سيقوم الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش فى الفترة ما بين الثامن والسادس عشر الحالى بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط تشمل إسرائيل والضفة الغربية والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر. وستكون هذه المرة الأولى التى يزور فيها الرئيس الأمريكي بوش إسرائيل والضفة الغربية بعد تولي منصبه. ويرى المحللون أن الهدف الرئيسي من جولة بوش هذه هو دفع مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ومواصلة فرض الضغوط على طهران بشأن الملف النووي الإيراني.
هذا وفي نوفبمر من العام الماضي عقد بمدينة أنابوليس الأمريكية المؤتمر الدولي الخاص بقضية السلام في منطقة الشرق الأوسط بحضور ممثلى أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية وتحت رعاية الولايات المتحدة في محاولة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مما حرك مرة أخرى مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التى كانت قد توقفت منذ سنوات. إلا أن إسرائيل فرضت بعد مؤتمر أنابوليس شروطا جديدة على إعادة المفاوضات بالإضافة إلى مواصلتها بناء مستوطنات يهودية جديدة. الأمر الذى زاد من الصعوبات الجديدة التي تواجه المفاوضات. وعلى الجانب الفلسطيني جعلت حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة المفاوضات تواجه تحديات صارمة.
وأمام هذا الوضع ومن أجل توطيد وتطوير نتائج مؤتمر أنابوليس انتقد الرئيس بوش إسرائيل لأول مرة وقبل جولته إزاء مسألة بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قائلا إن هذا التصرف الإسرائيلي يمثل عقبة أمام نجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ويجب على إسرائيل الالتزام بوعودها بإزالة المستوطنات اليهودية غير الشرعية. وأضاف بوش أنه سيحث خلال هذه الجولة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الوفاء بوعودهما.
وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إن هدف بوش من القيام بهذه الجولة هو محاولة دفع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في السنة الأخيرة من فترة ولايته لتحسين سجله في السياسات الخارجية وإبقاء تراث سياسي إيجابي لنفسه. بينما يرى بعض المختصين بالشؤون السياسية الدولية في واشنطن أنه من المستحيل حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي خلال سنة واحدة بسبب تعقد مشكلة الشرق الأوسط وشدة النزاعات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وعلاوة على دفع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يحاول بوش خلال هذه الجولة كسب الفهم والدعم العربي بشأن الملف النووي الإيراني. إذ ترى الولايات المتحدة أن إيران تمثل الخطر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. لذلك تتمسك بفرض الضغوط على إيران وحتى استخدام القوة ضدها. إلا أن فرض الضغوط لا يمكن تنفيذه بدون دعم دول منطقة الشرق الأوسط. لذلك سيعبر الرئيس بوش خلال هذه الجولة لهذه الدول عن قلقه إزاء الملف النووي الإيراني في محاولة لكسب تأييدها وعزل إيران.
ويرى المحللون أنه من الصعب على بوش أن ينجز هذه المهمة لأن الدول العربية لا توافق على استخدام القوة ضد إيران رغم أنها تعارض إيران في تطوير البرنامج النووي، لأن هذه الدول قلقة من أن استخدام القوة ضد إيران سيزيد من شدة الاضطراب في هذه المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس التى تسيطر على قطاع غزة ومنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين قد أعلنتا قبل جولة بوش هذه بأن جولة الرئيس الأمريكي في المنطقة غير مرحب بها. وانتقدت إيران بوش قائلة إن هدفه من هذه الجولة هو التدخل في العلاقات بين دول المنطقة ولن يحقق هدفه في عزل إيران.
