إثر وقوع الزلزال المدمر البالغة قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر في محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان الصينية، ركزت الحكومة الصينية فورا على أعمال إنقاذ المنكوبين وإغاثتهم، وتعتبر عملية الإنقاذ والإغاثة عملية غير مسبوقة في تاريخ الصين من حيث الحجم والسرعة والتنظيم. ولقيت الإجراءات المناسبة التي تتخذها الحكومة الصينية الدعم والتأييد من قبل المواطنين الصينيين وإشادة واسعة لدى المجتمع الدولي.
جدير بالذكر أن الرئيس الصيني هو جين تاو أصدر توجهات هامة لأعمال الإنقاذ والإغاثة فور وقوع الزلزال في يوم الاثنين الماضي (12 مايو)، وتوجه رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو إلى المناطق المنكوبة في غضون نصف ساعة بعد وقوع الكارثة. وفي هذا الصدد، قال السيد سلفانو برسينو مدير مكتب الاستراتيجية الدولية لتقليل المخاطر
"إن سرعة ردود أفعال الحكومة الصينية لمكافحة الكارثة مدهشة، وشاهدت عبر البرامج التلفزيونية أن رجال الإنقاذ والإغاثة وصلوا إلى موقع الكارثة في غضون أربع ساعات. وأرى أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الصينية لمواجهة الطوارئ جيدة، وتركت انطباعات عميقة في ذهني، وأعجبت بسرعة رد فعل الحكومة الصينية إزاء الزلزال."
وأظهرت عملية الإنقاذ والإغاثة هذه قدرات الصين على التعبئة والتنظيم والتنسيق، حيث أسرعت مصلحة الدولة للزلازل ووزارة الشؤون المدنية وجيش التحرير الشعبي وقوات الشرطة المسلحة وهيئات الصحة والمواصلات والاتصالات أسرعت إلى التعاون في مكافحة الزلزال، الأمر الذي ساعد عددا كبيرا من الأشخاص ومواد الإغاثة على دخول المناطق المنكوبة في وقت قصير. وفي الوقت نفسه، بدأت مختلف الأوساط الصينية نشاطات التبرعات الكبيرة الحجم، وحتى الساعة السادسة من مساء أمس الأربعاء (14 مايو)، تم جمع أموال ومواد تبلغ قيمتها 877 مليون يوان صيني من التبرعات. وأشار السيد ويندهام جيمس الممثل الرئيسي لمنظمة إنقاذ الأطفال بالصين، وهي منظمة عالمية غير ربحية إلى أن هناك عددا قليلا من الحكومات تتمكن من جمع كل الموارد والتركيز على أعمال الإغاثة عند تعرضها للكوارث مثلما فعلت الحكومة الصينية.
يذكر أنه حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم الخميس (15 مايو) أنقذ رجال الشرطة الصينية أكثر من 5500 شخص تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة بمقاطعتي سيتشوان وقانسو، وأتموا إجلاء أكثر من 50 ألف شخص من المناطق المنكوبة، ونقلوا كمية كبيرة من الأغذية وغيرها من المستلزمات اليومية إلى هذه المناطق. وإضافة إلى ذلك، نشرت وسائل الإعلام الصينية بصورة سريعة الأخبار والمعلومات حول الزلزال وعملية الإغاثة لإطلاع عامة الشعب على الحقائق لتجنب حدوث هلع شديد. وفي هذا الصدد، قال السيد بنغ تسونغ تشاو الخبير المتخصص في مواجهة الطوارئ والأستاذ في كلية إدارة الشؤون العامة التابعة لجامعة تشينغهوا
"ترجع ردود الأفعال السريعة التي اتخذتها الحكومة الصينية لمواجهة هذا الزلزال ترجع إلى الجهود التي بذلتها الحكومة لتعزيز بناء آلية مواجهة الطوارئ في السنوات الأخيرة. وتم نشر المعلومات الخاصة لمواجهة الزلزال في الوقت المناسب، الأمر الذي لبى احتياجات المواطنين للمعلومات بعد وقوع الكارثة."
ولقيت الإجراءات التي تتخذها الحكومة الصينية لمكافحة الزلزال إشادة واسعة من المجتمع الدولي، وقالت السيدة فضيلة الشايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية
"تحدونا الثقة بأن الصين قادرة على إتمام أعمال الإغاثة وإعادة إعمار المناطق المنكوبة نظرا لأنها دولة كبرى تمتلك تجارب الإغاثة الكثيرة والخبراء المتخصيين الكثيرين."