ارتفع عدد ضحايا زلزال سيتشوان جنوب غربي الصين حتى أمس الثلاثاء (13 مايو) إلى أكثر من 12 ألف شخص. وتحشد الصين حاليا كل مواردها وقواها للقيام بعمليات البحث والإنقاذ الواسعة النطاق في المناطق المنكوبة. وفيما يلي تقرير صوتي وافانا به مراسل إذاعتنا حول هذا الموضوع.
يقع مركز الزلزال في محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان. ورغم أن المحافظة لا تبعد عن مدينة تشنغدو حاضرة المقاطعة سوى مائة كيلومتر تقريبا، لكن الانهيارات الجبلية الناتجة عن الزلزال قطعت الطرق المؤدية إليها، لذلك، لم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إلى هناك خلال ساعات عديدة. وأخبرنا مراسلنا ليو تاو الذي يتوجه إلى المناطق المنكوبة أنه ما زال باقيا في مدينة دوجيانغيان التي تقع في الطريق المؤدي إلى ونتشوان، وقال: "للوصول إلى محافظة ونتشوان لا بد من المرور بمدينة دوجيانغيان. وبسبب الانهيارات الجبلية، لا يمكن نقل مواد الإغاثة التي خصصتها البلاد ومقاطعة سيتشوان إلى ونتشوان. وكانت الطائرات العمودية قد استعدت لنقل المواد إلى هناك، إلا أن الأمطار الغزيرة في دوجيانغيان وتشنغدو وونتشوان عرقلت هذه العملية."
يعتبر انقطاع الطرق أكبر صعوبة تواجه أعمال الإنقاذ. واضطر رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الذي كان في طريقه إلى ونتشوان فور حدوث كارثة الزلزال اضطر إلى البقاء في دوجيانغيان لقيادة أعمال الإنقاذ من هناك، حيث طالب الجهات المعنية بفتح الطريق المؤدي إلى ونتشوان في أسرع وقت ممكن. وقال: "إن هذا الزلزال شديد جدا، ويقع مركزه في ونتشوان. وقد انقطعت الطرق، لكن جيش التحرير الشعبي الصيني يبذل حاليا كل ما في وسعه لفتح الطرق بغية إنقاذ الناس المدفونين تحت الأنقاض. ومهما بلغ عدد الجنود الذي تحتاج إليه المناطق المنكوبة، فسيرسله الجيش بلا ريب."
وفي ظل انقطاع الطرق، توجه الجنود الصينيون إلى ونتشوان مشيا على الأقدام من كل حدب وصوب من المناطق المحيطة بونتشوان. وقد وصل ظهر أمس الثلاثاء فريق طبي ومجموعة من الضباط والجنود بلغ عددهم أكثر من ألف وثلاثمائة شخص إلى بلدة ينغشيو التابعة لمحافظة ونتشوان لإنقاذ المدفونين تحت الأنقاض.
وذكر مكتب مواجهة الطوارئ التابع للجيش الصيني أن عددا كبيرا من الجنود الصينيين قد وصلوا أو يتوجهون إلى المناطق المنكوبة.
وبالإضافة إلى الجيش، جمعت الصين عددا كبيرا من رجال الإنقاذ من مختلف مناطق الصين، وقد توجهوا إلى المناطق المنكوبة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الصينية ماو تشيون آن أن الوزارة قد نظمت فريق طوارئ يبلغ عدد أفراده أكثر من ألف شخص، مستعدين للتوجه إلى المناطق المنكوبة: "وصل حاليا حوالي خمسمائة عامل طبي إلى المناطق المنكوبة. وأمرنا مركز القيادة بإعداد أكثر من ألف عامل طبي في المرحلة الأولى للتوجه إلى المناطق المنكوبة في أية لحظة. ونتعهد بإرسال العدد الكافي من العاملين الطبيين إلى المناطق المنكوبة في الوقت المناسب حسب متطلبات الجبهة الأمامية."
وقال نائب وزير الشؤون المدنية الصيني لو بينغ في إن مواد الإغاثة تنقل حاليا بصورة متواصلة إلى المناطق المنكوبة. وخصصت وزارة المالية الصينية 860 مليون يوان صيني كأموال طوارئ لاستخدامها في الإنقاذ ونقل المواطنين المنكوبين وإيوائهم.
وحتى الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء (13 مايو)، تسلمت جمعية الصليب الأحمر الصينية تبرعات مالية وعينية بلغت قيمتها 120 مليون يوان صيني من مختلف الأوساط الاجتماعية. وفي الوقت نفسه، عبرت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن رغبتها في تقديم مساعدات لحكومة الصين وشعبها لمواجهة كارثة الزلزال. وأكد مسئول بوزارة الشؤون المدنية الصينية أن الصين ترحب بمساعدات المجتمع الدولي للمناطق المنكوبة بسيتشوان، وسترسل التبرعات المذكورة إلى المناطق المنكوبة في الوقت المناسب.