حتى الساعة الـ2 و28 دقيقة بعد ظهر اليوم الجمعة (16 مايو)، مضت 4 أيام على وقوع الزلزال الخطير في محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين. وخلال الأيام الأربعة الماضية، قام مواطنو المناطق المنكوبة بإنقاذ أنفسهم وساعدوا بعضهم البعض، وخاضت الصين بكامل قوتها معركة مكافحة آثار الزلزال ومد المجتمع الدولي أيضا أياديه للمساعدة. وأمام هذه الكوارث، أظهرت البشرية قوة الإنسان العظيمة.
إن قوة الإنسان هي أعلى احترام للحياة.
"إن إنقاذ حياة المواطنين هو أهم أعمالنا. لن نتخلى عن أية فرصة وسنبذل أقصى جهودنا لإنقاذ المنكوبين."
ما استمعتم إليه قبل قليل هو كلام وجهه رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو صباح الـ14 من هذا الشهر إلى رجال الإنقاذ على أنقاض مدرسة ثانوية بمحافظة بيتشوان. وأكد ون جيا باو عدة مرات أن إنقاذ أرواح المواطنين هو مركز ثقل أعمال الإنقاذ. وفي ظل ظروف جوية قاسية وطرق مدمرة، نجح رجال الإنقاذ من أنحاء الصين كافة في الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا على الأقدام وعن الطرق المائية والجوية خلال الساعات الـ72 الحاسمة التي يلطق عليها بالساعات الذهبية لإنقاذ أرواح المحاصرين.
في المناطق المنكوبة، هناك الكثير من الناس العاديين أظهروا قوة مثيرة. في مدرسة دونغتشي الثانوية بمدينة دهيانغ، عندما وقع الزلزال، مد الأستاذ تان تشيان تشيو ذراعيه نحو مكتب اختبأ تحته 4 طلاب. وبعد الزلزال، بقي هؤلاء الطلاب الأربعة على قيد الحياة، بينما فارق الأستاذ تان الحياة. وفي المستشفى الشعبي بمدينة دوجيانغيان، وعندما باغته الزلزال، بادر خمسة أطباء كانوا يجرون عملية جراحية لمريض، بادروا لحمايته بأجسامهم وشكلوا مظلة حماية أحاطت به، وواجهوا الكارثة المفاجئة، وأعطوا فرصة الحياة لمريضهم، هذه الشجاعة هي القوة الحقيقية للإنسان.
وتتمثل قوة الإنسان أيضا في التضامن والمشاركة في مكافحة الصعوبات.
"تواجه المناطق المنكوبة حاليا أوضاعا صعبة جدا، نحن فقط نريد تقديم مساهماتنا الواجبة. وينبغي علينا تعزيز التضامن ومساعدة الآخرين."
ما استمعتم إليه الآن هو كلام مواطنين بمدينة تشنغدو عاصمة سيتشوان ينتظران للتبرع بدمهما للمنكوبين. وبعد وقوع الزلزال، تحرك كافة المواطنين الصينيين بسرعة لا مثيل لها، حيث بادر الناس في المدن مثل تشنغدو وبكين وقوانغتشو إلى التبرع بالدم لمساعدة المصابين في المناطق المنكوبة. وذكرت جمعية الصليب الأحمر الصينية أنها تلقت خلال ثلاثة أيام 624 مليون يوان صيني من التبرعات مما سجل رقما قياسيا في تاريخ تلقي التبرعات.
إن قوة الإنسان تتمثل أيضا في الرعاية والمساعدات العابرة الحدود.
في الـ15 من هذا الشهر، قام رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بزيارة السفارة الصينية لدى باكستان، معبرا عن مواساته في ضحايا زلزال سيتشوان، وقال للدبلوماسيين الصينيين:
"إن الخسائر في أرواح وممتلكات الشعب الصيني هي خسارة للشعب الباكستاني. وفي هذا الوقت الصعب، تقف باكستان إلى جانبكم حكومة وشعبا، وسنساعدكم قدر استطاعتنا."