إذاعة الصين الدولية القسم العربي  
الصفحة الرئيسية   |   أخبار   |   إقتصاد وتجارة   |   منوعات   |   سياحة وثقافة   |   عالم المسلمين   |   تعاون معنا   |   أولمبياد بكين  |  Webcast
الأسباب وراء تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين السودان وتشاد
   2008-05-14 19:25:55    cri
 

بعد ساعات من إعلان تشاد إغلاق جميع حدودها مع السودان يوم الإثنين الماضي ( 12 مايو ) أعلنت الحكومة السودانية أمس الثلاثاء ( 13 مايو ) طرد جميع الدبلوماسيين التشاديين لدى السودان مطالبة إياهم بالمغادرة خلال أسبوع. وبذلك تفاقمت الأزمة الدبلوماسية التى نشبت خلال الأيام الأخيرة بين هذين البلدين الأفريقيين.

وكان فتيل الأزمة الدبلوماسية بين هذين البلدين قد اشتعل بعد تسلل مجموعة من أعضاء حركة العدل والسلم والمواساة المعارضة للحكومة السودانية إلى أم درمان بشمال غربي العاصمة السودانية الخرطوم وشن هجوم عليها. وبعد سحق هذا الهجوم اتهمت الحكومة السودانية تشاد بدعم المتمردين ضد الحكومة السودانية لشن هذا الهجوم. وألقى الرئيس السوداني عمر البشير يوم الأحد كلمة أعلن فيها قطع العلاقات الدبلوماسية مع تشاد. أما تشاد فأعلنت مساء يوم الإثنين الماضي إغلاق جميع حدودها مع السودان وحظر إقلاع وهبوط الطائرات السودانية في تشاد وإلغاء التعاملات المالية بين البلدين وحظر تصدير منتجات المواشي إلى السودان واستيراد البضائع منه.

والجدير بالذكر أن السودان وتشاد كانتا جارتين صديقتين. إذن فما هى الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين؟

السبب الأول يتمثل في أن النزاع المسلح بين المتمردين والحكومة في كلا البلدين هو السبب الأساسي لتوتر العلاقات بين البلدين. فمنذ تسعينات القرن الماضي يتجمع المتمردون المعارضون للحكومة التشادية في منطقة شرقي تشاد المتاخمة للسودان حيث شكلوا منظمات مسلحة معارضة للحكومة. أما المتمردون المعارضون للحكومة السودانية مثل حركة العدل والسلم والمواساة فتمركزوا في منطقة دارفور المتاخمة لتشاد بعد نشوب النزاع المسلح بإقليم دارفور في فبراير عام 2003. وشنت هذه المنظمات المعارضة هجمات عديدة ضد حكومة كل من البلدين. مما أدى إلى اضطراب الأوضاع في المنطقة الحدودية للبلدين بمرور الأيام. فاتهم كل منهما الآخر بتقديم المساعدة للمتمردين.

السبب الثاني يتمثل في التحريض الغربي الذي يعد أحد الأسباب التى أدت إلى إطالة الأزمة الدبلوماسية وتصعيدها بين البلدين. إذ إن زعماء المتمردين بدارفور أو التنظيمات المعارضة للحكومة التشادية قد مكثوا جميعا لتفرات طويلة في أوروبا ولقوا التأييد من بعض القوى الغربية. وبسبب دعم القوى الغربية رفض هؤلاء الزعماء المشاركة في عملية المصالحة في بلدهم.

السبب الثالث يتمثل في اتفاقيات السلام الموقعة التي لم تنفذ بصورة حقيقية. فمن أجل حل الأزمة الدبلوماسية بين السودان وتشاد تم توقيع ست اتفاقيات سلام بينهما إلا أنها لم تنفذ. ففى فبراير عام 2006 وبفضل وساطة الاتحاد الأفريقي وقع البلدان في العاصمة الليبية طرابلس اتفاقية وتعهدا فيها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض وعدم تقديم المساعدة لمتمردي الجانب الآخر ووقف الهجوم الدعائي ضد الطرف الآخر. وفي مايو عام 2007 وقع رئيسا البلدين في العاصمة السعودية الرياض اتفاقية مصالحة تعلن وقف الأعمال العدائية على الحدود بين البلدين وتطبيع العلاقات بينهما في جميع المجالات. كما وقع رئيسا البلدين في مارس هذا العام اتفاقية مصالحة أخرى تتعهد بحظر جميع أعمال التمرد التى تضر بأمن البلدين. إلا أنه ومع الأسف لم تنفذ هذه الاتفاقيات بصورة حقيقية.

ويرى المحللون أنه من أجل استعادة الثقة المتبادلة بين السودان وتشاد وتطبيع العلاقات بينهما بصورة شاملة يجب عليهما الالتزام بوعودهما وتنفيذ الاتفاقيات الست الموقعة بينهما.

متعلقات
ما رأيك ؟
v قائمة البرامج
v موجات البرامج
 
|  link  | اتصل بنا  |