اختتمت الدورة السنوية الأولى للمجلس الوطني ال11 لنواب الشعب الصيني اليوم الثلاثاء (18 مارس) في بكين. والتقى رئيس مجلس الدولة ون جيا باو بعد اختتام الدورة بالصحفيين الصينيين والأجانب، حيث أكد أنه سيواصل بذل جهوده خلال السنوات الخمس المقبلة لمواصلة دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية وتسريع خطوات الإصلاح والانفتاح والعمل على الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين الصينيين.
وأشار ون جيا باو إلى أن الصين تعتزم خلال السنوات الخمس القادمة الحفاظ على زخم التنمية الاقتصادية المستقرة والسريعة نسبيا ودفع نمو قطاع الزراعة ومواصلة تنفيذ سياسة التشغيل الإيجابية وتحسين البيئة الإحيائية بشكل ملموس وإنشاء أنظمة الضمان الاجتماعي التي تتمثل في التأمين ضد البطالة وضمان الحد الأدنى لمستوى المعيشة والخدمات الطبية للمواطنين الصينيين وغيرها من المجالات.
كما قال ون جيا باو في حديثه المتعلق بالتنمية الاقتصادية إن كلا من كبح الارتفاع المتسارع لأسعار البضائع وكبح التضخم المالي سيكون على رأس أولويات مهام الحكومة لهذا العام. وفي هذا الصدد، ذكر ون جيا باو في آخر تقرير قدمه حول أعمال الحكومة أن الصين تعتزم في العام الجاري السيطرة على معدل ارتفاع أسعار الاستهلاك للمواطنين الصينيين داخل إطار 4.8% تقريبا.
وإزاء أحداث الشغب التي وقعت مؤخرا في لاسا حاضرة منطقة التبت الذاتية الحكم غربي الصين، قال ون جيا باو إن هناك أدلة كافية تشير إلى أن هذه الأحداث وقعت تحت التخطيط والتنظيم والتدبير والتحريض من قبل عصبة الدالاي لاما، مشيرا إلى أنها أخلت بالنظام الاجتماعي الطبيعي في لاسا وألحقت خسائر هائلة بأرواح وممتلكات مواطني المدينة، وقامت الحكومة المحلية والدائر المعنية بمعالجة هذه الأحداث فور اندلاعها استنادا إلى الدستور والقانون ومبدأ ضبط النفس، الأمر الذي يحمى مصالح لاسا وكافة أبناء القوميات المحلية، مؤكدا أن لاسا ستكون مفتوحا للجميع، وتعتزم الصين تنظيم جولة لوسائل الإعلام الخارجية للقيام بتفقد الأحوال هناك، قائلا:
" إن التبت شهدت تطورات منذ تحريرها السلمي والإصلاحات الديمقراطية فيها، وإن المزاعم التي تدعي أن" الحكومة الصينية تحاول طمى الثقافة التبتية " ما هي إلا كذبة. وإن الصين ليست قادرة على الحفاظ على استقرار التبت والنظام الاجتماعي الطبيعي فيها فحسب، بل هي عازمة على مواصلة دفع التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي وتحسين معيشة كافة أبناء القوميات المحلية هناك وحماية الثقافة والبيئة الإحيائية في المنطقة. ولن تغير الصين هذا الموقف أبدا."
وأضاف ون جيا بان أنه إذا تخلت عصبة الدالاي لاما عن محاولتها الهادفة لاستقلال التبت واعترفت بأن كلا من التبت وتايوان جزء لا يتجزأ من الصين، فسيظل باب الحوار مفتوحا أمامها، ولم تغير الصين هذا الموقف حتى الآن. إلا أن الأحداث الأخيرة قد أسقطت القناع عن وجه الدالاي لاما في هذا الشأن.
وبشأن قضية تايوان، أوضح ون جيا باو أن سبب معارضة الصين لإجراء ما يسمى ب"الاستفتاء العام لانضمام تايوان إلى الأمم المتحدة" يرجع إلى أنه سيغير وضع " صين واحدة " وتضر بعلاقات ضفتي مضيق تايوان والمصالح المحورية لمواطني الضفتين وسيؤدي إلى تفاقم الأوضاع بالضفتين ويهدد السلام في المنطقة وحتى منطقة آسيا والباسيفيك، حيث قال:
" أريد التأكيد على أننا نأمل في استئناف مفاوضات السلام بين الضفتين في أقرب وقت ممكن في ظل اعتراف سلطات تايوان بمبدأ " لا يوجد في العالم إلا صين واحدة"، يمكننا أن نناقش أي موضوع مثل إنهاء حالة العداء مع سلطات تايوان."
كما أكد ون جيا بان أن بر الصين الرئيسي سيواصل العمل على دفع التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الضفتين.
وردا على محاولة بعض الجهات الغربية القليلة تسييس الألعاب الأولمبية ومقاطعة أولمبياد بكين، أشار ون جيا باو إلى أن إقامة الألعاب الأولمبية في الصين هي أمر عظيم ورائع بالنسبة إلى جميع شعوب العالم، إذ قال:
" إننا نأمل في تعزيز الصداقة والتعاون بين الصين وكافة شعوب العالم عن طريق استضافة الألعاب الأولمبية، ونأمل أيضا في استضافة الأولمبياد بشكل أفضل لإرضاء الرياضيين وشعوب العالم، إلا أن الصين ما زالت دولة نامية، ولا شك أن المشاكل موجودة في الأعمال التحضيرية للأولمبياد. ولكن نية الشعب الصيني في استضافة الأولمبياد مخلصة.
وبالإضافة إلى ذلك، أجاب رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو على الأسئلة المتعلقة بإصلاح الدوائر الحكومية الصينية وسعر الصرف للرنمينبي والعلاقات الصينية الهندية وغيرها.