بعد وقوع زلزال ونتشوان، وفي ظل استمرار الهزات الارتدادية وانقطاع الطرق، وصل رجال الإنقاذ والقوافل الطبية الذين جاؤوا من مختلف مناطق الصين إلى المناطق المنكوبة بعد عناء كبير عن طريق عمليات الإسقاط الجوي والتنقل بالقوارب عبر الأنهار وحتى السير على الأقدام. وفي الوقت نفسه، جمعت الحكومة الصينية الأدوية والأجهزة الطبية لنقلها بسرعة إلى المناطق المنكوبة. وحتى الساعة العاشر من صباح الخميس، وصل أكثر من عشرة آلاف من الكوادر الطبية إلى المناطق المنكوبة لأداء واجبهم في إنقاذ المنكوبين والوقاية من الأوبئة، حيث قاموا بمعالجة أكثر من 23 ألف مصاب. وبفضل جهودهم، لم يحدث انتشار أمراض معدية أو أشياء تتعلق بالصحة العامة.
هذا وبعد وقوع الزلزال، أعلنت وزارة الصحة الصينية فورا آلية رفع الاستعداد الطبي من الدرجة الأولى. وفي ليلة وقوع الزلزال، جهزت الوزارة سبعمائة من الكوادر الطبية للتوجه إلى المناطق المنكوبة، حيث وصلوا إليها في اليوم التالي حاملين الأدوية والأجهزة الطبية. وعلى مدى يومين متتاليين، توجه آلاف العاملين في الحقل الطبي من مختلف المناطق الصينية إلى المناطق المنكوبة كل يوم. وحتى الساعة الثامنة صباح أمس، تمكنت الفرق الطبية من الوصول إلى جميع البلدات والمحافظات في المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، والآن تجري أعمال الإنقاذ على قدم وساق. ومن أجل ضمان توفير الأدوية والأجهزة الطبية، رصدت وزارة المالية الصينية أكثر من 600 مليون يوان صيني كأموال خاصة لهذا الأمر.
وبالنسبة للتركيز على عمليات الإنقاذ والمسارعة فيها، ذكر قاو تشيانغ رئيس فريق الصحة والوقاية من الأوبئة التابع لقيادة مكافحة الزلزال والإنقاذ والإغاثة لمجلس الدولة الصيني، ذكر في مؤتمر صحفي عقد أمس الخميس (15 مايو) في بكين أهمية ذلك وهدفه قائلا: "يتمثل الهدف في وصول خدمات الإنقاذ والعلاج الطبي والوقاية من الأوبئة والمواد الطبية إلى كل المحافظات والبلدات الأكثر تضررا من هذه الكارثة وحتى كل شبر فيها حتى ولو كانت الطرق مقطوعة، بهدف تقليل أعداد الموتى والمصابين إلى أقصى حد وضمان عدم انتشار الأوبئة الخطيرة في المناطق المنكوبة."
وأضاف قاو تشيانغ أن الفرق الطبية تضم أيضا أطباء نفسانيين يقومون بتهدئة نفوس المنكوبين الذين أثرت عليهم ضربة الزلزال.
وبالإضافة إلى الفرق والمواد الطبية التي نظمتها دوائر الصحة، قام الجيش الصيني أيضا بتشكيل فرق الإسعاف للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة، كما خصص الجيش بعض الاحتياطيات الإستراتيجية من الأدوية والأجهزة الطبية لنقلها إلى المناطق المنكوبة. وفي هذا الصدد، قال رن قوه تشيوان مدير قسم الأدوية والأجهزة بدائرة الخدمات العسكرية العامة التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني: "تشمل هذه المواد أدوية الإسعاف ومكافحة العدوى والوقاية من الأوبئة والأجهزة الطبية الصالحة لاستخدامها في القتال الميداني."
ومن أجل توصيل مواد الإغاثة إلى المنكوبين، حرك الجيش الصيني العديد من الطائرات العمودية للمشاركة في نقل المواد، كما أن هذه الطائرات من مهامها أيضا نقل المصابين. وعلى متن طائرة عمودية كان هناك 10 مصابين في حالة خطيرة نقلوا من بلدة ينغشيو الأشد تضررا، حيث قال واحد من المصابين: "إني متأثر جدا. حينما رأيت الطائرات، عرفت أنني سأنجو من الموت. وفي الليلة السابقة، كنت على يقين من أنني على وشك الموت، لأن جرحي خطير، وكانت الدماء تنزف منه بشدة."
وأكد قاو تشيانغ أنه رغم مرور72 ساعة وهي الفترة التي تعتبر أفضل فترة للإنقاذ، إلا أن الحكومة الصينية لن تتهاون في أعمال إنقاذ المنكوبين أبدا. وفي الوقت نفسه، قد بدأت وزارة الصحة اتخاذ خطوات حماية مصادر المياه وتعقيم البيئة والوقاية من الأوبئة لضمان عدم حدوث أوبئة بعد كارثة خطيرة.
هذا واثر وقوع الزلزال في ال12 من هذا الشهر، أسرع رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو إلى المناطق المنكوبة لقيادة أعمال مكافحة الكارثة ميدانيا. وفي صباح اليوم الجمعة، وصل هو جين تاو أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة ورئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية إلى مقاطعة سيتشوان المنكوبة لزيارة المنكوبين والضباط والجنود والكوادر الطبية الذين يقومون بواجباتهم في الجبهة الأمامية لمكافحة الكارثة.