منذ ال29 من مارس الماضي، تنقلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بين القدس والعاصمة الأردنية عمان حيث أجرت محادثات مكثفة مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل تحريك مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية المتوقفة.

وتناولت رايس، بعد وصولها إلى إسرائيل في مساء ال29 من مارس الماضي، تناولت عشاء عمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وخلال ال30 وال31 من مارس الماضي، أجرت رايس محادثات لمرتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في عمان كل على حدة، كما أجرت محادثات ثلاثية أمريكية إسرائيلية فلسطينية لمرتين، حيث دعت رايس الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى إتخاذ إجراءات " ذات مغزى" لخلق الجو والظروف المناسبة للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي جوج ووكر بوش لإسرائيل وفلسطين في مايو المقبل.

هذا وحققت وساطة رايس المستمرة في الأيام الماضية الإنجازات الإيجابية التالية:

الإنجاز الأول هو تعزيز ثقة الأطراف المعنية بتوصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق سلام قبل نهاية هذا العام. وفي هذا الصدد قالت رايس:" أنا واثقة بأنه هدف نستطيع تحقيقه ". ومن جهته قال عباس :" أنا واثق بأننا سنتوصل إلى اتفاق سلام شامل في عام 2008، نحن وإسرائيل والولايات المتحدة والأطراف المعنية الأخرى ستبذل جهودا مشتركة لتحقيق السلام في المنطقة". وفي الوقت نفسه، قال أولمرت إنه ما زال يعمل على التوصل إلى اتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني قبل نهاية هذا العام.

الإنجاز الثاني هو توصل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس الحكومة الفلسطينية الانتقالية سلام فياض في ال30 من مارس الماضي إلى اتفاق حول تخفيف القيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية. ويعتبر هذا الاتفاق أكثر الاتفاقات تفصيلا وعملية منذ استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية.

الإنجاز الثالث هو إعلان عباس في ال31 من مارس الماضي عن إجراء محادثات مع أولمرت في ال7 من إبريل الجاري، وتعتبر هذه المحادثات الاتصال الأعلى مستوى بين الجانبين منذ توقف مفاوضات السلام في ال2 من مارس الماضي، الأمر الذي يرمز إلى احتمال عودة مفاوضات السلام التي توقفت بسبب الصراعات بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة إلى طريقها الصحيح.

ولاحظت وسائل الإعلام أن الولايات المتحدة تركت القضايا الجوهرية إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمناقشة وإيجاد الحل لها، رغم أنها عقدت مؤتمر أنابوليس لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية وحددت فيه للجانبين الأهداف المفترض تحققها قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش فى يناير عام 2009. أما في هذه المرة فقد عملت رايس بنشاط على دفع توصل الجانبين إلى اتفاق حول تخفيف القيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية كما أكدت أنها ستقوم بالمراقبة والتفتيش لتنفيذ إسرائيل تعهداتها المعنية.

ولكن بعد لقائه مع رايس في ال31 من مارس الماضي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن بلاده ستواصل بناء الوحدات السكنية في المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية والضفة الغربية، مما أثار استنكار الفلسطينيين وانتقادات رايس، الأمر الذي يدل على أن مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية ستواجه العديد من الصعوبات في المستقبل.