وقعت أحداث شغب في الرابع عشر من مارس الجاري في مدينة لاسا حاضرة منطقة التبت الذاتية الحكم، وعبرت شخصيات مختلف الأوساط بالتبت مؤخرا عن استنكارها الشديد لهذا الحادث، مؤكدة أن أعمال العنف التي قام بها الخارجون عن القانون خالفت الروح الإنسانية وخربت الإنجازات التي حققتها التبت في البناء والتي لم تأت بسهولة، ودعت هذه الشخصيات إلى تجنب حدوث أعمال مماثلة مرة أخرى لتوفير ظروف مشيعية هادئة للمواطنين التبتيين.

قال السيد دروخانغ ثوبتين خيدروب رئيس فرع الجمعية البوذية الصينية في التبت إن عددا قليلا من الرهبان لم يلتزموا بقواعد البوذية خلال حادث ال14 من مارس، وألحقوا أضرارا بالمصالح الأساسية للأوساط الدينية ومعتنقي الأديان. :

"لاحظت أن هناك عددا قليلا من الرهبان شاركوا مع الخارجين عن القانون في أحداث الشغب، الأمر الذي أدهشني وأخجلني كبيرا، إن تصرفاتهم خالفت الروح الإنسانية ولا تتفق مع قواعد البوذية. يجب علينا بصفتنا رهبانا بوذيين تعزيز ضبط النفس والتصرفات. كما نعرف أن الشعب التبتي يتمتع حاليا بحياة سعيدة، وتشهد الثقافة البوذية ازدهارا، ونأمل في أن تفرض الحكومة عقوبات شديدة على أعمال العنف الإجرامية الخطيرة وفقا للقوانين."

وحسب الإحصاءات فإن أعمال العنف الإجرامية الخطيرة في لاسا قد أدت إلى مقتل 18 مدنيا بريئا، ودمرت 120 مبنى مدنيا. وفضلا عن ذلك، تعرضت 908 متاجر للتخريب والسرقة خلال أحداث الشغب، ولحقت أضرار ب 7 مدارس و5 مستشفيات، وبلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة حوالي 250 مليون يوان صيني. وقال السيد لوسانغ من أهل مدينة لاسا :

"أشعر بالغضب الشديد إزاء أحداث الشغب التي قام بها عدد قليل من الخارجين عن القانون مؤخرا في لاسا، إن أوضاع الاستقرار والتضامن في التبت إنجازات حققها أبناء مختلف القوميات في التبت بجهودهم المشتركة، ولا تأتي بسهولة. لكن عددا قليلا من الخارجين عن القانون ألحقوا أضرارا كبيرة بنا في غضون بضعة أيام، ونشعر نحن أبناء مدينة لاسا بالغضب الشديد. قام هؤلاء الخارجون عن القانون بجرائم ضد المواطنين التبتيين بتخطيط وتحريض من قبل عصبة الدالاي لاما، ولن نسمح لهم بتحقيق مؤامرتهم."

يذكر أن في أحدث الشغب التي جرت في ال14 من مارس، كان هناك رجل قد تعرض لهجوم من قبل الخارجين عن القانون عندما كان يقود دراجته النارية في شارع لاسا. وضربه عشرات الخارجين عن القانون مستخدمين الحجارة، وفقأوا عينه اليمنى، وقطعوا أذنه اليسرى. الشيخ تشودريك أحد الشهود العيان لهذا الحادث، وقال لمراسل الإذاعة:

"شاهدت هذا المشهد الوحشي في طريق عودتي إلى البيت مساء ال14 من الشهر الحالي. يتمتع شعب التبت حاليا بحياة آمنة ومستقرة وسعيدة، لكن عددا قليلا من الخارجين عن القانون قاموا بأعمال العنف الإجرامية الخطيرة، وألحقوا أضرارا لا يمكن تقييمها بأرواح وممتلكات المواطنين التبتيين، وخربوا النظام والاستقرار الاجتماعيين. ندعو الحكومة إلى فرض عقوبات شديدة وسريعة عليهم لإعادة الأمن والاستقرار إلى التبت من جديد."

وعلم أن الحكومة المحلية قد اتخذت إجراءات فورية لوضع حد لأعمال العنف الإجرامية بعد وقوع حادث ال14 من مارس. والآن تستأنف المتاجر الصغيرة والكبيرة والمدارس في التبت أعمالها. وعادت الحياة في مدينة لاسا القديمة إلى طبيعتها.