أنهى الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش أمس الخميس (21 فبراير) جولته الأفريقية القصيرة في خمس دول افريقية بعد اختتام زيارته لليبريا ليكون أول رئيس أمريكي يزور هذا البلد منذ 30 عاما.

وقد وعد الرئيس بوش في كلمة ألقاها أمس في العاصمة الليبرية مونروفيا بأن الولايات المتحدة ستؤيد ليبريا في إعادة الإعمار بعد الحرب. وكان بوش قد بدأ جولته الافريقية في الخامس عشر من الشهر الحالي. وزار خلالها بينين وتانزانيا ورواندا وغانا وليبريا وهذه الدول الافريقية الخمس لم يزرها من قبل خلال فترة ولايته. من الأرجح أن تكون جولته الأفريقية هذه الأخيرة خلال فترة ولاياته وهي تهدف إلى تجميل صورته السياسية بعد انتهاء فترة ولايته. فالمعروف أنه بعد شن الحرب على العراق كانت نسبة التأييد لبوش قد سجلت أدنى مستوى في بلاده، وكانت سمعته سيئة على الصعيدين الداخلي والخارجي على حد سواء. لذلك فإن القيام بجولة افريقية كان لها حسابات خاصة تهدف إلى تحسين صورته ليبدو كأنه يهتم بالفقراء وبقضية التنمية. بعض وسائل الإعلام ترى أن الولايات المتحدة ما زالت منحازة إلى تلك الدول أو الجماعات الصديقة لها رغم أن أموال الدعم الأمريكي التى خصصتها حكومة بوش للدول الافريقية قد زادت عن الحكومات السابقة. أما الهدف الحقيقي وراء جولة بوش هذه فهو الحصول على الموارد الطبيعية الوافرة في افريقيا والتى تسيل لعاب الولايات المتحدة.

وكانت وسائل الإعلام الفرنسية قد ذكرت قبل جولة بوش أن قارة افريقيا تتيح للولايات المتحدة تنويع مصادر البترول. فإن 10% من الواردات النفطية الأمريكية تأتى من افريقيا. ويقدر بعض الاختصاصيين الأمريكيين أن 25% من الواردات النفطية الأمريكية سيأتى من افريقيا قبل عام 2015. خليج غينيا مستودع وافر بالنفط. أما بينين وغانا وليبريا والتى تطل على خليج غينيا فتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة.

وذكرت بعض وسائل الإعلام أن الرئيس الأمريكي بوش كان يحمل خلال جولته هذه مهمة اختيار قاعدة لقيادة الجيش الأمريكي المرابط في افريقيا. فبعد أن صادق بوش على تشكيل قيادة الجيش الأمريكي المرابط في افريقيا في فبراير العام الماضي ظلت أمامه مشكلة كبيرة وهى اختيار قاعدة لها لأن معظم الدول الافريقية ترفض إقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها. فالقلق ينتاب هذه الدول أن الولايات المتحدة قد تسيطر على مواردها النفطية وغيرها من الموارد الاستراتجية مستخدمة القوة العسكرية ومتذرعة بمكافحة الإرهاب.

وكانت كل من نيجريا وليبيا والجزائر والمغرب وأوغندا و14دولة عضو في مجموعة التنمية بالجنوب الأفريقي قد عبرت بوضوح عن رفضها إقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها. أما ليبيريا فهى الدولة الوحيدة التى وافقت على إقامة قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها. وكان بوش قد ذكر بوضوح قبل جولته أن الولايات المتحدة ستفكر بجدية في نقل مقر قيادة الجيش الأمريكي المرابط في افريقيا إلى ليبريا إذا لزم الأمر.