أعلنت أمانة مجلس النواب اللبناني أمس الأحد (20 يناير ) تأجيل جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للبنان والتى كان من المقرر إجراؤها اليوم الإثنين ( 21 ناير ) إلى ال11 من الشهر المقبل. هذه هى المرة الثالثة عشرة لتأجيل انتخاب رئيس لبنان. يرى المحللون أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية تتقدم في طريق حلها رغم وجود الصعوبات فيها.
جدير بالذكر هنا أن الأزمة السياسية اللبنانية قد استمرت حوالى 4 أشهر ابتداءا من ال25 من سبتمبر العام الماضي اليوم الذى تقرر فيه تأجيل عقد جلسة المجلس لانتخاب رئيس جديد حتى المرة الثالثة عشرة إلى الآن. خلال هذه الفترة يبدو أن الجهود الرامية إلى حل الأزمة السياسية اللبنانية لم تحرز أى تقدم إلا أن الوقائع التى حدثت خلال هذه الشهور تقول إن الجهود قد حققت بعض النتائج التالية:.
الأولى أن مشكلة المرشح للرئاسة قد حلت. إذ إن الأغلبية والمعارضة في مجلس النواب اللبناني قد اتفقوا على هذه المسألة ووافقوا على ترشيح القائد العام للقوات المسلحة اللبنانية ميشال سليمان كرئيس جديد. وكانت القوات اللبنانية بزعامة سليمان قد قدمت مساهمات بارزة في الحرب اللبنانية الإسرائيلية الأخيرة في عام 2006 ومقاتلة رجال فتح الإسلام في العام الماضي.
النتيجة الثانية أن الذين يقومون بالوساطة في الأزمة اللبنانية السياسية قد تغيروا. إذ كانت الولايات المتحدة وفرنسا اللتان تدعمان الحكومة اللبنانية والأغلبة اللبنانية تقومان بالوساطة قبل نهاية العام الماضي. لكن وساطتهم لم تحقق نتائج جوهرية وفقدت الولايات المتحدة وفرنسا صبرهما. وفي ذلك الحين تولت جامعة الدول العربية مسؤولية الوساطة وعقدت في الخامس من الشهر الحالى اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة حيث تم إجازة قرار حول حل الأزمة السياسية اللبنانية يطالب مختلف الأطراف اللبنانية المعنية بانتخاب ميشيل سليمان كرئيس جديد للبنان وفق الدستور اللبناني وتشكيل حكومة ائتلافية وطنية على الفور ووضع مشروع قانون جديد للانتخابات. وقوبل القرار بالترحيب من الأطراف المعنية بمن فيها سوريا والولايات المتحدة وفرنسا. ويعترف مختلف الأطراف المعنية بأن الجامعة العربية قامت بدور حاسم في الوساطة للأزمة السياسية اللبنانية.
النتيجة الثالثة أن أمين عام الجامعة عمرو موسى قد توجه إلى بيروت مرتين خلال أسبوع واحد للقيام بالوساطة مما أدى إلى إجراء مباحثات بين زعيم الأغلبية سعد الحريرى وزعيم المعارضة المسيحية ميشيل عون. وقال موسى بعد ذلك إن الجانبين قد توصلا خلال المباحثات إلى اتفاق حول بعض النقاط المتعلقة بالانتخابات الرئاسية كما وافقا على مواصلة المباحثات حول المشاكل العالقة الأخرى.
كما توجه موسى يوم السبت إلى دمشق لبحث الأزمة اللبنانية مع الرئيس السوري بشار الأسد.
يبدو من التطورات الأخيرة أنه قد ظهرت اتجاهات إيجابية نحو حل الأزمة السياسية اللبنانية. ويعتقد الرأى العام أن الحل النهائي للأزمة اللبنانية يتوقف على مواقف الأطراف اللبنانية المعنية. لذلك يجب عليها أن تعمل على حل الأزمة في أسرع وقت ممكن ونبذ الخلافات جانبا ووضع مصالح لبنان العليا في الاعتبار حتى يتم تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية في لبنان.