السعادة والصحة.