صادف أمس الخميس (1 مايو) يوم المحرقة، حيث أجرت إسرائيل أنشطة مختلفة في أنحائها لإحياء ذكرى 6 ملايين يهودي أحرقوا خلال الحرب العالمية الثانية.

ففي الساعة العاشرة صباح أمس، دوت صفارات الإنذار في إسرائيل، وتوقف الإسرائيليون، سواء الذين في أعمالهم أو في منازلهم، عن أعمالهم. كما توقفت السيارات على الطرق، ونزل السواق والركاب لإحياء ضحايا المحرقة.

هذا وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت في نوفمبر عام 2005 تحديد الـ27 من يناير كل سنة كذكرى للمحرقة النازية وإحياء ذكرى تحرير معتقل أوشويتس في الـ27 من يناير عام 1945. وتم تحديد يوم المحرقة حسب التقويم اليهودي الذي يختلف عن التقويم الشمسي. فبدأت أنشطة الإحياء هذا العام مع غروب الشمس في الـ30 من إبريل الماضي، حيث أجرت مختلف الأوساط الإسرائيلية في متحف ياد فاشيم بالقدس مراسم احيائية ضخمة مستهلة الأنشطة الإحيائية لهذا العام. وألقى كل من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس ورئيس الوزراء إيهود أولمرت كلمة خلال المراسم، ثم أشعل 6 ناجين من المحرقة 6 شموع احياءا لذكرى 6 ملايين يهودي لقوا حتفهم في المحرقة.

وبعد صفارات الإنذار ومراسم الإحياء، وضع بيريس وأولمرت أكاليل زهور على نصب متحف المحرقة، وتوجها بعد ذلك إلى الكنيست للمشاركة مع الوزراء وأعضاء البرلمان والناجين من المحرقة في نشاط احتفالي أطلق عليه "لكل واحد إسم". واستمرت هذه الأنشطة في إسرائيل حتى غروب شمس أمس.

بالإضافة إلى إسرائيل، عقدت أنشطة مماثلة أيضا في معتقل أوشويتس في بولندا بقيادة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي آشكينازي وبمشاركة شباب إسرائيليين.

جدير بالذكر أنه في ظل التغيرات الجديدة للأوضاع الدولية والإقليمية، وبسبب اقتراب الذكرى الـ60 لتأسيس دولة إسرائيل، شهدت الأنشطة الاحتفالية هذا العام مزايا مختلفة عن الماضي، تمثلت في:

أولا، حددت الحكومة الإسرائيلية شعار الأنشطة الاحتفالية لهذا العام ب"الناجون من المحرقة في إسرائيل" بهدف تعميم تجارب هؤلاء الناجين في التخلص من أزمة الإبادة العرقية وكيفية نهضتهم من الأزمة وبذل جهود إيجابية وإبداعية من أجل بناء الدولة ورفع المعنويات القومية. كما أقام متحف المحرقة في الـ28 من إبريل الماضي معرضا خاصا لتوضيح التأثيرات العميقة للناجين من المحرقة على مختلف المجالات الاجتماعية في إسرائيل.

ثانيا، تم استخدام وسائل إعلام حديثة لكشف حقائق المحرقة ولمكافحة القوى التي تحاول نفي أو إخفاء أو تشويه الحقائق. وفتح متحف المحرقة قناتين باللغتين العربية والإنجليزية على موقع الفيديو المشهور على الانترنت يو تيوب نشر فيهما آخر الدلائل وفقرات فيديو تروي سيرة الضحايا وقصص الناجين.

ثالثا، تحاول إسرائيل إثارة الاهتمام الخارجي بالأزمات الحالية عبر الدروس التاريخية. وتطرق شيمون بيريس في كلمته إلى فرضية "لو امتلك هتلر أسلحة الدمار الشامل"، مؤكدا أن إسرائيل نجحت في دحر كافة الهجمات التي تحاول تدميرها، وهي إشارة ومعاني وتحذيرات كامنة يمكن استدراكها من إشارته هذه.