كان الموقف في السفارة الصينية لدى مصر مهيبا قبل ظهر أمس الاثنين (19 مايو)، حيث قدم الدبلوماسيون والعاملون في السفارة وحوالي مائة من المغتربين الصينيين قدموا التعازي من ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين. والشعار المشترك في المراسم هو "قلبنا مع إخواننا أبناء المنطقة المنكوبة رغم أننا نعيش وراء البحار."
"السفارة الصينية لدى مصر تبدأ الآن مراسم الحداد على أرواح ضحايا زلزال 12 مايو، ها هو حامل العلم يدخل الآن."
وعلى أنغام النشيد الوطني الصيني ارتفع العلم الأحمر ذو النجوم الخمسة رويدا رويدا ثم نزل تدريجيا إلى المنتصف.
وفي الساعة التاسعة والدقيقة ال28 صباحا بالتوقيت المحلي أي الساعة الثانية والدقيقة ال28 بعد ظهر أمس بتوقيت بكين قال مشرف المراسم بصوت مرتفع:
"لنقدم تعازينا القلبية لإخواننا ضحايا زلزال 12 مايو ونقف الآن وقفة صمت لثلاث دقائق حدادا على أرواح المنكوبين."
وساد الصمت المكان وترقرقت الدموع في العيون وعاشت السفارة في صمت رهيب لدقائق.
وبعد وقفة الحداد ألقى سو بينغ بينغ مدير مكتب العلوم والتكنولوجيا بالسفارة الصينية لدى مصر ألقى كلمة نيابة عن السفير وو تشون هوا الذي كان في مهمة خارجية.
"إن جميع العاملين في السفارة الصينية لدى مصر واثقون بأنه تحت القيادة القوية والإدارة الموحدة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة الصيني وتضامن الجيش والمواطنين سوف نستطيع بلا شك مواجهة هذه الكارثة ونتمنى أن تستطيع المنطقة المنكوبة التغلب على كارثة الزلزال في أسرع وقت ونتمنى للوطن أن يكون أكثر رخاءا وغنى في المستقبل."
كان التأثر واضحا على سو بينغ بينغ بعد انتهاء المراسم حيث قال:
"بصفتنا دبلوماسيين ورغم أننا لم نقدم مساهماتنا المباشرة مع الشعب الصيني خلال فترة الزلزال المدمر إلا أن قلوبنا ظلت مرتبطة بشكل وثيق مع الشعب الصيني والمنكوبين، سنلبي نداء اللجنة المركزية للحزب في أي وقت ونبذل جهودنا لإعادة الإعمار من خلال تكثيف أعمالنا وجهودنا بعد الكارثة."
وكان دنغ شين هاي الذي عاش وعمل في مصر لعشر سنوات أول مغترب صيني يوقع على دفتر التعازي حيث قال:
"لقد أصبت بصدمة كبيرة لوقوع الزلزال وهي أكبر كارثة حلت ببلادنا منذ ولادتي، وبصفتي مغتربا صينيا في الخارج فإنني لا أستطيع العودة إلا أنني أقدم التعازي القلبية هنا، وأنا على يقين من أن بلادنا ستتخطى هذه الكارثة الرهيبة."
وللسيد ين هاي تاو مدير قسم المشاريع بالمؤسسة الوطنية الصينية للهندسة المعمارية شعوره إزاء المنكوبين أشد وأعمق لأن حمه وحماته يعيشان في ميانيانغ إحدى المناطق الأكثر تضررا بالزلزال ومن حسن الحظ أنهما آمنان، لقد شعر بسعادة كبيرة لسلامة أهله لكنه في الوقت نفسه يقول:
"أشعر بحزن عميق، ورغم أننا بخارج البلاد إلا أن قلوبنا ترتبط مع إخواننا في المنطقة المنكوبة، ونأمل في أن يسارع أبناء المنطقة المنكوبة لإعادة إعمار الديار، ونتعهد بأن نثابر على أعمالنا من أجل دعم أبناء المنطقة المنكوبة."