أعلن خوسيه مانوييل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء ( 16 إبريل ) في العاصمة البلجيكية بروكسيل أن الاتحاد الأوروبي سيوقع خلال الأسابيع المقبلة اتفاقيات مع العراق حول استيراد الغاز الطبيعي وإنشاء علاقات الشراكة الشاملة معه في مجال الطاقة. يرى المحللون أن الاتحاد الأوروبي هكذا قد خطى خطوة أخرى في طريق تنويع الإمدادات بالطاقة.

وأعلن باروزو ذلك بعد محادثاته مع رئيس الوزراء العراقي نورى المالكي الذى يقوم بزيارة بروكسيل. إن زيارة المالكي قد زادت من ثقة لقيادات الاتحاد الأوروبي فى مستقبل أسواق الطاقة الأوروبية. قال المالكي لأوساط إعلامية إن هدف زيارته هذه هو إقامة علاقات جديدة بين العراق والاتحاد الأوروبي على أساس التعاون والصداقة، وإن العراق سيقوم بدوره في مجال النفط والغاز الطبيعي. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي هو ثاني أكبر المستهلكين للطاقة في العالم وتحتل طاقته المستوردة المركز الأول في العالم إذ نصف احتياجاته من الطاقة مستوردة وربع احتياجاته من النفط والغاز الطبيعي مستوردة من روسيا. ومن أجل الخروج من دائرة الاعتماد على روسيا في الطاقة يسعى الاتحاد الأوروبي بكل الوسائل لتأمين وتنويع الإمدادات بالطاقة. أما العراق فهو دولة نفطية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وبه مناطق بكر تنتظر استكشاف مواردها النفطية. الأمر الذى جذب اهتمام الاتحاد الأوروبي. وجاء في إحصاء أن كمية الاحتياطيات النفطية في العراق تبلغ الآن 115 مليار برميل محتلة المركز الثالث في العالم بعد العربية السعودية وإيران. أما احتياطي الغاز الطبيعي هناك فيبلغ أكثر من ثلاثة تريليونات متر مكعب ممثلا هكذا المركز العاشر على مستوى العالم. ولأسباب تعود إلى الحروب الطويلة الأمد والحصار الدولي الذى فرض على العراق لم يجر التنقيب إلا في 30% من أراضيه. لذلك يرى بعض الخبراء أن احتياطي النفط والغاز الطبيعي بالعراق سيكون أكبر من هذه الأرقام بكثير إذا تم التنقيب في جميع الأراضي العراقية.

أمام هذا الواقع الجذاب بادر الاتحاد الأوروبي في يناير هذا العام بإجراء محادثات مع العراق حيث وافق الجانبان على تعزيز التعاون بينهما في مجال الطاقة. وسيصبح العراق بذلك إحدى الدول الممونة للاتحاد الأوروبي بالغاز الطبيعي. قالت السيدة نيتا فريرو والدينا مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن العراق هو الممر لنقل طاقة الشرق الأوسط والخليج إلى الاتحاد الأوروبي إلى جانب كونه دولة منتجة للنفط والغاز الطبيعي. لذلك فإن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق سيتيح بلا شك فرصة كبيرة للعراق لإعادة أعماره بعد الحرب وتنمية اقتصاده.

فبعد الحروب والحصار الاقتصادي الذى كان قد فرض عليه يحتاج العراق إلى استثمارات مالية كبيرة لإعادة الإعمار. وأصبح التعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق في مجال الطاقة جسرا يربط بينهما لتوسيع مجالات التعاون التجاري. ويخطط الاتحاد الأوروبي هذا العام لتخصيص أكثر من مائة مليون دولار أمريكي للعراق لمساعدته في إعادة الإعمار. وذكر وزير النفط العراقي حسين الشهرستان الذى يرافق المالكي في الزيارة أن العراق سيزيد من إمدادات الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي خلال السنوات الثلاث المقبلة لتصل إلى خمسة مليارات متر مكعب على الأقل. كل هذه الوقائع أظهرت أن تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق في مجال الطاقة سيكون أمرا أهم في العلاقات بينهما.