بعد وقوع أحداث الشغب في ال14 من مارس الماضي بمدينة لاسا حاضرة منطقة التبت الذاتية الحكم نشرت بعض وسائل الإعلام الغربية تقارير مشوهة وأخبارا مزيفة. الأمر الذى أثار السخط البالغ والاستنكار الشديد من الأجانب الكثيرين. والخبير البرازيلي في الشؤون الصينية كارلوس تاواريس يرى أن قضية التبت هي من شأن داخلي للصين وأن تقارير بعض وسائل ااإعلام الغربية كاذبة. وبشأن قيام بعض الداعين إلى استقلال التبت بالتشويش والتخريب على تتابع انتقال شعلة أولمبياد بكين قال الخبير تاواريس:
أثناء تتابع الشعلة في باريس قام عدد منهم يقل عن عشرين بالتخريب والتشويش. وهذا يدل على أنهم ليسوا إلا زمرة صغيرة من المتطرفين الدينيين الذين لا يريدون إقامة دورة أولمبية ناجحة ببكين ولا يريدون أن تصبح الصين دولة قوية تنتهض سياسيا واقتصاديا. وهم يريدون إضعاف التأثيرات الصينية الهامة في العالم.
ويعتقد الخبير تاواريس أن بعض وسائل الإعلام الغربية قد بالغت في الأمر من خلال نشر تقاريرها عن المضايقات التى قام بها الدعاة إلى استقلال التبت:
في الحقيقة أنه خلال تتابع الشعلة لم يحاول إلا واحد أو اثنان منهم اختطاف الشعلة. ولكن وسائل الإعلام المذكورة بالغت في عددهم. ويعرف معظم الناس سواء البرازيليون أو الفرنسيون أن أفراد زمرة الدالاى لاما ومؤيديهم هم الذين يقومون بتخريب عملية تتابع الشعلة. وعن مزاعم الدالاى لاما بعدم موافقته على القيام بأعمال العنف قال الخبير تاواريس:
إن كلامه يتناقض تماما مع ما فعله. فإذا كان الدالاى لاما زعيما دينيا يؤيد الحركة السلمية ويعارض أعمال العنف يجب عليه ألا يحث قلة قليلة من الرهبان على إثارة الشغب في لاسا.
وأكد تاواريس أن التبت هى جزء من أراضي الصين وأن القضية التبتية يجب أن يحلها الصينيون دون تدخل أجنبي معتقدا أن القضية الثقافية في التبت تتطور حاليا باطراد. حيث قال:
منذ التحرير السلمي للتبت عام 1950 بدأ جميع التبتيين يتلقون التعليم لذلك فإن القضية الثقافية في التبت شهدت تقدما مستمرا. وشهدت السياحة في التبت تطورا كبيرا ايضا. إذ يشكل الدخل السياحي في التبت 15% من مجمل قيمة ناتجها المحلي وفي عام2007 توجه إليها أربعة ملايين سائح صيني للزيارة وبلغ الدخل السياحي 668 مليون دولار أمريكي.
يرى الخبير تاواريس أن المواطنين الغربيين لا يعرفون الكثير عن التبت. لذلك قام تاواريس بأعمال كثيرة للتوعية حول الصين وحول التبت ولتقليل سوء فهم الغربيين عن الصين. ويشعر الخبير أن هذه الأعمال مهمة وشاقة فقال:
أرغب في التوعية حول الصين رغم كونها عملا شاقا. ولأسباب سياسية أو دينية هناك عدد كبيرمن الناس لا يعرفون الصين جيدا. وقد ألفت خمسة كتب حول الصين. وبلغ عدد السياح البرازيليين إلى الصين في العام الماضي 61 الفا بزيادة 40% عن العام الذى قبله. فيمكن القول إن الناس بدأوا يعرفون الصين وإني على ثقة بأن المزيد والمزيد من الأجانب سيتوجهون إلى الصين لمعرفتها.
