أنهى محمود أحمدى نجاد مساء أمس الثلاثاء ( 29 إبريل ) زيارته لباكستان وسريلانكا والهند والتى دامت يومين. وكان الهدف وراء هذه الزيارة هو تعزيز التعاون مع هذه الدول الثلاث الواقعة في جنوب آسيا في مجال مد خط أنابيب الغاز الطبيعي. وقد تكللت الزيارة بالنجاح.
هذا وظهرت الفكرة حول مد خط أنابيب الغاز الطبيعي بين إيران وباكستان والهند في أوائل تسعينات القرن الماضي. ويبلغ مجمل الاستثمارات لهذا المشروع حوالي سبعة مليارات وخمسمائة مليون دولار أمريكي. وإن هذا المشروع بعد إنجازه ستنتج عنه تاثيرات ايجابية بعيدة المدى للهند وباكستان في ضمان امداد الطاقة. وبشأن ذلك قد جرت عدة جولات من المفاوضات بين إيران وباكستان والهند. إلا أن المفاوضات كانت تجرى ببطء ولم تحقق نتائج. وظهرت الخلافات بين الهند وباكستان حول توزيع تكلفة مد خط أنابيب بين البلدين حتى أدت إلى توقف المفاوضات. وفي ال25 من الشهر الحالي تم التوصل إلى اتفاقية بهذا الشأن بين الهند وباكستان حول إعادة تحريك المشروع المذكور في العام المقبل. إلا أن الهند رفضت مرة أخرى اقتراح إيران حول إجراء مفاوضات أخيرة بين إيران وباكستان والهند حول مد خط الأنابيب كما رفضت حضور اجتماع تمهيدي ثلاثي سيعقد في طهران عما قريب.
بالنسبة لإيران فإن مشروع مد خط أنابيب الغاز الطبيعي إذا تم إنجازه فسيمكنها من الحصول على الإيرادات الكثيرة من خلال تصدير الطاقة كما يمكنها من تقليل الحصار والضغط الاقتصادي الخارجي هذا إلى جانب توثيق علاقاتها مع الدول المجاروة في جنوب آسيا. لذلك فإن تمرير دبلوماسية الطاقة وتقليل الخلافات بين الهند وباكستان هما الهدفات الرئيسيان وراء زيارة نجاد هذه.
وخلال زيارته لباكستان أجرى نجاد مساء يوم الاثنين مباحثات مع كل من الرئيس الباكستاني مشرف ورئيس الوزراء الباكستاني جيلاني لبحث مشروع مد خطوط أنابيب الغاز الطبيعي والعلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين وقضية أفغانستان. وتم خلال المباحثات حل جميع المشاكل المتعلقة بمشروع خط الأنابيب كما وافق الجانبان على توقيع اتفاقية التعاون في مد خط انابيب الغاز الطبيعي بين إيران وباكستان والهند.
من جانب إيران فإن الهند هى سوق كبير لتصدير مصادر الطاقة لديها لذلك فإن التعاون مع الهند هو جزء من استراتيجيتها لتحقيق التعاون في مجال الطاقة. أما من جانب الهند فإن التنمية الاقتصادية السريعة تجبرها على البحث عن امدادات مستقرة من النفط والغاز الطبيعي. لذلك فإن التعاون في مجال الطاقة يصبح دافعا لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين.
يرى المحللون أن زيارة نجاد هذه للدول الثلاث الواقعة في جنوب آسيا قد أتاحت فرصة جديدة لتعزيز العلاقات بين إيران وهذه الدول الثلاث. أما تطور العلاقات في مختلف المجالات فيتوقف على الجهود التي تبذلها الدول الثلاث فى المستقبل.
