أنهى الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش الأربعاء ( 16 يناير ) جولته الشرق أوسطية والتى دامت 8 أيام عائدا إلى بلاده من مصر. وخلال هذه الجولة ركز الرئيس بوش اهتمامه على الدول الخليجية الأربع وهى الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية. والموضوع الرئيسي خلال جولته هو اتهام إيران بأنها تشكل خطرا رئيسياعلى أمن المنطقة.

والهدف الأول وراء تركيز بوش اهتمامه على منطقة الخليج هو أن نفوذ إيران في هذه المنطقة يقوى باستمرار. ففى الخامس من مارس ومايو العام الماضي زار الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد على التوالي العربية السعودية والإمارات. وفي ديسمبر الماضي شارك نجاد تلبية لدعوة أمير قطر في قمة مجلس التعاون الخليجي بالدوحة. وبعد ذلك توجه إلى المكة لأداء مناسك الحج تلبية لدعوة ملك العربية السعودية. إن كل هذه الأمور جعلت بوش يشعر بأنه إذا حدثت نزاعات بين الولايات المتحدة وإيران فإن هذه الدول الخليجية لن تقف إلى الجانب الأمريكي إذا لم تبد الولايات المتحدة الوداد لها. وخلال جولته لم يزر الرئيس بوش قطر الدولة المهمة في منطقة الخليج. يرى المحللون أن سبب ذلك هو أن قطر دعت إيران لحضور قمة مجلس التعاون الخليجى. أما السبب وراء زيارته للإمارات العربية المتحدة هو أن النزاعات حول الجزر الثلاث ظلت تبقى بينها وبين إيران ما زالت مستمرة. والسبب لزيارة البحرين هو أنها تتنازع مع إيران حول مشكلة السيادة. إذ إن بعض وسائل الإعلام الإيرانية قد زعمت أن البحرين كانت جزءا من الأراضي الإيرانية الأمر الذى أثار الاحتجاج الشديد من البحرين. ومن ذلك إتضح أن الهدف من جولة بوش هو إضعاف نفوذ إيران المتزايد في هذه المنطقة.

والهدف الثاني هو تقليل نفوذ إيران الاقتصادي في المنطقة. إن دول الخليج وإيران لها موارد نفطية الوافر. لذلك فقد حصلت على فوائد كبيرة من خلال ارتفاع أسعار النفط في العالم. لذلك اتفقت إيران والدول الخليجية في الأراء حول الحفاظ على السعر المرتفع للنفط. الأمر الذى لا تقبله الولايات المتحدة لأنها أكبر الدول المستهلكة للبترول.

الهدف الثالث هو التنازع مع إيران حول مشكلة أمن المنطقة. وتعانى الولايات المتحدة حاليا من التخبط في مستنقع العراق الذى يعانى من مشاكل أمنية حادة. وبسبب القلق من التعرض لمشكلة أمنية ظلت الدول الخليجية تدعو الولايات المتحدة إلى مساعدة العراق لإقرار الأوضاع وحماية أمن المنطقة. وبسبب ضعف إمكانيات الولايات المتحدة في حل المشكلة الأمنية في العراق أجرت بعض الدول الخليجية اتصالات مع إيران لطلب مساعدتها على استقرار الوضع في المنطقة. وهذا هو سبب دعوة إيران لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي. وإلى جانب ذلك فقد ظل احتمال أن تشن الولايات المتحدة حربا ضد إيران إذا اشتدت حدة مشكلة الملف النووي الإيراني أمرا غامضا بالنسبة للدول الخليجية. لذلك أكد بوش خلال جولته عدة مرات أن إيران هى خطر على المنطقة وأن الولايات المتحدة هى القوة الرئيسية لحماية أمن المنطقة.

ويرى المحللون أن جولة بوش هذه قد أظهرت النزاعات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران حول النفوذ على هذه المنطقة.