رغم الأمطار الغزيرة تجمع عشرات الألاف من أنصار الحكومة اللبنانية أمس الخميس ( 14 فبراير ) في مهرجان حاشد في ساحة الشهداء بقلب بيروت لإحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى. أما الأوضاع الحالية فتشير إلى أنه ما زال من الصعب أن يخرج لبنان من الوضع السياسي الصعب الذى يشهده حاليا.

وحضر المهرجان الذى أقيم برعاية فريق 14 آذار الحاكم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وبعض الوزراء والنواب الموالين للحكومة. و ألقى سعد الحريرى إبن رفيق الحريرى وزعيم الأكثرية في مجلس النواب وزعيم تيارالمستقبل كلمة أكد فيها على التمسك بحزم بإنشاء محكمة دولية خاصة بقضية اغتيال رفيق الحريرى بصرف النظر عن التضحيات الكبيرة وذلك لعقاب المجرمين. وعبر عن تأييده لانتخاب قائد الجيش اللبناني ميشيل سليمان كرئيس جديد للبنان لفتح صفحة جديدة للمصالحة والحوار والتعاون مشيرا بصورة خاصة إلى أن قمة دول الجامعة العربية التى ستعقد في نهاية الشهر القادم بدمشق سوف تكون بلا أية قيمة إذا لم يحضرها رئيس لبنان.

هذا وأقام حزب الله اللبناني في نفس اليوم بالضاحية الجنوبية ببيروت جنازة تشييع عماد مقنيى أحد كبار قادة حزب الله الذى أغتيل يوم الثلاثاء في دمشق. حيث اتهم أمين عام حزب الله حسن نصر الله إسرائيل باغتيال مقنية وانتقد الأكثرية اللبنانية بأنها حولت الذكرى الثالثة لاغتيال رفيق الحريرى إلى حشد معارض لحزب الله.

ومن ذلك يرى المحللون أن لبنان تواجه صعوبات كثيرة تالية للخروج من وضعه السياسي الحالي.

أولا أن الخلافات بين الأكثرية والمعارضة في البرلمان حول انتخاب رئيس جديد كبيرة جدا لذلك فقد تأجلت 14 مرة الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجرى في ال25 من سبتمبر العام الماضي. مما جعل منصب الرئاسة فارغا بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس السابق إميل لحود في ال24 من يناير العام الماضي. وبعد الوساطة المتكررة من الأطراف المختلفة وافقت الأكثرية في النهاية على انتخاب قائد الجيش اللبناني سليمان الذى رشحته المعارضة كرئيس جديد للبنان. ورغم ذلك اختلف الطرفان حول أعضاء الحكومة الجديدة وتوزيع المقاعد البرلمانية وإصلاح الدستور. فعقدت الجامعة العربية في ال5 من يناير هذا العام اجتماع وزراء الخارجية وأجازت قرارا يدعو لبنان إلى إجراء انتخابات رئاسية على الفور حسب الدستور. إلا أن المعارضة اللبنانية ظلت تتمسك بحل مشاكل الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة وإصلاح الدستور في آن واحد.

ثانيا أن الاغتيالات والصدامات الدموية المستمرة جعلت الأوضاع السياسية اللبنانية أكثر تعقيدا. وبعد اغتيال رفيق الحريرى ظلت الأكثرية المعارضة لسوريا تتعرض للهجوم بين حين وآخر ويضعف نفوذها في البرلمان بصورة ملحوظة. كما انخفضت قدرة الحكومة الحالية بسبب انسحاب جميع أعضاء حزب الله منها.

ثالثا أن أعمال المحكمة الدولية للتحقيق في قضية اغتيال رفيق الحريري لم تحقق تقدما كبيرا بسبب تدهور الأوضاع السياسية في لبنان.

ونشرت سكرتارية الجامعة العربية أمس الخميس بيانا يدعو جميع اللبنانيين إلى الوحدة لتمكين لبنان من الخروج من حالته الصعبة.