قام الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش يومى الأربعاء والخميس بزيارة لكل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية في محاولة لدفع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التى كانت قد توقفت منذ أكثر من شهر. وخلال فترة الزيارة أجرى الرئيس بوش مباحثات مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس حول المشاكل الجوهرية في المفاوضات. على هامش الزيارة ألقى بوش أمس الخميس كلمة تحدث فيها لأول مرة عن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي حول الأراضي مؤكدا أن حل هذا الصراع في حاجة إلى التشاور بين الجانبين وأن التوصل إلى اتفاقية سلام يحتاج إلى أن يقدم الجانبان تنازلات سياسية مؤلمة. ودعا بوش إسرائيل إلى إنهاء احتلالها العسكري للأراضي العربية منذ عام 1967 ورأى بوش أن اتفاقية السلام الفلسطينية الإسرائيلية يجب أن تضمن إقامة دولة فلسطينية للفلسطينيين ودولة إسرائيلية لليهود. ويعنى هذا أن المفاوضات تضمن الحدود الإسرائيلية وسيادة دولة فلسطين واستقلالها وسلامة أراضيها. وعلاوة على ذلك اقترح بوش حل مشكلة اللاجئين من خلال إقامة دولة فلسطينية وإنشاء آليات دولية جديدة منها آلية تعويض. كما حث بوش الجانبين على إيجاد مشروع لحل مشكلة وضع القدس.

يرى المحللون أن كل هذا قد عكس محاولات بوش دفع عجلة المفاوضات ووضع نقاط بيضاء على سجله قبل انتهاء فترة ولايته في يناير العام المقبل. إلا أن المحللين يرون أنه من الصعب أن تتحقق محاولات بوش هذه للأسباب التالية.

السبب الأول أن بوش لم يتعرض للسبب المباشر الذى أدى إلى توقف المفاوضات ألا وهو استمرار إسرائيل في بناء مستوطنات يهودية في القدس الشرقية والضفة الغربية. وقد ذكر محمود عباس بصورة واضحة خلال مباحثاته مع بوش أن الرغبة الفلسطينية في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس حسب قرارات الأمم المتحدة لم تحصل على رد واضح. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت رفض الطلب الأمريكي بشأن وقف بناء المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية وكان رأيه أن حل مشكلة وضع القدس يختلف عن بناء المستوطنات في مناطق أخرى وفي رأيه إرجاء حل جميع المشاكل ليكون ذلك في المفاوضات المقبلة. وهذا يعنى أن الأزمات ستظهر بين حين وآخر في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المقبلة.

السبب الثاني أن بوش أبدى مواقف تبدو عادلة ظاهريا بخصوص بعض المشاكل مراعيا مشاعر الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. إلا أن هذه المواقف لا تساعد على حل المشاكل بصورة جوهرية.

السبب الثالث أنه رغم أن بوش طالب بأن تضمن اتفاقية السلام لإقامة دولة فلسطينية للفلسطينيين ودولة إسرائيلية لليهود إلا أن بعض الرؤي العامة قد استشفت انحيازه لإسرائيل من خلال كلامه حول " إجراء التعديلات للخط الفاصل الذى وضع بعد حرب عام 1949 حسب الأحوال الملموسة الحالية" وتجديداته على عدم ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي استولت عليها بعد حرب عام 1967.

يرى المحللون أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المقبلة ما زالت تواجه تحديات كبيرة بسبب كثرة المشاكل الفلسطنية الإسرائيلية المعقدة.